آخر الأخبار
- التفاصيل
- الزيارات: 866
تعزيز مكافحة التصحر و حماية التنوع البيئي للبلاد
تولي الجزائر اهتماما متزايدا للثـروة الغابية و كل أنواع الغطاء النباتي في توجه واعد و مسؤول لمواجهة المخاطر البيئية و الاقتصادية المحدقة بالبلاد في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي يعرفها كوكب الأرض متأثرا بالاحترار و الانبعاثات الغازية المضرة بالغلاف الجوي.
فريد.غ
و يعد قانون الغابات الجديد رقم 23-21 الصادر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية رقم 83 خطوة هامة نحو تعزيز سبل و آليات حماية الثروة الغابية الوطنية و التنوع الإيكولوجي و البيئي للبلاد،
و التقليل من مخاطر التغيرات المناخية المتعددة الأشكال كالجفاف و التصحر و الأمراض النباتية و تراجع معدلات التساقط و الحرائق.
و جاء النص القانوني ملما بكل الجوانب المتعلقة بكيفية حماية الحياة البرية و الثروة الغابية و توسيعها و تثمينها حتى تتحول إلى مورد اقتصادي مستديم و جدار لصد المخاطر البيئية المتفاقمة، و السلوك البشري المعادي للطبيعة، حيث أخذ المشرع في الحسبان التغيرات المناخية المستجدة بمنطقة حوض المتوسط و شمال إفريقيا، و التحولات الاقتصادية و الديموغرافية التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة.
و يهدف قانون الغابات الجديد إلى تحديد و ضبط قواعد تسيير و حماية و توسيع و تنمية الثروة الغابية الوطنية في إطار التنمية المستدامة، و استغلال الغابات و الأراضي ذات الطابع الغابي و حمايتها من كل أشكال التعرية و الانجراف، و حماية الحيوانات و النباتات البرية و المحافظة على الأراضي و مكافحة التصحر و تثمين الغابات و الثروات الغابية بمساهمة كل القطاعات ذات الصلة.
مفاهيم أساسية لحماية الوسط الغابي و الحياة البرية
و ارتكز القانون على مفاهيم أساسية بينها احتباس الكربون و الأرض ذات الطابع الحلفاوي و الأرض ذات الطابع الغابي و مفهوم إزالة الغابات و الأدغال و الأحراش و إعادة التأهيل و إعادة التشجير، و الإدارة المكلفة بالغابات، و التسيير المستدام للغابات و التشجير و التصحر و الثروة الغابية الوطنية، و الثروات الغابية الوطنية و الحزام الكثباني القاري و الخنادق المضادة للحرائق و السياحة البيئية التي تراعي البيئة و الموارد و العناصر الطبيعية، و هي سياحة مقترنة بجملة من المبادئ من أهمها السياحة المسؤولة ذات التأثير السلبي المحدود على المحيط الطبيعي و الاجتماعي و الثقافي، و لها فوائد للمجتمعات المحلية.
في آخر مفهوم من المفاهيم الأساسية لقانون الغابات الجديد الصمود ضد مخاطر التصحر، حيث يقال على نظام بيئي أنه صامد إذا عاد إلى مساره السابق وفق نظام التعاقب التدريجي بعد اختفاء الاضطرابات الخارجية التي انحرفت به.
و لتحقيق هذا الصمود من الضروري التدخل لاستعادة الظروف الإنتاجية كما هو مطلوب في بيئة الاستعادة و إعادة التأهيل.
كما أورد المشرع مفاهيم أخرى كمفهوم النظام الغابي الذي وصفه بأنه مجموعة من القواعد الخاصة المطبقة على الثروة الغابية الوطنية بهدف ضمان الحماية و المحافظة و الاستغلال العقلاني، بالإضافة إلى مفهوم الغابة و الغيضة و هي فضاء مشجر محدود المساحة ( أقل من 10 هكتارات) و الفراغ القابل للحرث و المشجر و الملك الغابي العمومي و المنابت الحلفاوية و المنتجات الغابية و النقل عبر التجول و الوضع تحت الحماية و خدمات الأنظمة البيئية للغابات و يقصد بهذا المفهوم تنوع الخدمات التي توفرها الغابات للسكان و للمجتمع كالشغل و جودة المناظر الطبيعية و حماية التربة و موارد المياه، و مكافحة الانجراف و التصحر و الحفاظ على التنوع البيولوجي و الحيوانات البرية و الصيد و نشاطات الاستجمام و تثبيت الكربون.
تصنيف الغابات... استراتيجية وطنية فعالة و هادفة
و تطرق القانون إلى الاستراتيجية الوطنية للغابات و هي مجموعة من التوجيهات يتم إعدادها بما ينسجم مع السياسات الوطنية الاجتماعية و الاقتصادية و البيئية المخصصة لتوجيه القرارات المستقبلية المتعلقة بتهيئة و استعمال الثروة الغابية الوطنية و المحافظة عليها لفائدة المجتمع.
و تندرج الاستراتيجية الوطنية للغابات ضمن السياسة الوطنية لتهيئة الإقليم و تهدف إلى ضمان التسيير المستدام للثروة الغابية الوطنية، آخذة في الاعتبار البعد البيئي و الاقتصادي و الاجتماعي للثروة الغابية الوطنية، و تلبية المطالب الاجتماعية المتعلقة بالغابات، و تشجيع السكان على المشاركة في جهود الحماية و تنمية الثروة الغابية و تثمينها، مع الأخذ في الاعتبار الالتزامات الدولية التي تم التعهد بها في مجال حماية الغابات و تسييرها بشكل مستدام و الحفاظ على التنوع البيولوجي و مكافحة التصحر و الحفاظ على المناطق الرطبة و الصمود أمام التغيرات المناخية.
و بموجب القانون الجديد يتم تصنيف الغابات من قبل الإدارة المكلفة بالغابات اعتبارا لإمكاناتها و موقعها و تكوينها و كذلك للاحتياجات الاجتماعية و الاقتصادية طبقا لتوجهات المخطط الوطني لتنمية الغابات تبعا لوظيفتها الرئيسية كغابات الحماية و غابات الاستغلال و الغابات ذات الاستخدام الخاص.
و تصنف كغابات حماية الغابات التي تعتبر المحافظة عليها أو تنميتها أمرا ضروريا للحفاظ على التنوع البيولوجي و حماية النوادر و الجمال الطبيعي، و المحافظة على الأراضي في الجبال و المنحدرات و الحماية من الانجراف و انتظام المياه و مكافحة التصحر و تثبيت الكثبان و التكيف مع تغير المناخ و حماية منشآت الري و الهياكل القاعدية و حماية التجمعات السكنية و الأراضي الفلاحية.
و تصنف كغابات للاستغلال الغابات التي تتمثل وظيفتها الرئيسية في إنتاج الخشب و المنتجات الغابية الأخرى، بينما تصنف كغابات ذات استخدام خاص الغابات التي تتعلق وظيفتها بالحفاظ على جودة المناظر الطبيعية لتحسين نوعية الحياة و التعليم و البحث العلمي و كذا لأسباب أمنية خاصة.
بينما تصنف كغابات ذات استخدام خاص الغابات و الغيضة و الأراضي ذات الطابع الغابي التابع للملك العمومي و الغابي الواقعة في مناطق التوسع السياحي و كذلك تلك التي تتمثل طبيعتها في السياحة البيئية و الترفيه و التسلية. و يشدد القانون على ضبط الإجراءات الضرورية للوقاية من حرائق الغابات و مكافحتها، و توضيح نمط و نظام المعالجة الحراجية الملائمة، و تحديد إمكانية الاستغلال و الاستخدامات الأخرى للغابات و الأراضي ذات الطابع الغابي. و يتم التسيير المستدام للغابات عبر تطبيق مخططات التهيئة أو مخططات التسيير التي يشترط أن تحترم عدة معايير منها المحافظة على الموارد الغابية و تحسينها، و الحفاظ على صحة الغابات و سلامتها و القيام بوظيفة إنتاج المواد الغابية و احترام التنوع البيولوجي داخل الأنظمة الإيكولوجية الغابية، و حماية التربة و المياه و توفير مختلف الخدمات للجمهور و كذا المساهمة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية. و قد أولى القانون أهمية كبيرة لتسيير و تنمية منابت الحلفاء و الأراضي ذات الطابع الحلفاوي بجنوب البلاد لتحقيق التنمية المستدامة لهذا المورد الطبيعي الهام، و كيفية حمايته و تنميته و استغلاله و توسيع تكاثره و تثمينه.
مكافحة التصحر و إعادة تأهيل السد الأخضر
بموجب قانون الغابات الجديد سيتم إنشاء هيئة تنسيقية لمكافحة التصحر و إعادة تأهيل السد الأخضر تكلف بضمان التنسيق بين القطاعات المختلفة في إطار برامج العمل الوطنية لمكافحة التصحر و الترمل و مخطط العمل لإعادة تأهيل و توسيع و تنمية السد الأخضر.
و تحدد تشكيلة هذه الهيئة و تنظيمها و سيرها عن طريق التنظيم، و تقوم الإدارة المكلفة بالغابات بالتعاون مع الإدارات و المؤسسات و الهيئات المعنية و ممثلي المجتمع المدني العاملين في مجال مكافحة التصحر و الترمل بإعداد برامج العمل الوطنية لمكافحة التصحر و الترمل من خلال دراسات و تحاليل عامة أو جزئية لعمليات الانجراف بسبب الرياح و التصحر، و تحديد المناطق المعرضة لخطر التصحر، و ممرات الرياح و تأثير العواصف الرملية، و اقتراح برامج الطوارئ و تحديد تدابير التكيف و التخفيف في مواجهة عمليات الانجراف و التصحر.
و تقوم الإدارة المكلفة بالغابات بإعداد مخطط عمل لإعادة تأهيل و توسيع و تطوير السد الأخضر بالتشاور مع القطاعات المعنية، حيث يحدد هذا المخطط كل العمليات التي تقترح الدولة القيام بها في فضاء السد الأخضر.
عقوبات رادعة للمعتدين على الغابات الوطنية
و يحرص القانون الجديد على حماية الثروة الغابية من الأمراض النباتية، و التصدي للرعي غير المرخص و حماية الأراضي من الانجراف المائي، و التثبيت الميكانيكي و البيولوجي
للكثبان الرملية، و حماية النباتات و الحيوانات البرية، و الموارد الوراثية للغابات، و تنظيم عملية استخراج المعادن و تفريغ المواد في الوسط الغابي العمومي، و شروط البناء في الملك الغابي و بالقرب منه. و حدد القانون دور و مهام شرطة الغابات، و كيفية معاينة الجرائم المرتكبة بالوسط الغابي، مشددا على عقوبات صارمة للمعتدين على الثروة الغابية بالحرق و البناء و القطع و الحرث و الرعي و التعرية.
ساهمت في تأسيس نوادي بيئية
جمعية «أبنو» تغرس أكثر من 92 ألف شجرة
استطاعت جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة، غرس أكثر من 92 ألف شجرة في عمليات تشجير مختلفة منذ انطلاقها في النشاط، حيث حافظت على معدل أكثر من 4 آلاف شجرة سنويا على امتداد 23 سنة، في حين ساهمت في تأسيس العديد من النوادي وإحياء نشاطات مختلفة.
وأفاد رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة، عبد المجيد سبيح، في تصريح للنصر، أن الجمعية قامت بغرس أكثر من 4200 شجرة خلال سنة 2023، مشيرا إلى أن العملية مست أكثر من 20 مؤسسة تربوية والجامعات والمؤسسات التابعة لقطاع النشاط الاجتماعي، إلا أن محدثنا نبه إلى أن الطلبات على الأشجار كثيرة، كما أوضح أن عمليات التشجير مست أكثر من 400 مؤسسة منذ أن انطلقت جمعية «أبنو» في النشاط سنة 2000، في حين حافظت على معدل 4 آلاف شجيرة سنويا، لتصل مع نهاية سنة 2023 إلى غرس أكثر من 92 ألف شجرة على امتداد 23 سنة.
وذكر محدثنا أن الجمعية سجلت في تقريرها السنوي العديد من النقاط الإيجابية في مجال البيئة عبر ولاية قسنطينة، على غرار الاهتمام بمشروع تسيير النفايات عبر الحاويات الهوائية والمدفونة والمساحات الخضراء التي أصبحت البلديات تهتم بإنجازها بشكل أكبر داخل النسيج العمراني وعلى مداخل البلديات، كما اعتبر أن تهيئة حديقة سوسة بوسط المدينة ذات أثر إيجابي، خصوصا أنها لم تخضع لعملية شاملة مماثلة منذ حوالي 20 سنة، باستثناء بعض العمليات التطوعية لتنظيف المكان وغرس الأشجار. من جهة أخرى، ذكر رئيس الجمعية أن عدم تسجيل حرائق غابات يعتبر من المؤشرات الإيجابية أيضا خلال العام المنقضي، بعد تنفيذ مخطط جديد للوقاية من الحرائق من خلال وضع نقاط مراقبة داخل الغابات.
وأحصت الجمعية خلال السنة الماضية العديد من النقاط السوداء لرمي الردوم والنفايات الصلبة عبر العديد من الأماكن في الولاية، لكن المصدر أكد أن المصالح المختصة قامت بإزالة العديد منها، كما اعتبر أن سيول المياه المطرية المتشكلة نتيجة نقص التهيئة والبناء العشوائي من النقاط السلبية المسجلة في بعض الأحياء أيضا، ليؤكد على ضرورة غرس الأشجار على حواف الأودية ومجاري المياه، على غرار ما يسجله المجرى المسمى بوادي زياد في جهة بكيرة، حيث أوضح أن بعض أنواع الأشجار المغروسة في هذه النقاط تمنع انجراف التربة والقمامة المنتشرة بمحيط مساراتها. وقال المصدر نفسه إن الجمعية سجلت أيضا ظاهرة التجول العشوائي للأبقار في المحيط السكني والغابات، فضلا عن الأسواق الفوضوية التي تتسبب في انتشار القمامة وبقايا النشاطات التجارية العشوائية.
وطبقت جمعية حماية الطبيعة والبيئة المخطط الأخضر عبر المؤسسات التربوية والأحياء من خلال مداخلات وورشات خضراء وعمليات غرس ومسابقات بالتنسيق مع مديريتي التربية والشباب والرياضة لولاية قسنطينة، كما ساهمت في تأسيس العديد من النوادي البيئية وأحيت نشاطات مختلفة بالتنسيق مع مؤسسات عمومية خلال العام الماضي.
سامي.ح
أهداف لبلوغ 11 ألف جيغاواط
توقعات بتضاعف نمو الطاقة المتجددة بحلول عام 2030
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تنمو الطاقة المتجددة عالميا بمثلين ونصف بحلول عام 2030، لكنها دعت الحكومات إلى بذل المزيد لتحقيق هدف زيادتها بثلاثة أمثال بحلول ذلك التاريخ وفقا لما اتفقت عليه في محادثات الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ.
وفي تقرير توقعات الطاقة المتجددة السنوي، قالت الوكالة إن القدرات الجديدة التي أضيفت العام الماضي زادت بمقدار 50 بالمائة مقارنة بالعام الذي سبقه مسجلة 510 جيغاوات، وزاد ذلك سعة إنتاج الطاقة الفعالة إلى 3700 جيغاوات. وفي ظل السياسات وظروف السوق الحالية، من المتوقع أن تنمو القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة إلى 7300 جيغاوات إجمالا بحلول 2028. ويتطلب تحقيق هدف عام 2030 الذي اتفقت عليه الدول العام الماضي الوصول إلى 11 ألف جيغاوات على الأقل. ووافقت حكومات العالم على مضاعفة القدرة على توليد الطاقة المتجددة بثلاثة أمثال بحلول عام 2030 وبدء الاستغناء عن الوقود الأحفوري، لكن لم يتم الاتفاق على آلية لتمويل التحول إلى الطاقة النظيفة في الدول النامية. وأوضح التقرير أن أكبر تحد لتحقيق هذا الهدف سيكون زيادة التمويل وتنمية مصادر الطاقة المتجددة في أغلب الاقتصادات الناشئة والنامية. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لرويترز "في ظل غياب أي مساعدة للدول الإفريقية والدول ذات الدخل المنخفض في آسيا وأمريكا اللاتينية، فلن تتمكن من تحقيق أهدافها المتعلقة بالطاقة النظيفة. هذا سيشكل عقبة أمام الوصول لهدف 2030".
وحققت الصين العام الماضي أكبر نمو في مجال الطاقة المتجددة ومن المتوقع أن يكون نصيبها ما يقارب 60 في المائة من القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بحلول عام 2028. وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة أنه على الرغم من إعلان تنفيذ الكثير من مشروعات الهيدروجين الأخضر إلا أن التقدم لا يزال بطيئا مع توقع دخول سبعة بالمئة فقط من المشروعات الحالية حيز الإنتاج بحلول 2030.
- التفاصيل
- الزيارات: 534
مشروع لاستحداث محمية طبيعية للطيور بقسنطينة
كشف أمين عام جمعية علم الطيور والبيئة أمين فريطس للنصر، عن وضع مشروع لاستحداث محمية طبيعية للطيور، لحمايتها وتطوير السلالات وتلقين أكبر شريحة من المواطنين طرق التربية وأساليب المحافظة عليها، وتحدث أعضاء الجمعية للنصر، عن حرصهم على تربية الطيور في إطار علمي وبيئي، بالاعتماد على مختصين، وتنويع أنشطتهم من خلال المشاركة في المسابقات الدولية، وتنظيم عمليات تحسيسية للتنبيه من الممارسات الخاطئة والتحذير من التغذية العشوائية التي تهدد صحة الطيور.
تعتبر جمعية علم الطيور والبيئة، حسب أمينها العام أمين فريطس، الوحيدة التي تنشط في مجال علم الطيور والبيئة بقسنطينة، حيث تأسست بين سنتي 2019 و2020، انطلاقا من فكرة تبناها مجموعة أصدقاء من مربي طيور الزينة، كانوا منخرطين قبل ذلك الوقت، ضمن جمعية وطنية والوحيدة آنذاك المختصة في تربية الطيور، معروفة باسم جمعية ترقية تربية طيور الزينة على مستوى الجزائر العاصمة، والتي انطلقت بـ 25 عضوا لتضم حاليا 145 منخرطا، وساهمت إلى جانب أربع جمعيات أخرى في تأسيس الاتحاد الجزائري لعلم الطيور.
خليط من الأعضاء لتكوين نواة عارفة بطرق التربية
تركّز جمعية علم الطيور والبيئة في نشاطها، حسب محدثنا، على تلقين سبل تربية الطيور والعناية بها، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلك مجموعة عبر «فيسبوك» تضم أعضاء، يتم من خلالها بث فيديوهات مباشرة يطلق عليها الأيام التقنية، تتضمن مداخلات حول كل ما يتعلق بمجال الطيور، وفق برنامج مجهّز يراعي التسلسل الكرونولوجي للمواضيع، فتكون بذلك متّسقة وظيفيا، تسمح بالاستيعاب السلس للتقنيات والمعلومات التي تتضمّنها المواضيع مع تبادل الخبرات، ما يختصر الطريق على حد تعبير المتحدّث على الأعضاء للمعرفة والتعلّم، على غرار التغذية في مرحلة تغيير الريش، أين يكون في مرحلة حمية غذائية، وأنماط التغذية الخاصة بكل مرحلة وما يتبعها من محفزات، كالمكمّلات وما إلى غير ذلك، هذا مع إمكانية برمجة، يضيف الأمين العام للجمعية، مواضيع خارجة عن نطاق البرنامج الموضوع وفقا للمستجدات التي قد تطرأ في المجال، من معلومات وكذا اقتراحات المنخرطين، إذ أوضح أنّه خلال هذه الفترة الباردة من السنة، التي يكون خلالها الطير معرّضا للأمراض، يتم بالتوالي الحديث عن موضوع في التغذية ثم الوقاية والعلاج.
وتعوّل الجمعية، على كفاءة أعضائها المختصين في البيطرة والبيولوجيا وإطارات في الشباب والرياضة، من بينهم مساعد رئيس قسم البيولوجيا بجامعة الإخوة منتوري، وآخر أستاذ في معهد البيطرة، وهو مربي طيور، ومسؤول على خط الإنتاج لمؤسسة مختصة في إنتاج الأدوية البيطرية ورئيس قسم الإنتاج، مؤكدا بأن غالبية المنخرطين لهم خبرة في المجال ويجيدون التفريق بين مختلف أصناف الطيور.
وذكر فريطس أنّ سياسة الجمعية في الوقت الحالي تستهدف تكوين نواة من الأعضاء المتعلمين، الذين يكون في مقدورهم مستقبلا تعليم أشخاص ومنخرطين آخرين، حتى تتسع دائرة الأشخاص الذين يمتلكون ثقافة تربية الطيور وفق أسس علمية سليمة، إذ يعاب على الجمعية ضعف المبادرة في القيام بحملات تحسيسية توعوية ميدانية، ولهذا الأمر مبرّراته، حسب أمين، الذي يقرّ أنّ الجمعية لا تزال بعيدة عن نهج العمل الميداني، رغم أنّها تعمل على تجسيده مستقبلا، نظرا لعدة اعتبارات أهمها التزامات الأعضاء المهنية.
ممارسات خاطئة ومبيدات الحقول خطر يهدد الطيور
وأشار محدّثنا إلى الممارسات الخاطئة التي تؤثر سلبا على الطيور، منها ما تعلّق بالجانب العلاجي، حيث يستعمل المربي المبتدئ مضادات حيوية بطريقة عشوائية، من خلال تقديم مضاد حيوي دون إكمال مدة العلاج اللازمة، ليستبدله بآخر أكثر قوة مع زيادة كمية الجرعة، ما يتسبب في تكوين الفيروس، ويقول أمين أن حوالي 70 بالمائة من المضادات الموجودة دون فعالية، جراء هذا الخطأ المنتشر بكثرة، فلكل مضاد مدّة استهلاكه المحدّدة، والتي لا تزيد عن خمسة أيام.
إلى جانب ذلك تشكل التغذية العشوائية للطيور سببا آخر في تعرضها للضرر، إذ يعتمد الكثيرون على مادة «البراقة» كغذاء أساسي، في حين أنّه من الضروري أن يكون الطعام متوازنا ويتوفّر على مختلف المكملات سواء طبيعية أو اصطناعية، تحتوي على نسب من البروتين والفيتامين وغيرها، بالإضافة إلى تسيير غرفة الإنتاج وما تتضمنه من جزئيات تتعلق بالتهوية والإضاءة والنظافة وغيرها، فعلى سبيل المثال لا ينبغي وضع الطيور الاستوائية مع طيور أخرى، لكونها تعدّ مخزنا للبكتيريا، ما قد يعرّض بقية الطيور للأمراض، بالإضافة إلى عدم ضم طير إلى مجموعة أخرى دون اتخاذ إجراءات الوقاية والعزل، على اعتبار أنّه قد يكون حاملا للفيروسات لكن يتمتع بصحة ولا أعراض عليه.
ومن بين الأساليب الحديثة التي يتم تلقينها للأعضاء، طريقة استعمال المكملات الغذائية يقول فريطس، من خلال التعريف بالعلامات التي تمتلك سمعة حسنة وتأثيرها على الطير بأي طريقة، أيضا الأنواع التي توضع مع الأكل والتي ترفق بالمياه وتقدّم للطائر، أيضا طريقة اختيار الإضاءة الاصطناعية، من خلال معرفة شدّة الضوء ومدّته، إذ لابد للطائر خلال مرحلة الراحة ألا تتجاوز مدة بقائه تحت الضوء 11 ساعة، ثم تزداد تدريجيا مع كل مرحلة، وعدم تطبيق هذه الإجراءات يشكل خطرا على الطائر.
تشديد العقاب ضرورة لصد الصيد العشوائي
وثمّن المتحدّث الإجراء الذي قامت به الجهات المسؤولة بشأن تشديد إجراءات الرقابة على مستوى محلات بيع الطيور الزينة والأسواق، مؤكدا أنّها ستكون لها آثار إيجابية، لكن ينبغي حسبه التوجّه إلى الجانب العقابي للحد من ظاهرة البيع واصطياد الطيور المهددة بالانقراض، لافتا أنّ الجمعية تضع التزاما بين أعضائها بتجنب اقتناء الطيور البرية التي يتم اصطيادها باستثناء تلك التي تنمو داخل الأقفاص.
ولفت المتحدّث أنّ الاصطياد العشوائي، يعدّ من بين العوامل التي أزّمت وضعية بعض الطيور وأدت إلى تنقاصها أو انقراضها، على غرار «المقنين»، لكن هناك عوامل أخرى على علاقة مباشرة بالمشكلة تتمثل في الاستخدام المكثّف للمبيدات والأسمدة على مستوى الحقول والمزارع، معتبرا إياها المتحدّث أنها تساهم بحوالي 70 بالمائة في انقراض بعض الطيور، إذ أنّ المبيدات ستؤدي إلى انقاص عدد الحشرات وتسميمها وبالتالي الطيور التي تتغذى عليها ستتعرّض للسم من جهة، وستقل كذلك مصادر التغذية بالنسبة لها، كما أنّ الكثير منها يقتات من الأراضي التي تكون مشبّعة بالأسمدة، بالإضافة إلى المعادن الثقيلة التي تحتوي عليها مياه الأودية والفطريات والأعشاب الموجودة على مستواها بكثرة ما يؤثر أيضا على الطير.
مسابقات وطنية ودولية لتنقية السلالة وخطوط الإنتاج
تعدّ المسابقات المحلية والوطنية وحتى الدولية فرصة لتغذية شغف مربي الطيور، كما تسمح مثلما ذكره عضو الجمعية بلال بوسنة، بتقييم إنتاج الطيور بأعين خبيرة ومحترفة تتمثّل في الحكام الذين يشرفون على عملية التقييم، حيث يتحصل المربي على بطاقة تحكيم لكل طير مشارك به، تحتوي على النقاط التي تحصّل عليها وملاحظات حول كيفية تطوير أو تنقية السلالة مثلما يطلق عليه عند أصحاب المجال، للوقوف على مكامن الضعف عند الطيور والعمل على تطويرها، من خلال الاحتكاك بأصحاب الخبرة من الحكام، وفي هذه الجزئية تم إنشاء اللجنة الوطنية للحكام الجزائريين عبر شراكة مع اللجنة الوطنية للحكام الفرنسيين، بغرض تكوين مجموعة من الحكام، حيث تملك الجمعية عضوين كتلميذين لحكمين، وهذه العملية تتم من خلال اختبار انتقائي يؤهل النجاح فيه إلى الالتحاق بالتكوين.
مثلنا الجزائر في مسابقات دولية
وفي هذا الإطار قامت الجمعية تحت لواء الاتحاد الوطني لعلم الطيور وبرفقة عدد من الجمعيات الأخرى بتمثيل رسمي للجزائر لأول مرة في المسابقة الدولية لعلم الطيور سنة 2021 بتركيا، حيث تحصّلت خلالها الجمعية على مرتبة رابعة في مسابقة الطيور الاستوائية مستوية المنقار، كذلك مرتبة سادسة في المسابقة الخاصة بـ»كناري اللون»، كما تحصّلت على المرتبة الأولى في ذات السنة ضمن المسابقة الوطنية في «كناري اللون».
ونظّمت الجمعية أول مسابقة وطنية في كناري التغريد مالينوا «صوت الماء» في جانفي2023، التي تمّت على مستوى دار البيئة، حيث تحصّلت جمعية علم الطيور والبيئة بقسنطينة على المراتب الأولى في جميع الأصناف، تغريد جماعي، ثنائي التغريد وتغريد فردي.
تفكّر جمعية علم الطيور والبيئة بقسنطينة، في استحداث محمية طبيعية للطيور، بغرض المساهمة في عملية التحسيس والتوعية بكيفية المحافظة على الطيور والتعريف بأهم السلوكيات الخاطئة من أجل تفاديها من جهة، وكذلك عدم اصطيادها بشكل عشوائي من ناحية أخرى، وستقام المحمية في محيط طبيعي غابي، وكشف الأمين العام للجمعية، عن اقتراح بعض الأماكن لاحتواء المشروع، والتي تعرف حركية وتعد مقصدا للمواطنين، وهذا بغية استقطاب أكبر عدد منهم، مؤكدا أنّ الفكرة لاقت قبولا مبدئيا من طرف السلطات المعنية، لكنّ العملية تحتاج إلى إجراءات وتنظيمات عديدة متعلّقة بالمرافقة، التي لا تسمح إمكانيات الجمعية بتوفيرها، خاصة التي تتطلب إمكانات مادية، كإنشاء غرف تقنية، وتوفير الأمن في محيط المحمية، إذ لابد في هذا الإطار من تضافر الجهود والتنسيق بين المعنيين لتطبيق المشروع.
إسلام. ق
تقي من الفيضانات وتُخفِّف حدّة السّيول الشتوية
الأرصفة المساميّة القابلة للنّفاذ لإدارة ومعالجة مياه الأمطار
تُعتبر الأرصِفة القابلة للنّفاذ حلاّ فعّالا ونظاما هندسيّا متطوِّرا، وأحد أنجع الطرق المعتمدة في مواجهة التغيرات المناخية المتطرِّفة التي يشهدها العالم، لحماية الإنسان والبيئة والحد من الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار الغزيرة المُتساقِطة بشكل فجائي، ما يؤدِّي لإغراق المدن وتحوّل الطرقات إلى سيول جارفة في كثير من الأحيان، وبدلا من تسجيل خسائر مادية وبشرية جراء الحوادث المرورية المترتبة، تُعتمد التقنية للاستفادة من مياه الأمطار كمصدر متجدد للمياه النظيفة لاستخدامها في الزراعة والصناعة، وملء الخزانات الجوفية.
رميساء جبيل
تُظهر الدراسات والبحوث العلمية العالمية، أن الرّصف القابل للنفاذ، يسمح بانسياب مياه الأمطار نحو الأرض، على عكس الأسطح الصلبة المشكلة من الخرسانة أو الإسفلت المقاوم للنفاذية، أين تتحوّل مياه العواصف المتراكمة على سطحها نحو أنظمة الصرف الصحي، وعند تشبُّعِها أو انسدادها تغرق المدن.
و الأرصفة المسامية مصمّمة بقدرة هيكلية كافية لاستيعاب مختلف الحمولات والأوزان، نظرا لاستخدام مجموعة من الطبقات المعالجة والمجهزة لذلك والمكونة من خليط حصى متدرج قابل لامتصاص مياه الأمطار والسماح له بالوصول إلى طبقات التربة السفلية أو إلى قنوات ومجاري صرف المياه المجاورة، فهي تقنية فعالة صديقة للبيئة، ولهذا تم الاعتراف بها من قبل وكالات دولية لحماية البيئة، كونها تحد من الأضرار الناتجة عن مياه الأمطار الغزيرة، وتقلل الحاجة إلى هياكل الصرف التقليدية المُثبّتة على حواف ومنتصف الطرقات، وتقلل من أثر الجزر الحرارية وتحمي المياه السطحية من التلوث، وتُحسن نقل الماء والأكسجين إلى جذور النباتات، وتحافظ على جودة المياه بتنظيفها من المواد الصلبة العالقة والملوثات الكيميائية.
وفي حال تم اعتماد تقنية الأرصفة القابلة للنفاذ في الطرقات، فهي ستُجنب المدن ازدحامات وحوادث مرورية جراء تهاطل الأمطار، كونها تُقلل من الانزلاقات المائية والانعكاسات الضوئية التي تظهر على الطرقات المبللة، كما تحافظ على احتكاك إطارات العجلات بالأرض.
نظام يندرج ضمن استراتيجية البُنى التحتية الخضراء
وحسب الخبير في مجال الأبنية الخضراء والاقتصاد الأخضر، محمد عصفور، فإن نظام الأرصفة القابلة للنفاذ، التي يتم تنفيذها باستخدام بلاط به فجوات تستوعب المياه المتساقطة، يندرج تحت ما يسمى بالبنية التحتية الخضراء، المعتمدة في المدن الحضرية إلى جانب غرس الأشجار والنباتات وإنشاء الحدائق، للتحكم في الفيضانات والتخفيف من حدة السّيول العارمة الفجائية، التي تجتاح الأرصفة والطرقات والمساحات العامة، بسبب ارتفاع معدل تساقط الأمطار في فترات زمنية وجيزة.
وقالت العضو بمخبر الهندسة البيومناخية والبيئية بجامعة قسنطينة 3، الدكتورة بكلية الهندسة المعمارية والتعمير، فوزية بوشريبة، إن الرصيف القابل للنفاذ يعتبر نظاما فعالا لتسيير ومراقبة وتخزين مياه الأمطار بشكل مؤقت، للتقليل من حجم السيول الشتوية، وبالتالي الوقاية من الفيضانات وغلق الطرقات في المدن الحضرية، ويُمكن تطبيق هذا النظام، في كل من المساحات الخضراء والساحات العمومية والأرصفة وممرات الراجلين والسلالم الخارجية والطرقات.
وللرصيف القابل للنفاذ كما ذكرت الخبيرة، إيجابيات بيئية، من خلال تقليص كمية السيول السطحية وفصل المُلوثات الصلبة عن مياه الأمطار، و تزويد نوعي للمياه الجوفية، مع التخفيف من خطر الفيضانات التي تهدد المدن، زيادة على تميز النظام بامتصاص أقل للأشعة الشمسية أثناء موجات الحر المرتفعة، نظرا للألوان المعتمدة والتي تكون فاتحة في العادة.
أما من النّاحية المادّية، فالأرصفة النافذة تُقلِّص من حجم شبكات الصرف المخصصة لمياه المطر، وتُوفر تكلفة محطات تجميع مياه الأمطار، إلى جانب تسريع الأشغال، مع ديمومتها لمدة أطول مقارنة بالطريقة الكلاسيكية المعتمدة.
حبيبات مسامية تدخل في تكوين الرصف النافذ
وأوضحت المتحدِّثة، أنه لتطبيق الرّصيف القابل للنفاذ، يجب إتباع جملة من الشروط والتعليمات، منها أن تكون التربة نافذة، واستعمال مواد تتكون من حبيبات مسامية عند إنشاء مختلف طبقات الرصف، حتى تُحقِّق شرط النفاذية، مع ضرورة المعرفة بطبيعة التُّربة ودراسة الانحدارات، والعلم بجُل المعطيات الخاصة بتساقط الأمطار، ودراسة المناطق المعرضة للفيضانات.
وتتمثل مواد البناء المستخدمة في إنجاز طبقات الأرصفة النافذة التي تُغطي الأماكن العمومية المُراد تهيئتها، حسب الدكتورة، في قطع من الخرسانة حجمها اختياري، تكون مصنّعة بشكل جميل وبألوان فاتحة، حتى تلعب دورا في تجميل المحيط، وهذه القطع في العادة مرتبطة ببعضها البعض، عن طريق مفاصل من مادة ذات حبيبات صغيرة الحجم تسمح بدخول الماء، حيثُ تُوضع على طبقة تتكون من حبيبات ذات حجم أكبر، يتراوح سُمكها بين 2 إلى 3 سنتيمترات، في حين أن الأساس يكون عبارة عن طبقة سمكها أكبر، مصنعة من مادة نافذة للمياه وهو أكثر صلابة من الطبقة الأولى، قائلة في ذات السياق، إنه عندما تتواجد طبقة من المياه الجوفية فهذه الأشغال كافية، وفي حالة انعدامها يتطلب الأمر إنجاز خزان للمياه أسفل الطبقات، بغية تجميع المياه وتوجيهها فيما بعد لاستعمالات معينة.
تعالج مشكلة ربط شبكة مياه الأمطار بالصرف الصحي
كما أشارت بوشريبة، إلى ارتباط شبكات مياه الأمطار بشبكات الصرف الصحي لتشكيل شبكة واحدة، ما يؤدي بالضرورة لخسائر كبرى وهدر لمياه الأمطار دون استغلالها بالشكل المناسب، بالمقابل فتبني الرصف القابل للنفاذ سيساعد في اختصار الطريق والحفاظ على الأموال، للاستفادة من المياه دون الحاجة لشبكة كبيرة مكلِّفة ومعقدة، مؤكدة على وجوب اعتمادها، كون الأرصفة التقليدية عادة ما تعتمد على خرسانة تصب مباشرة في عين المكان أو على مستوى بلاط أرضي، كما تمنع الأشغال المنجزة تقليديا من مرور المياه، في حين ترتكز الأشغال في الطرقات على طبقات مختلفة تنتهي بالزفت الأسود، وهي مادة غير قابلة للنفاذ، وبذلك عند سقوط أمطار رعدية قوية تحدث الكارثة الفيضانية، خصوصا مع انعدام صيانة البالوعات.
تُعزز مخزون المياه الجوفية وتحمي المدن من التلوث
ويرى المهندس المتخصص في العمارة والعمران البيئي، حمزة جعلاب، أن تجمع المياه المستعملة ومياه المطر في المدن على مستوى قناة صرف واحدة، يؤدي إلى تشبع القنوات، فتتسرب تلك المياه نحو السطح الخارجي، ما يحدث بالضرورة فيضانات وكوارث في الأوساط الحضرية، وللتخفيف من حدة المشكلة يستوجب اعتماد أرصفة وطرقات قابلة للنفاذ، مع تطبيق التقنية الهندسية على مستوى أسطح الأقنية بمختلف المباني العمرانية، لتحقيق هدف الوصول إلى مدينة نافذة للمياه.
وتُنفذ الأسطح النافذة من الناحية التقنية، حسب المهندس، باعتماد خرسانة تسمح بنفاذ مياه الأمطار ذات بنية تفوق 20 بالمائة، مع سرعة نفاذ تساوي أو تفوق 5 سنتيمترات في الثانية، ومقاومة ميكانيكية تتراوح بين 7 إلى 20 ميغابيكسال، مشيرا، إلى أن لهذه الطريقة محاسن على المدن، تتمثل في ترقية جانب الراحة للمواطنين، مع توفير أماكن منعشة يميزها الغطاء النباتي الأخضر، كما تُساهِم في تخفيض درجات الحرارة بمُعدّل من 6 إلى 7 درجة مئويّة، كون الطّريقة المُعتمدة في نفاذيّة المياه تُوجِّهُها مباشرة نحو باطن الأرض بدلا من ضياعها في قنوات الصرف، ما يُعزِّز مخزون المياه الجوفية أو يحوّلها نحو المساحات الخضراء والساحات والطرق المجاورة للأرصفة النافذة، مؤكدا في ذات السياق، أنّ هذا الحل يُساهم بشكل كبير في تحسين اقتصاد المدن، ويُجنِّب الدول إنفاق أموال طائلة في أشغال قنوات الصرف، فضلا عن ضمان وجود مدن نظيفة خالية من الملوثات، مع تجنب الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها الجزائر، والتخلّص من مشكل انسداد البالوعات، وعدم جاهزية قنوات الصرف لاستقبال هذه الكميات الهائلة من المياه.
- التفاصيل
- الزيارات: 919
تجارب ناجحة لإنتاج المحاصيل عبر تكنولوجيا الزراعة المائية
نجح ابن غرداية الخبير الزراعي يونس حجاج، في تجريب الزراعة المائية دون تربة عبر إدماج أحواض تربية الأسماك وفق مسار تكاملي مغلق، يضمن انتقال فوائد فضلات السمك عبر مسارات نمو النبات الذي يستخدم كمصفاة لتنظيف مياه مزارع السمك. واستعرض الخبير وهو مختص في الزراعة المائية بالمكتب الدولي للعمل بجنيف بسويسرا في حديثه للنصر، ثلاث تجارب لإنتاج الخس في شرفات وأسطح المنازل وأخرى لزراعة الفراولة والطماطم وكذا أعلاف الحيوانات، مع تقليص مدة الإنتاج من ثلاثة أشهر إلى 10 أيام.
روبورتاج/ أسماء بوقرن
وقال الخبير الزراعي، بأن تكنولوجيا الزراعة دون تربة، هي تقنية جديدة في الجزائر تقدم مردودا جيدا بدون مواد اصطناعية مسرطنة، وتحافظ على البيئة وتعتمد على استغلال الماء فقط، مع قليل من المواد المغذية، فضلا عن توفير الظروف الملائمة للنبتة كما تختصر مساحة الزراعة مقارنة بالطريقة العادية، حيث يمكن أن تنتج مساحة 50 مترا مربعا في الزراعة المائية، ما يعادل محاصيل 10 هكتارات في التربة، مع استغلال ما نسبته 10 بالمائة فقط من المياه، ناهيك عن اعتماد بيئة عضوية من خلال وضع النبتة مباشرة في الماء مع استعمال حامل للنبتة، سواء كان عبارة عن إسفنج أو مادة أخرى مستخرجة من ألياف النخيل أو غير ذلك، و استخدام بذور جيدة للحصول على إنتاج جيد.
البذور المحلية من أسرار نجاح الزراعة المائية
وقال، إن الاعتماد على البذور المحلية، من أسرار نجاح التجارب الفلاحية التي قام بها فريقه، حيث سمح ذلك بضمان استمرارية الإنتاج على مدار السنة، لتلاؤمها وطبيعة المناخ المحلي، مشيرا إلى أن بذور ولاية تيارت تصنف من بين الأجود على مستوى العالم، وقد مكنت حسبه من إنتاج شعير محلي عالي الجودة، داعيا للحفاظ على هذه السلالة والاحتفاظ بها وتعميم استعمالها وطنيا، بشرط توفير المناخ الملائم لإنتاج الشتلات، و مؤكدا بأن الظروف المناخية والرطوبة المناسبة يمكن أن تقدما شتلة جيدة في غضون 15 يوميا.
المحلول المغذي العمود الفقري للزراعة دون تربة
وتعتبر المحاليل المغذية، العمود الفقري للزراعة دون تربة كما أوضح، لأن النبات يأخذ حسب الخبير، العناصر اللازمة لنموه من هذه المحاليل بدلا من التربة في حالة الزراعة الحقلية أو التقليدية، وتتضمن العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، و تسمى بالعناصر الكبرى لأن النباتات تحتاجها بنسبة كبيرة، فضلا عن عناصر صغرى كالحديد و الكلورين والبورون والمنجنيز والنحاس والزنك والموليبدنيم، مؤكدا بأن استعمال الزراعة المائية يقلل من استخدام الأسمدة التي تتم بكمية محددة من المغذيات، عوض استعمال كميات كبيرة تهدر نسبة معتبرة منها في التربة على خلاف الزراعة المائية التي تسمح بدورانها ضمن مسار مغلق يعيد توظيفها لفائدة النبات.
تقليص دورة إنتاج الشعير من ثلاثة أشهر لسبعة أيام
ومن ميزات هذه التكنولوجيا الزراعية حسبه، أنها تسرع دورة النبات، فإنتاج الشعير في أرض زراعية مثلا، يستغرق بين 3 إلى 4 أشهر، لكن باعتماد التقنية الحديثة و مع توفير شرط المناخ المناسب والماء بكميات قليلة و مدروسة، يمكن إنتاج ذات المحصول خلال 7 أيام.
كما ذكر المتحدث، تجربة الخس التي كانت ناجحة كذلك، قائلا بأن زراعته في التربة وجنيه يتمان في ظرف شهرين، مقابل سبعة أيام عند الزراعة في الماء، إذ تمت العملية كما وصف، في بيوت بلاستيكية مع توفير مناخ ومغذيات مناسبة مكنت من تسريع نمو النبتة، مشيرا إلى أن هذه التقنية تسمح بالحصول على خس طبيعي دون مبيدات حشرية في ظرف 20 يوما، كما سمحت تجارب أخرى بالحصول على 800 كيلوغرام من منتوج الطماطم في مساحة 20 مترا مربعا، و 600 كيلوغرام من محصول الخيار، و 400 كيلوغرام في منتوج الفراولة في مساحة مماثلة.
مؤكدا، بأن مبدأ الزراعة المائية هو الوقاية، وذلك بتفادي انتشار الأمراض داخل البيت البلاستيكي، حيث يشترط على المزارع عند إشرافه على العملية ارتداء لباس معقم.
الزراعة المائية مصفاة لأحواض الأسماك
أما بخصوص النظام التكاملي بين أحواض تربية الأسماك، و الأحواض الخاصة بالزراعة المائية، فإن النبات يتغذى عن طريق فضلات الأسماك التي يتم طرحها في المياه، حيث يمتص النبات المكونات الموجودة في الفضلات وهي عبارة عن "نتريت" فتتحول بعد تمريرها على مصفاة إلى نترات أو الآزوت الذي يحتاجه النبات، إذ يمتص المياه ويعيد طرحها لتعاد إلى الأحواض فيستفيد السمك من عناصرها، موضحا بأن إنتاج الأسماك يستدعي مختصين ومهندسين فلاحيين لضمان التكامل الوظيفي.
وعن جدوى زراعة الأسماك في نظام تكاملي مع محاصيل الخضار، قال بأن العملية تمكن من الحصول على أسماك خالية من الملوثات، لأن المياه المستخدمة في هذا النظام مياه صنبور عادية دون كلور، تُقدم في النتيجة خضارا خالية من الأسمدة الكيماوية و المبيدات حيث نجحت عدة تجارب في إنتاج الفجل والجرجير والخس والسبانخ والفراولة والطماطم، كما تتيح هذه الزراعة فرصة استغلال أسطح المنازل من مكان مهمل إلى فضاء منتج للبروتين الحيواني ومحاصيل الخضار، كما تمكن من حماية أسطح المنازل من أشعة الشمس المباشرة التي تزيد حرارة المباني، فضلا عن توفيرها لفرص عمل لخريجي الجامعات وحتى المرأة الماكثة في البيت.
وأشار المتحدث، إلى أن النباتات المزروعة في أحواض وقنوات مائية، تؤدي دور المصفاة في المزارع السمكية، موضحا بأن فكرة تربية الأسماك بالتوازي مع زراعة النباتات المائية نشأت كبديل للمصفاة الحيوية التي تحتاج إلى الصيانة العالية، حيث أن المياه يتم تغييرها بسبب وجود الأمونيا والتي تعد في نفس الوقت مصدرا للنيتروجين الذي تحتاج إليه محاصيل الخضار المختلفة، وبالتالي عند مرور مياه الأسماك المحتوية على الأمونيا على جذور النباتات، فإنها تمتص هذه المادة الذائبة في المياه ثم تعود المياه مرة أخرى خالية منها إلى حوض تربية الأسماك.
ويعتبر هذا النظام، أفضل النظم التي تصلح لزراعة النباتات بدون تربة، حيث تقوم البيئة المستخدمة في حجز المواد العضوية والنباتات بامتصاص الأمونيا، كما تتميز هذه الأنظمة بخفة وزنها لتتلاءم مع الأسطح.
هذه نظم الزراعة دون تربة
وعن أنواع نظم الزراعة بدون تربة، ذكر النظم المفتوحة، أين يستخدم المحلول المغذي مرة واحدة بتوصيله إلى المجموع الجذري للنبات ولا يعاد استخدامه، إضافة إلى النظم المغلقة حيث يسترد المحلول المغذي الفائض بعد دورانه في النظام ويعاد استخدامه مرة أخرى، ويتضمن كل قسم من هذه الأقسام العديد من الأنظمة التى تصلح للزراعة فوق أسطح المنازل و تتميز جميعها بخفة الوزن وعدم تسريبها للمياه، بحيث لا يلحق استخدامها ضررا بالمبنى.
وتتعدد البيئات التي يمكن استخدامها في هذه الزراعة حسب المتحدث، وتختلف تبعا للخصائص الطبيعية و الكيمائية، منها البيئات العضوية وغير العضوية، وقد تستخدم بصورة مفردة كبيئة لنمو النباتات، أو قد يتم عمل خلطات بين أكثر من بيئة أو عمل خلطات ما بين أحجام مختلفة من نفس البيئة، فيعطى ذلك مواصفات جديدة، و مدى واسعا من البيئات التي تلاءم نمو عدد كبير من النباتات و من الأصناف كالخضر أو نباتات الزينة أو بعض أشجار الفاكهة.
وختم الخبير حديثه، بإبراز أهمية هذه التقنية التي تعتبر من أكفأ الطرق المستخدمة لحل المشاكل الموجودة في التربة و صعوبة الزراعة فيها، مثل مشكلة ارتفاع مستوى الماء الأرضي بسبب انعدام شبكة صرف جيدة، أو لانخفاض منسوب سطح الأرض مما يجعلها بؤرة تجميع للمياه من الأراضي المجاورة، أو قد تكون الأرض موبوءة بالحشائش الضارة الحولية أو المعمرة التي تمثل عائقا أمام زراعتها أو موبوءة بالنيماتودا أو يرقات الحشرات أو جراثيم الفطريات المسببة لأمراض الجذور وغيرها، ناهيك عن عدم اللجوء إلى عملية تعقيم التربة، وبذلك فإننا نحافظ على البيئة الطبيعية من التلوث من ناحية وتوفر النفقات العالية للتعقيم من ناحية أخرى كما عبر. أ ب
المحمية الطبيعية بني صالح بقالمة
تنوع إيكولوجي في مواجهة التغيرات المناخية المتطرفة
تعد جبال بني صالح التاريخية الشهيرة بقالمة واحدة من أهم الغابات بشرق البلاد من حيث المساحة و المكونات الطبيعية التي ظهرت قبل مئات السنين و مازالت محافظة على هذه المكونات التي جعلت منها موطنا للتنوع الإيكولوجي، و ملاذا للحياة البرية التي تواجه اليوم تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية المتطرفة التي بدأت آثارها تظهر بوضوح على امتداد الإقليم الغابي الذي يغطي مساحة واسعة من ولايات قالمة، الطارف و سوق أهراس، حيث أتت الحرائق المتعاقبة على رقعة واسعة من تلك الغابات الكثيفة، و أدت موجات الجفاف إلى انحصار بعض أنواع النباتات و الإخلال بالمجتمعات البرية التي كانت تعيش هناك منذ عقود طويلة بينها الأيل البربري أشهر و أجمل حيوان بشمال إفريقيا.
و قد تم إنشاء محمية طبيعية في قلب غابات بني صالح لتكون ملاذا للحياة البرية، و موطنا للتنوع الطبيعي و مقصدا للعلماء و الباحثين في مجال الطبيعة و الحياة البرية التي صارت اليوم من أبرز الاهتمامات لدى حماة البيئة و الطبيعة و صناع القرار الذين يدركون جيدا مدى خطورة التغيرات المناخية المتسارعة على ما تبقى من الملاذات الطبيعية في البلاد.
على الطريق الولائي 111 المتفرع عن الوطني 16 يمكنك الوصول إلى قلب غابات بني صالح و المحمية الطبيعية التي تشكل عالما متفردا وسط أقطاب عمرانية و صناعية آخذة في التوسع و التأثير على بيئة المنطقة، رغم الجهود المبذولة للحد من الأضرار الناجمة عن تغير المناخ و النشاط البشري في ظل التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعرفها الولايات المجاورة التي تطوق الغابات الشهيرة من كل الجهات.
و على امتداد الطريق المعبد الذي يخترق غابات بني صالح يمكنك رؤية آثار الحرائق التي تعاقبت على المنطقة في السنوات الأخيرة مخلفة دمارا كبيرا تحاول محافظة الغابات بقالمة جبره باستمرار، من خلال برامج التشجير المكثف و بناء المزيد من الخنادق و المسالك الغابية و أبراج المراقبة للحد من الأضرار التي تلحق بالغطاء الغابي و الحياة البرية كل صيف.
و بدون دليل متمرس يعرف جغرافيا المنطقة و دروبها المتفرعة بلا نهاية، لا يمكنك التوغل داخل غابات بني صالح، و لن تستطيع الدخول إلى المحمية الطبيعية الشهيرة المطوقة بالأسلاك على مساحة تتجاوز 4 آلاف هكتار، متاهات متشابكة من الطرقات و الخنادق المضادة للحرائق و غابات كثيفة تعانق عنان السماء و تحجب نور الشمس، و حيوانات و طيور نادرة تزيد من جمال المكان و تؤنس الزائرين المطالبين باحترام قواعد الزيارة بالتزام الهدوء و عدم رمي النفايات و تفادي عمليات الصيد و قطع الأشجار.
و رغم ما لحقها من أضرار بسبب المناخ و النشاط البشري المعادي للطبيعة، مازالت محمية بني صالح بقالمة محافظة على بعض من مكوناتها و تنوعها الإيكولوجي بفضل الجهود المضنية التي تقوم بها محافظة الغابات بقالمة بالتعاون مع قطاعات ذات صلة بحماية الوسط الطبيعي كالبيئة و الأمن و المياه و الأشغال العمومية و السكان المحليين الذين يعدون الحلقة الأقوى في كل برامج تنمية و حماية الثروة الغابية الوطنية.
و قد وصلت النصر إلى قلب المحمية الطبيعية بني صالح و وقفت على حجم الجهود التي تبذل من طرف الدولة لإنقاذ رئة الشرق من المخاطر المحدقة بالحياة البرية، و اكتشفنا جمال الغابات الجزائرية و تنوع غطائها النباتي و ثروتها الحيوانية المتفردة التي تعيش وسط بيئة ملائمة فيها الماء و الشمس و الغذاء و الهواء النقي و التربة الخصبة التي تساعد على النمو الكثيف للنباتات و التجدد الطبيعي للمساحات المحترقة بدعم من الحرارة و الأمطار الموسمية الغزيرة التي تتساقط على المحمية باستمرار.
و تحرس محافظة الغابات بقالمة على أن تكون المنشآت التي تقام بالمحمية صديقة للبيئة و ملائمة للحياة البرية، بينها مخيم من الخشب و القرميد الأحمر يتوسط لوحة طبيعية ساحرة اختصرت كل مكونات الحياة البرية من تربة و هواء و شمس و مياه و نباتات و أشجار متنوعة.
و تعيش قطعان الأيل البربري و الخنازير و الذئاب و الثعالب و الأرانب و مختلف أنواع الطيور حول حاجز مائي طبيعي قرب المخيم، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بالحياة البرية ليلا و نهارا من خلال مشاهد حقيقية تعبر بصدق عن جمال الطبيعة بمحمية بني صالح.
و حسب محافظة الغابات بقالمة فإن أشهر الحيوانات التي تعيش بالمحمية هي الأيل البربري و الثعلب و الخنزير البري و ابن آوى و القنفذ و السفج و الأرنب البري و ابن عرس و السفشة و الزردي و الضبع المخطط.
وحسب المحافظة التي تدير برامج ضخمة لحماية المنطقة و تطويرها، فإن المساحة الإجمالية لجبال بني صالح تقارب 12 ألف هكتار تتوسطها محمية طبيعية على مساحة تقدر بنحو 4667 هكتارا و تتكون من 3 مناطق رئيسية هي المنطقة المركزية المتربعة على مساحة تتجاوز 1200 هكتار، و المنطقة العازلة على مساحة تتجاوز 2600 هكتار و منطقة العبور على مساحة تتجاوز 700 هكتار.
و قد تم تصنيف المحمية الطبيعية بني صالح في 30 ديسمبر 2015 بقرار ولائي حسب ما ينص عليه القانون 11-02 المؤرخ في 17 فيفري 2011 المتعلق بالمناطق المحمية في إطار التنمية المستدامة.
تعد أشجار الفلين و الزان و الضرو و الريحان و الزبوش و القندول و العليق و الديس من أشهر النباتات و أكثرها انتشارا بالمحمية التي تدعمت بنحو 200 هكتار من الخنادق المضادة للحرائق و 50 كلم من المسالك الغابية و 8 مواقع للمياه و 7 بوابات و مبنيين بالوسط الغابي و 38 كلم من سياج الحماية و مركز مراقبة على ارتفاع يتجاوز 900 متر عن سطح البحر، و من خلاله يمكن مراقبة المحمية كلها خلال فصل الصيف عندما يبدأ موسم الحرائق الذي يعد الخطر الأكبر الذي يهدد غابات بني صالح التي كانت معقلا حصينا للثورة المقدسة، و ظلت الرئة المنعشة للولايات المجاورة، قبل ان تطالها التغيرات المناخية و يد البشر العابثة بالطبيعة و الحياة البرية الآخذة في التدهور و الانحصار في انتظار ما تسفر عنه جهود الدولة المستمرة لجبر الأضرار، و توقف العبث و إلحاق الأذى بالإقليم الغابي مترامي الأطراف.
فريد.غ
مصمم التطبيق عبد السلام علاوة للنصر
"فارم تاك" يشخص أمراض الأشجار ويحسن مردودها
تحدث الفائز بالمرتبة الأولى وطنيا عن أحسن مشروع تكنولوجي فلاحي، عبد السلام علاوة، طالب ماستر إعلام آلي تخصص ذكاء اصطناعي بجامعة باتنة، للنصر، عن مشروعه "فارم تاك"، قائلا بأنه عبارة عن تطبيق يُشخص مبكرا الأمراض التي تصيب الأشجار ويُحسن جودة الثمار، حيث سيساهم في إحداث نقلة في قطاع الفلاحة في ظل التوجه الكبير للشباب ورجال الأعمال نحو الاستثمار في الأشجار المثمرة.
وقد توج الطالب عبد السلام علاوة، الحامل لعدة مشاريع مسجلة على مستوى وزارة الشركات الناشئة واقتصاد المعرفة، بفضل تطبيقه "فارم تاك" في المسابقة الرقمية "شاب فكرة"، التي نظمها مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.
أعطنا لمحة عن تطبيق "فارم تاك"، ما الذي سيضيفه لقطاع الفلاحة؟
المشروع هو عبارة عن تطبيق مبني على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يسمح بتشخيص الأمراض التي تصيب الأشجار المثمرة، وذلك انطلاقا من تحليل صورة لعينة من أوراقها وتوصيف العلاج المناسب لإنقاذها، وأسعى من خلال تطبيق "فارم تاك" إلى بناء قاعدة بيانات وطنية تشمل كل الأمراض التي يمكن أن تصيب الأشجار المثمرة، وذلك لإتاحة طرق للتدخل السريع من أجل إنقاذ الشجرة.
حدثنا عن طريقة عمل التطبيق، والبيانات التي يحتاجها ليقدم نتائج دقيقة؟
يجب أن نوضح، بأن نظام التطبيق مبني على قاعدة بيانات ضخمة، تحتوي على معظم الأمراض التي قد تصيب الأشجار، وأثناء التقاط الفلاح أو المختص لصورة الورقة وتحميلها على التطبيق فإن النظام يعمل على مقارنة الصورة الملتقطة مع ما يماثلها على مستوى قاعدة البيانات مما يسمح بالحصول على نتائج توصيفية جد دقيقة.
عادة الخبراء هم من يتعرفون على الأمراض التي قد تصيب الأشجار والنباتات، ما هو الهدف من فكرة تطوير التطبيق؟
يوجد توجه كبير حاليا من طرف الشباب ورجال الأعمال نحو الاستثمار في الأشجار المثمرة، إلا أنهم يواجهون عديد المصاعب أهمها البحث عن طرق فعالة لتشخيص الأمراض، لذلك فالهدف الأساسي من فكرة إنشاء التطبيق هو استغلال التكنولوجيا لحل هذه المشاكل، وتوظيف الذكاء الاصطناعي سيسمح باقتراح حل جد فعال لها.
على أي أساس يعتمد تشخيص حالة الشجرة، وما هي العلاجات التي يقترحها البرنامج في حالة كشفه عن المرض؟
بالنسبة للتشخيص سواء كان مبكرا أو متأخرا نستطيع رصده بناء على نضج الفاكهة، وعلى هذا الأساس يكون اقتراح العلاج المناسب، فإذا كان التشخيص مبكرا، يكون العلاج طبيعيا، يمكن من تحسين جودة الثمار، الذي سينعكس إيجابا على الدخل الفردي للفلاح والمستثمر على حد سواء، أما إن تأخر فيدفعنا إلى التدخل الكيميائي لإنقاذ الشجرة.
هل الذكاء الاصطناعي هو النهج الصحيح لتحديد أمراض النبات؟
يعد الذكاء الاصطناعي حاليا هو التقنية الأكثر دقة، حيث سيساعد على تفادي الوقوع في الأخطاء بنسبة كبيرة، خاصة في ظل تشابه أعراض بعض الأمراض، فضلا عن أنه سيكسب الوقت والسرعة وهو أمر جد ضروري في هذا المجال.
كيف تعاملتم مع خصوصية الجمهور المستهدف أثناء تصميم التطبيق؟
صُمم تطبيق "فارم تاك" بواجهة بسيطة تُمكِّن كل شرائح المجتمع من استخدامه، حتى في حالة غياب أي مكتسبات قبلية في مجال الإعلام الآلي، فيكفي تصوير عينة من أوراق الشجرة ليتم اقتراح العلاج مباشرة.
ما هي خطط التطوير المستقبلية لتطبيق "فارم تاك"؟
نعمل من خلال التطبيق على الوصول إلى بناء قاعدة بيانات وطنية تحتوي على كل أمراض الأشجار المثمرة، حيث ستوفر لنا هذه الخطوة تحليلا صحيحا، وبيانات أكثر دقة مما سيسمح بترشيد طرق التدخل وزيادة فعاليتها.
إيناس كبير
- التفاصيل
- الزيارات: 860
توظيف العلم المسلي لخلق ثقافة بيئية لدى الأطفال
تمزج جمعية "إيكوكيدس" المختصة في مجال البيئة بقسنطينة، العلم بالترفيه مستغلة هذين التوجهين لترسيخ العلاقة بين البيئة والإنسان وتجاوز السلوكيات الخاطئة التي كرس لها نقص الوعي وغياب الثقافة البيئية.
إيناس كبير
ويمارس الطفل داخل نوادٍ تعليمية ترفيهية مختلف العلوم، فيجرب تقنيات علمية في صناعة الخزف، ويتقرب من التربة ليعاين مختلف عناصرها من خلال البستنة، فضلا عن تعريفه على قيمة الأشجار والنباتات وطرق حمايتها للاستفادة منها وهو ما يتلقاه في نشاط الرسكلة، كما يحاكي الطفل على خشبة مسرح النادي البيئي المشاكل التي تواجه الأرض، فيتحدث بلسانها وينقل معاناتها بسبب الإنسان، إذ تحاول الجمعية تخريج جيل جديد يدرك قيمة المحيط الذي يعيش فيه، ويبادر إلى المحافظة عليه.
نشاطات علمية إبداعية تضع الطفل وسط الطبيعة
وفي غضون أقل من سنة، أصبح لجمعية "إيكو كيدس" روادها الصغار من محبي اختبار التجارب العلمية والأنشطة البيئية، خصوصا بعد الإعلان عن فتح أبواب الانضمام لنادي البستنة والرسكلة، الذي يضم فوجه الأولى ثمانية أطفال، حسب ما أطلعتنا عليه المنسقة في الجمعية والأستاذة المكونة بنادي الفخار ملاك جعفري، وعن الأنشطة الأخرى التي تتوفر عليها الجمعية أضافت بأنها تحتوي على نشاط للرسم البيئي والتصوير فضلا عن المسرح وصناعة الفخار.
كما توجد ورشات أخرى مستوحاة من الفصول الأربعة والأجواء التي تتزين بها الطبيعة، مثل ورشة خاصة بالخريف يتعرف المنخرطون فيها على الفصل، والتقلبات المناخية التي تكتسي أيامه، فضلا عن الثمار التي تنتج فيه، وقالت جعفري بأنهم يعتمدون على التلقين البصري من خلال تشكيل لوحات فنية مع الأطفال مستوحاة من عناصر الخريف كالثمار لتوضيح المعلومات لهم وتسهيل تلقيها، وأفادت بأنهم يحضرون حاليا لورشة خاصة بفصل الشتاء تصب مساقاتها في السياق ذاته، فضلا عن تنسيق أعمال مشتركة مع دار البيئة، وبرمجة خرجات ميدانية للأطفال حيث شاركوا في ثلاث عمليات للتشجير.
وأردفت المنسقة في الجمعية، بأنهم وضعوا أهدافا أخرى بعيدة المدى أهمها محاولة الوصول إلى الأطفال الذين يعيشون في مناطق الظل لنقل أفكار وثقافات جديدة لهم متعلقة بالتعامل مع الطبيعة، ناهيك عن التوجه نحو فئة الراشدين خصوصا الآباء والأمهات، باعتبارهم حلقة مهمة في التربية البيئية، على حد تعبير الأستاذة، التي ترى بأن توسيع العملية التوعوية أصبح أمرا ضروريا لمواجهة الكوارث الطبيعية والحد من المشاكل البيئية، التي يكون الإنسان المتهم الأول، وضحية لتصرفاته غير العقلانية تجاه الأرض.
وقالت جعفري المختصة في مجال البيئة، بأنهم يحرصون في النادي على اختيار أستاذة متمكنين ومختصين في مجال البيئة والعلوم، فضلا عن حيازتهم على خبرة في أساليب التعامل مع الأطفال.
نادي البستنة يساهم في تطوير شخصية الطفل وتمكينه علميا
ويحول الطفل في نادي البستنة، التربة إلى مساحة إنتاجية من خلال توظيف تقنيات علمية تعلمه الاستغناء عن المواد الصناعية والكيميائية كما قالت، فضلا عن تطوير أفكاره، ليكون فردا مستقبليا فاعلا في حماية البيئة عبر استخدام مواد لا تؤذي الطبيعة.
وحسبها، فإن الأطفال تعلموا استخراج سماد طبيعي من النفايات العضوية، واستخدامه في تغذية نباتاتهم، وذكرت جعفري، بأن تطبيق الفكرة جاء بمبادرة من أعضاء النادي بعدما تعرفوا من قِبل أساتذتهم على المعلومات النظرية، إذ تفاجؤوا في اليوم التالي بأنهم جمعوا بعض البقايا المنزلية في أكياس وأتوا بها لتحويلها إلى سماد، وعقبت الأستاذة، بأن الأطفال يميلون إلى تجريب ما يتلقونه من معارف ويبادرون لاقتراح أنشطة تطبيقية، لهذا فإن استغلال هذا الاهتمام يساعد في تزويدهم بمعلومات غزيرة.
كما عرجت، للحديث عن تلقينهم أساسيات حول عملية إعادة تدوير بعض المواد بطريقة فنية يستفيد منها الطفل في حياته اليومية أيضا، مثل صناعة أُصص للنباتات من قارورات البلاستيك، وعلب الحلوة الحديدية التي يقومون بتغليفها بورق ملون، ثم صناعة ثقوب لتخريج الماء أثناء السقي مردفة، بأنهم كمؤطرين لا يكتفون بتعليمهم أسلوبا واحدا في غرس النبتة بل طريقة الزراعة في القطن كذلك، والتقنيات اللازمة لإنجاح العملية، فضلا عن تلقينهم الفرق بين الطريقتين.
أما بخصوص الدروس اليومية التي يتلقاها المنخرطون في النادي، تقول محدثتنا، بأنهم يتعرفون على أسماء أدوات الزراعة كلها ووظيفة كل أداة، خصوصا الرئيسية مثل المجرفة والمرش الأصيص والبَخَّاخ، ناهيك عن الثمار والبذور، حيث يطلع الطفل على طرق زراعة كل نوعية، وطريقة تقليب التربة، وقالت الأستاذة بأنهم جربوا زراعة العدس، والثوم فضلا عن زهرة الفتونية.
وقالت جعفري، بأن الأطفال يتفاعلون مع التربة ويجيدون استخدام الأدوات، ففيه جانب من اللعب والتسلية، فضلا عن حماسهم أثناء نجاح عملية بذر البذور التي يكشف عنها خروج النبتة أول مرة، وواصلت بأن الطفل يكون على دراية بكل جزء من أجزائها ومراحل نموها، فضلا عن أساليب العناية بها، إذ يجعلونه مسؤولا عن العناية بنبتته التي يقضي معها وقتا في البيت ثم يتعرفون على النتيجة مع كل الفريق.
زرع ثقافات جديدة تناسب أزمات الجيل الجديد
وأبدت المنسقة في الجمعية، ملاك جعفري، أسفها بخصوص السلوكيات غير الحضارية والظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع، والتي ربطتها بغياب الوعي البيئي خصوصا لدى الأجيال السابقة، وذكرت بعضا منها كرمي أكياس النفايات من النوافذ وتلويث الغابات وعلقت قائلة :"يجب استبدال هذه السلوكيات الخاطئة، بعادات جديدة وتنمية حس المسؤولية تجاه المحيط الذي نعيش فيه، مثل المبادرة إلى سقي النباتات الموجودة في الشوارع والأحياء وعدم تركها مهملة، فضلا عن جمع النفايات المتراكمة وتنظيف الحي".
واعتبرت، بأن هذه التصرفات يتعلمها الفرد منذ الصغر حتى تكبر معه، ويستشعر من خلالها مسؤوليته كفرد في المجتمع، ناهيك عن تقييم تصرفاته، وأعقبت لهذا يعد إنشاء جيل جديد يعي المخاطر التي تتربص بالبيئة ويبادر لوقايتها، من بين الأهداف المسطرة من طرف جمعية "إيكو كيدس"، حيث يطلعون الأطفال من خلال الوثائقيات على الكوارث الطبيعية التي يتسبب فيها تهور الإنسان، والممارسات الخاطئة من أجل تلبية حاجياته، وقالت بأن آباء الأطفال أيضا لاحظوا التأثير والتغير الحاصل على مستوى وعي صغارهم، إذ أخبروها بأنهم أصبحوا يطلبون منهم غرس النباتات والتطوع للعناية بها.
ابتكار الحلول وتحفيز الخيال على الإبداع
وكشفت الأستاذة المكونة بنادي الفخار، بأن نشاط الصناعة الخزفية فجر مواهب وميولات عديدة ومختلفة مثل التصميم، و ذكرت بأنها لاحظت أن أطفالا في الفوج الذي تدرسه، يختارون دائما تشكيل الأسماك وعند استفسارها عن السبب، أخبروها بأنهم مهتمون بالحياة البحرية لذلك يحب أن تكون الأشكال التي يصنعونها مستوحاة من هذا العالم، وأعقبت بأنهم يمنحون الحرية للطفل للتعبير عن اهتماماته وتصوراته عن الحياة ومختلف جوانبها.
وتساعد ملامسة الطين الطفل من الناحية النفسية أيضا كما أضافت، إذ تعلمه التركيز مع النشاط الذي يقوم به، والهدوء، كما شرحت جعفري بأن الصناعة الخزفية تُنمي ملكة الابتكار عند الأطفال، وتمكنهم من تجسيد خيالهم من خلال المواد التي تشكلها أيديهم الصغيرة، وقد أشارت إلى بعض الأعمال التي قاموا بها، مثل طباعة بعض الأشكال الهندسية وتحويلها إلى حامل مفاتيح زينوه بأزهار صغيرة، فضلا عن كؤوس وصحون في هيئة حيوانات وأخرى عادية، إضافة إلى تعلم القولبة بواسطة الأزهار وأوراق الأشجار.
ويتدرج الطفل في مستويات تعلم صناعة الفخار حسبها، حيث ينطلق في تعلم الأساسيات مثل العجن وتقطيع الأشكال واستخدام الطوابع، وتطبيق هذه المراحل في صناعة أشياء بسيطة، ثم يصبح في المستوى الثاني قادرا على تلوين الفخار.
وأفادت الأستاذة المكونة، بأنهم يستخدمون مع الأطفال طريقة التعليم بالمحاكاة أيضا، حيث يشكلون أواني وبعض الأدوات أمامهم، ثم يطلبون منهم إعادة صنعها وفقا لطريقتهم وحسب منظورهم.
ويتعلم الطفل أيضا، أثناء تواجده في ورشة الصناعة الخزفية، حلولا تمكنه من توفير المواد التي يحتاجها بالاستعانة بأشياء بسيطة، وقالت جعفري بأن الأساتذة أطلعوا الأطفال على طريقة ومراحل صنع مادة الطين باستخدام حجارة الجبال.
مرافقة الطبيعة للطفل في كل نشاطاته
كما أوضحت جعفري، بأنهم كفريق يعملون على تقريب الطفل من البيئة وجعله يعيش وسطها بمختلف عناصرها، ويوظفها في يومياته وأعماله وأفادت، بأنهم يعمدون إلى استخراج الألوان التي يستخدمونها في ورشة الرسم من بعض الأزهار أو العشب، وبحسب الأخصائية في مجال البيئة فإن أي عنصر ملون في الطبيعة يمكن أن تُستخرج منه ألوان كثيرة.
أما عن نادي المسرح البيئي، قالت بأن الهدف من إنشائه هو جعل الطفل يعايش المشاكل التي تعاني منها البيئة، وإشراكه في الأزمات والمواضيع الخاصة بها، وقد أعلمتنا بأنهم يفكرون أيضا في التنقل بالمسرحيات التي ينتجها النادي وإخراجها إلى المؤسسات التعليمية، خصوصا وأن المسرح يتضمن مهارات عديدة مثل الإلقاء وإنتاج الأفكار.
وأضافت، بأن الآباء أصبحوا يولون اهتماما كبيرا لتكوين أبنائهم علميا وفكريا، فقد أصبحوا يفضلون أن يقضي الطفل عطل الأسبوع وساعات الفراغ، داخل جمعيات متخصصة يتعلم فيها مهارات مختلفة بدل تركه بمفرده في المنزل، أو توجيهه نحو مراكز أخرى حيث يجد اللعب والتسلية فقط.
وتجمع النوادي والجمعيات العلمية بين الترفيه والعلوم والعمل على تطوير الأطفال على عدة مستويات بحسب الأستاذة، حتى في جانب الأعمال التي يحتاجها خلال يومياته أو تصليح بعض الأعطاب داخل البيت، فضلا عن أنها تعد وسيلة للتقليل من الضغط الدراسي الذي يعيشه طوال الأسبوع.
وفي هذا السياق، قالت المنسقة في جمعية "إيكو كيدس"، بأن إقبال الآباء على تسجيل أبنائهم في مختلف النوادي والورشات جعلهم يوسعون قائمة التسجيلات لتضم شرائح عمرية مختلفة، بدءا من أربع سنوات إلى غاية ست عشرة سنة، فضلا عن استقبال حالات لأطفال يعانون من مشاكل قلة التركيز وفرط الحركة، واختار أولياؤهم وضعهم ضمن جو يحفزهم على تحسين مستواهم الدراسي.
كما أفادت المنسقة، بأنهم ينشطون ورشات لذوي الاحتياجات الخاصة، تساعدهم على الحركة وتغيير الروتين الذي تعودوا عليه، فضلا عن تكوين قاعدة معرفية لديهم حول البيئة وتقريبهم منها.
تقدر بنحو 500 ألف طن سنويا
نفايات النسيج و الملابس خطر على البيئة
تصنف صناعة الملابس و النفايات النسيجية الأخطر على البيئة بعد البلاستيك، و ذلك لتسببها في إضعاف قوة الطبيعة، باعتبارها من العوامل التي تزيد من حدة الاحتباس الحراري و التغيرات المناخية التي تهدد الكوكب.
إيمان زياري
لا يدرك الكثيرون، أن الملابس التي نرتديها تشكل أيضا عامل مهم في التأثير على المناخ و التسبب في تغيرات خطيرة تنعكس سلبا وبشكل سريع على البيئة، بداية من عملية تصنيعها و وصولا إلى طريقة التخلص منها، إذ تشير دراسات كثيرة إلى أن صناعة الملابس تستنزف كميات هائلة من المياه العذبة، وتدخل فيها كميات كبيرة أيضا من المواد الطبيعية التي تأتي من الأشجار، بينما تستخدم في تزيينها و تلوينها مواد كيميائية خطيرة، فمثلا تتطلب زراعة القطن الطبيعي مخزونا كبيرا من المياه، بحيث يستهلك القطن الذي يستغل في صناعة قميص واحد 2700 لتر من الماء، بينما تتطلب باقي مراحل تصنيعه ليتحول إلى قميص مواد ضارة جدا كالزئبق و الكروم، و التي تخلف دخانا ساما في الجو و بقايا خطيرة تجري في مياه الصرف الصحي.
و كشفت إحدى الدراسات الدولية أن صناعة الملابس تستهلك سنويا 93 مليار متر مكعب من المياه النظيفة، مع قطع 70 مليون طن من الأشجار، علما أن الرقم مرشح للارتفاع أو التضاعف بحلول سنة 2034، و تتسبب هذه الصناعة في تلوث البيئة بفعل المواد الكيميائية السامة التي تدخل في صناعتها، و تشير الأرقام إلى أنها تتسبب فيما يعادل 20 بالمائة من تلوث مياه الصرف الصحي عبر العالم، نتيجة لكثرة المواد الكيميائية السامة التي تستخدم في الصباغة، وهي بالإجمال 72 مادة كيميائية.
كما أشارت الدراسات إلى أن الملابس تحتوي على 65 بالمائة من البوليستير، الذي يعد نوعا من البلاستيك الضار جدا لكونه مصنعا من الوقود الأحفوري، و الذي يستهلك إنتاجه ما يقارب 70 مليون برميل من النفط سنويا.
خطر مغفل
تؤكد الناشطة البيئية و رئيسة الجمعية الوطنية لترقية ثقافة البيئة والطاقات المتجددة، السيدة مليكة بوطاوي، أن نفايات النسيج و الملابس التي أضحت ترمى في المزابل ، تشكل هاجسا حقيقيا للبيئة بسبب تأثيراتها الكبيرة و الخطيرة و دورها في تأجيج التغيرات المناخية و وزيادة الاحتباس الحراري الذي يبلغ مستويات أعلى سنويا، و تشير المختصة إلى أن الحديث عن مخاطر نفايات النسيج يكاد يكون منعدما في الجزائر و حتى على المستوى العالمي، وأن هناك اعتقادا خاطئا سائدا حول كون هذه الصناعة أقل ضررا.
و رجحت المختصة البيئية، سبب عدم التطرق لموضوع نفايات الملابس إلى ثقافة المجتمع التي كانت مبنية على تدوير الألبسة خاصة المتعلقة بالأطفال بين الأسر و الأصدقاء و المحتاجين، إلى جانب الاعتماد على الملابس والنسيج غير المستغل في صناعة بعض المفروشات مثل "اللحاف و زربية بوشليق" و غير ذلك، لكن هذه الثقافة تراجعت جدا في الوقت الحالي، و غلبت عليها سلوكات أخرى من بينها رمي الملابس القديمة في المزابل لتشكل جزءا من النفايات التي تهدد البيئة وتصنف كتحد حقيقي للحكومات والقطاعات المتخصصة.
الوعي بأخطار نفايات النسيج مسؤولية جماعية
و دعت السيدة بوطاوي، جميع الفاعلين في مجال حماية البيئة إلى تكثيف الجهود لأجل إبراز مخاطر هذا النوع من النفايات، و أكدت وعيهم كمنظمة وطنية بحجم الخطر على البيئة و المحيط، لأن صناعة الملابس الملونة تعتمد بالأساس على مواد كيماوية في الصباغة، على غرار ما يستخدم لتلوين الجينز الأكثر شيوعا في قطع الملابس، و الذي أكدت أنه يخلف مواد سامة في الألوان التي يفرزها عند كل غسلة، ما يعكس حجم الخطر، خاصة وأن تصفية هذه المياه الملوثة تتطلب أموالا ضخمة، و استنزافا للمياه بشكل كبير، في مقابل مشكلة الجفاف التي يواجهها العالم بأسره.
كما نوهت المتحدثة، إلى دور الجمعيات بحجم خطر هذه المواد، مشيرة إلى تقرير أصدرته الجمعية الوطنية لترقية ثقافة البيئة و الطاقات المتجددة سنة 2020، حول الملابس و تأثيرها على تغير المناخ، و الذي أشار إلى الموضة المتسارعة و التنوع الكبير في الألبسة، خاصة مع الاعتماد على الدعاية و الترويج و الهوس بالثياب و تجديدها بشكل جنوني، في مقابل الجهل بالتحديات البيئية التي تفرضها هذه الصناعة وتأثيراتها المدمرة على المحيط، كما تضمن التقرير حسبها، إشارة إلى كذبة الأقمشة الصديقة للبيئة، و التي أكدت بوطاوي، استحالة وجودها في ظل طريقة تحول المواد الطبيعية.
هكذا يجب التعامل مع نفايات النسيج
و عن طريقة التعامل مع نفايات النسيج و الملابس غير المرغوب فيها، أوضحت الناشطة، أنه يجب التنبه إلى ضرورة تفعيل عملية إعادة التدوير، مشيرة إلى تجربة خاصة بجمعيتها التي استغلت نفايات مصانع الأفرشة في الجزائر لصناعة مناديل و أغلفة للوسائد، في دعوة صريحة لإعادة إحياء الطرق القديمة في ترشيد النفقات و حماية البيئة، خاصة وأن إعادة التدوير تساهم حسبها، بشكل كبير في الاقتصاد الأسري، كما تحث على ضرورة تغيير طرق الاستهلاك و ترشيده لما له من انعكاسات إيجابية على تسيير ميزانية الأسرة.
وشددت، على ثقافة التدوير بين أفراد الأسرة الواحدة، و اعتماد هذا الهرم الاستهلاكي قدر الإمكان تفاديا لرمي الملابس في الطبيعة، كما دعت النشطاء عبر الإنترنيت إلى تكثيف النشاطات التوعوية.
و دعت من جانب آخر، أصحاب المؤسسات المتخصصة في صناعة النسيج و الملابس إلى الاستثمار في إعادة التدوير و حماية البيئة، عن طريق استحداث فروع متخصصة في الرسكلة للنفايات و تحويلها إلى أشياء ثمينة، و هي سياسة رشيدة يتوجب على المصنعين تبنيها كما قالت.
و فيما يتعلق بنفايات الملابس و النسيج ، كشفت الوكالة الوطنية للنفايات بحسب آخر تقرير لها، أن كمية النفايات المنزلية المنتجة خلال سنة 2022 قدرت بـ12.6 مليون طن، موضحة أن 4.52 بالمائة منها تمثل نفايات نسيجية، بما فيها ملابس قديمة و بقايا ورشات النسيج وصناعة الملابس و الأفرشة، أي ما يقارب 569 ألف طن سنويا. وبالنظر لحجم هذا النوع من النفايات المتزايدة، فقد عملت الوكالة على تدعيم فرص إعادة تدويرها، أين تحصي الجزائر 64 متعاملا اقتصاديا ناشطا في مجال تثمين النفايات النسيجية مسجلين لدى الوكالة الوطنية للنفايات.
و في انتظار زيادة الوعي بهذا الخطر المحدق و استحداث طرق فعالة وذكية لإعادة تدوير نفايات النسيج و الملابس، تبقى هذه النفايات تشكل تهديدا بيئيا حقيقيا يواجه العالم عموما والجزائر على وجد التحديد، خصوصا في ظل تنامي صناعة الملابس و تزايد حجم الاستهلاك وتراجع ثقافة التدوير.
- التفاصيل
- الزيارات: 905
بناءات فوضوية تأتي على أشجار عمرها يفوق القرن
دقت لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي لولاية قسنطينة ناقوس الخطر بخصوص وضعية غابة جبل الوحش والمحمية الطبيعية والمساحات الخضراء في التجمعات العمرانية، حيث دعت إلى اتخاذ مختلف التدابير لحمايتها، في حين أكد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، أن بناءات فوضوية أنجزت بابن الشرقي ضمن حيز الغابة ما أدى إلى المساس بأشجار يعود عمرها لأكثر من قرن، فضلا عن تسبب الأبقار الهائمة في توقف حركة الترامواي بزواغي، كما كشف عن اللجوء للشرطة بالتنسيق مع مصالح البيئة للتصدي لمواطنين يرمون القمامة من النوافذ.
سامي.ح
وعرض رئيس لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، نبيل بوطمينة، نهاية الأسبوع الماضي، تقريرا مفصلا جاء فيه أن نسبة المساحة الغابية من ولاية قسنطينة تقدر بـ12 بالمئة بما يعادل أكثر من 26 ألف هكتار، لكنها تعتبر منخفضة مقارنة بالمعيار الوطني الذي يضع الحد الأدنى في عتبة 25 بالمئة، لكن اللجنة نبهت بأن العديد من المساحات الغابية لم تُحص ولم تصنف، رغم أن الإطار القانوني يسمح بذلك. وتمثل مسعود بوجريو وأولاد رحمون أضعف نسبة من حيث وجود المساحات الغابية، حيث لا تتجاوز 3 بالمئة، فيما تتصدر قسنطينة وحامة بوزيان القائمة بنسبة 23 بالمئة، كما تتراوح نسبة الغطاء الغابي في البلديات الأخرى بين 4 و12 بالمئة.
وأفردت اللجنة حيزا هاما من التقرير لغابة جبل الوحش والمحمية الطبيعية التي تمثل جزءا منها، حيث نبهت إلى أنها تشهد تدهورا وتعديا على غطائها النباتي بالبناء العشوائي ورمي النفايات والردوم، فضلا عن الأضرار المترتبة عن الحرائق، ما أثر على الكائنات الحية فيها وأوساطها الطبيعية وأنظمتها الإيكولوجية والبحيرات الاصطناعية، التي انقطعت عنها المياه بسبب تضرر شبكتها نتيجة أشغال الطريق الاجتنابي الرابط بالطريق السيار شرق غرب والتغيرات المناخية. وانطوى التقرير على صور لأشجار مسنة وميتة ضمن الإشارة إلى تقلص الغطاء النباتي في الغابة، حيث وقف المنتخبون على أن التدفق الفوضوي للزوار وعدم وجود سياج محيط بالمحمية والرعي العشوائي وقطع الأشجار من الأسباب الأساسية للتدهور.
عزوف عن الاستثمار في الغابات الترفيهية
وتسجل ولاية قسنطينة عجزا في الغابات الترفيهية بأكثر من 609 هكتارات، حيث يقدر المعدل الوطني نصيب الفرد منها بستة أمتار مربعة، إلا أن الواقع يكشف أن نصيب الفرد في ولاية قسنطينة لا يتجاوز 1.3 متر مربع. وذكر والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، في رد على متدخل من أعضاء المجلس اقترح إنشاء فضاءات ترفيهية في غابة شطابة، أن قسنطينة تشهد عزوفا من المستثمرين عن استغلال الغابات الترفيهية، فيما اقترحت لجنة البيئة استغلال 5 غابات في المجال الترفيهي، إلا أن رئيس اللجنة أكد أن نصيب الفرد سيبقى أقل من المعدل الوطني حتى لو أدرجت ودخلت حيز الخدمة.
وتطرق المنتخبون إلى المشتلة الخاصة بالمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية التي تتربع على مساحة 14 هكتارا في حامة بوزيان وهكتارين في المنية، حيث دعوا إلى بعثها خصوصا أن قدرة إنتاج مشتلتيها تتجاوز 800 ألف وحدة من الأشجار الغابية والأشجار طويلة الساق، فضلا عن أكثر من 236 ألف وحدة من نباتات الزينة، إلا أن الوالي أكد أنها مؤسسة مفلسة وسيتم حلها، رغم الدعم الذي تلقته من الدولة من خلال منحها جميع الصفقات بالتراضي بقرار من الوزير الأول، معتبرا أنها «لم تكن في المستوى» إذ عجزت عن العمل حتى مع منحها تسديدات مسبقة، مثلما أضاف.
أما بخصوص ملف المساحات الخضراء داخل التجمعات العمرانية بولاية قسنطينة، فقد قدرت اللجنة نصيب الفرد منها بـ5.19 مترا مربعا، فيما تطرق منتخبون إلى وضعية المساحات الخضراء المتدهورة في تدخلاتهم، فضلا عن غيابها في بعض البلديات والتجمعات العمرانية، وفي التجمعات المنجزة في إطار صيغة السكن الترقوي المدعم، والتوسعة الجنوبية من المقاطعة الإدارية علي منجلي. وذكر الوالي أن دور حماية المساحات الخضراء يقع على عاتق المواطنين أيضا، الذين ينبغي أن يساهموا في زرع الأشجار بالقرب من منازلهم، فضلا عن الجمعيات التي ينبغي أن تؤدي دورا إيجابيا في هذا الجانب، كما تحدث عن رمي القمامة بالقرب من العمارات من قبل المواطنين.
وسجلت اللجنة توزيعا غير عادل للمساحات الخضراء بين مندوبيات بلدية قسنطينة، حيث تقدر نسبتها في القماص بـ0 بالمئة، كما لا تتجاوز 2 بالمئة في بوذراع صالح، فيما عزت النسبة المرتفعة إلى 30 بالمئة من مندوبية سيدي راشد إلى وجود الحظيرة الحضرية «باردو» داخل حيزها الإداري، كما لا تتجاوز نسبة 3 بالمئة بكل من الزيادية وباب القنطرة و5 جويلية. وخلص التقرير إلى أن المساحات الخضراء التابعة لبلدية عين سمارة ضمن حيز المقاطعة الإدارية علي منجلي غير مدرجة ضمن ممتلكات البلدية، لذلك ينعدم أي إحصاء بشأنها، فيما يسجل أن 11 حديقة عمومية غير مهيأة ببلدية ديدوش مراد، كما قام مواطن متطوع بتهيئة حديقة أخرى.
وذهبت اللجنة إلى أن المعطيات التحليلية للتقرير تبرز أن إشكالية تسيير المساحات الخضراء تبقى مطروحة رغم الاستثمار الكبير فيها الذي يفوق 150 مليار سنتيم، حيث أكدت على ضرورة الاعتماد على التصنيف الخاص بها وتحديد ملكيتها، خصوصا أن المعاينة كشفت أن الكثير منها غير مصنفة من حيث الملكية، إذ استفادت المؤسسة العمومية «إيديفكو» الولائية من أكثر من 8 ملايير و480 مليون سنتيم خلال سنة 2023، من بينها أكثر من 3 ملايير لصيانة المساحات الخضراء في مدينة قسنطينة ومليار سنتيم لاقتناء الأشجار.
لا أكشاك ولا نخيل في الحدائق العمومية مستقبلا
وشدد مسؤول الجهاز التنفيذي، في رد على مقترح تقدم به منتخب بمنح محلات في المساحات مع إلزام المستفيدين منها بصيانتها، بأن «ثقافة الأكشاك في الحدائق العمومية قد زالت»، معتبرا أن هذه التجربة فشلت في السابق، داعيا إلى تقديم مقترحات قابلة للتجسيد، فضلا عن ضرورة إنجاز حملات تشجير، فيما ستمنح الأكشاك الموجودة داخل المساحات الخضراء عن طريق المزاد. وذكر الوالي أن البلديات لديها أولويات في المشاريع التي تجسدها قبل الوصول إلى إنجاز المساحات الخضراء.
أما بخصوص طبيعة الأشجار المغروسة في المساحات الخضراء والأرصفة، فقد شدد الوالي على أنه أصدر تعليمة بمجرد توليه منصبه بقسنطينة بالتوقف عن غرس النخيل في الأحياء والحدائق بسبب عدم ملاءمتها للطبيعة المناخية للولاية، مؤكدا اقتصار التشجير في التجمعات العمرانية على أشجار الدلب والتوت ونبات الدفلى، فضلا عن الكاليتوس الذي يلائم بعض المناطق ويساهم في تقوية الأرضية، فيما اعتبر أن النخيل ظاهرة غريبة عن الشمال الجزائري.
وأشار الوالي إلى مشكلة الأبقار الهائمة في الأحياء السكنية والمناطق العمرانية والطرقات، حيث أكد أنها تتسبب حتى في توقف عربات الترامواي على مستوى زواغي، وتؤدي أيضا إلى إتلاف المساحات الخضراء، فيما تحدث منتخب عن مشكلة توفر محشر واحد للأبقار المحجوزة على مستوى بلدية الخروب، مقترحا إبرام اتفاقيات بين الخروب وباقي البلديات من أجل استقبال هذه الحيوانات.
وكشف الوالي أنه يتلقى تقارير يومية عن عمليات البناء الفوضوي داخل الغابات، حيث أوضح أنها تُحول إلى رؤساء البلديات من أجل الهدم، لكن الأخيرين لا يستجيبون كما ينبغي، في حين تحدث عن البناء الفوضوي داخل الحيز الغابي في ابن شرقي ببلدية قسنطينة، كما أكد أنه اطلع بنفسه في زيارة سابقة إلى منطقة صالح باي «الغراب» على العشرات من البناءات العشوائية التي أحاطت بأشجار يعود عمرها إلى أكثر من قرن. ونبّه منتخب إلى نقص غطاء الأشجار على مستوى منطقة ابن تليس، مشيرا إلى تنظيم حملة تشجير مؤخرا في المكان، لكن النقص ما زال مسجلا، بينما أكد الوالي تنظيم العديد من حملات التنظيف في ابن تليس وعلى المنحدر الواقع أسفل حي كاف شداد، لكن دون جدوى بسبب المواطنين الذين يرمون القمامة، كما دعا المنتخبين إلى أداء دور فعال في توعية المواطنين. ونبه المسؤول أن الرمي العشوائي للقمامة سلوك سلبي مسجل في كثير من الأحياء، حيث ذكر أن عمارات حي فضيلة سعدان، الواقعة ضمن أحد المحاور البروتوكولية الرسمية في المدينة، استفادت من عمليات طلاء وتجديد للكتامة وغرس أشجار الدّلب، لكن سكانا ظلوا يرمون القمامة من النوافذ، ما استدعى اللجوء إلى مصالح الأمن بالتنسيق مع مديرية البيئة وتم تحرير محاضر مخالفات في حق سكان.
س.ح
مشاريع هامة استفادت منها مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني
النفايات تتحول من عبء بيئي إلى ثروة اقتصادية بخنشلة
سطرت وزارة البيئة، استراتيجية جديدة للتعامل مع النفايات، فبدل رميها وإتلافها والتخلص منها كعبء، يتم تحويلها إلى مصدر للثروة عن طريق استغلالها في عدة مجالات، خاصة في ظل المفهوم الجديد للاقتصاد الدائري، لتحفيز العديد من الأنشطة الاقتصادية وتوفير الوظائف وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما تعمل على تحقيقه المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني بخنشلة من خلال مشاريع هامة استفادت منها الولاية.
روبورتاج: كلتوم رابية
النصر تنقلت إلى المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بخنشلة وهي منشأة مصنفة لحماية البيئة، تتجسد مهامها الرئيسية في استقبال ومعالجة النفايات المنزلية وما شابهها عبر جميع تراب الولاية، إذ لها مركز ردم تقني رئيسي على مستوى بلدية بغاي، يستقبل نفايات 6 بلديات، وعتاد مراقبة على مستوى 8 دوائر بنسبة تغطية كاملة، بإجمالي حوالي 86 بالمائة من النفايات المنتجة سنويا .
وأكد مدير المؤسسة، شوقي عبودي، في لقاء بالنصر، أن المؤسسة استفادت في إطار البرنامج التكميلي للتنمية الذي أقره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لولاية خنشلة، من مشاريع مهمة جدا، على غرار توسعة خندق الردم على مستوى بلدية بغاي لزيادة استيعاب النفايات المنزلية لـ 10 سنوات قادمة وكذلك مشروع مركز فرز النفايات على مستوى مركز بغاي، الذي يسمح للمؤسسة بخلق ثروة من النفايات، بعملية الرسكلة عبر استرجاع كل ما هو ثمين من مواد قابلة للتدوير، من بلاستيك وكرتون وحديد، ما يسمح بخلق نشاط اقتصادي مهم للمؤسسة ولولاية خنشلة، باعتبار أن مركز الردم التقني يستقبل حوالي 120 طنا من النفايات المنزلية يوميا، ليسمح بالوصول إلى 20 بالمائة من المواد المستقبلة يوميا القابلة للاسترجاع، وسيتم في المرحلة الأولى توسعة مستودع الفرز وبعدها التجهيزات .
أما في ما يخص المشروع الثالث، فيتعلق بمحطة تسميد النفايات العضوية على مستوى مركز الردم التقني، باعتباره يكتسي أهمية بالغة خاصة في ولاية خنشلة التي تُعرف بطابعها الفلاحي وذلك بتحويل النفايات العضوية إلى أسمدة طبيعية تحول للمجال الزراعي لزيادة خصوبة التربة، خاصة في الناحية الجنوبية للولاية التي تعرف نشاطا وحيوية كبيرة في الفلاحة، ليشكل تدوير النفايات العضوية مجالا مدرا للثروة، يتم استغلالها كسماد عضوي.
ويتجسد المشروع الرابع في مركز ردم بين البلديات على مستوى تاوزيانت والذي سيعرف استقطاب النفايات لكل من بلديات قايس، تاوزيانت، والرميلة وما جاورها، لخلق نشاط من ناحية معالجة النفايات وتثمينها وحماية البيئة واستحداث مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، حيث أن هذه المشاريع تحظى باهتمام كبير من السلطات الولائية ومتابعة مستمرة، الأمر الذي من شأنه خلق ديناميكية كبيرة في المجال البيئي وتطوير نشاط المؤسسة الذي كان يقتصر على معالجة النفايات والرسكلة بنسبة متواضعة، لينتقل إلى الدخول في المجال الصناعي وتقديم قيمة إضافية في الاقتصاد على مستوى الولاية .
اهتمام كبير بالاستثمار في المجال
وحددت إدارة المؤسسة آفاقا جديدة خلال سنتي 2024 و2025، تتمحور حول الانطلاقة الحقيقية في الاقتصاد الدائري الذي كان في السابق اقتصادا خطيا من منتج يوجه إلى المستهلك ويخرج كنفاية لتنتهي دورة المنتوج، لكن في الاقتصاد الدائري، تحولت النفايات إلى مادة أولية أو يُعاد الاستغلال والتصنيع، فيتوجه ما يُرمى من المنتوج المستهلك إلى مركز الردم، ليتم فرزه حسب النوعية وتثمينه ووضعه في قوالب قابلة للنقل وبعدها يُحوَّل إلى عملية التحويل ثم يعود إلى أصله كمادة أولية، وبهذا يتم تخليص البيئة من النفاية والحد من آثارها السلبية على الطبيعة والأجيال القادمة، مع توفير مادة أولية تسمح بالتقليل من الاستيراد والمصاريف وبالتالي إعطاء قيمة إضافية فيما يعرف بالاقتصاد الدائري .
وأكد مدير المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بخنشلة، أن هناك اهتماما كبيرا لإعادة رسكلة النفايات، بما توفره من مداخيل كعملية بسيطة أو صناعية، حيث يوجد من يقوم باسترجاع كميات قليلة بأدوات بسيطة يدوية، في الوقت الذي استثمر فيه آخرون من ناحية الآليات التي تسمح بتحويل وإنتاج كميات كبيرة تدخل في المجال الصناعي بأثر كبير، ليكتسي الأمر أهمية بالغة خاصة لدى الشباب، بعد زيادة الوعي بقيمة استرجاع النفايات وقيمة هذه السوق، فمقارنة بالسنوات الماضية، عرفت 2023 إقبالا كبيرا للشباب والمهتمين حتى من خارج الولاية للاستثمار في هذا القطاع، وذلك راجع للسياسة العامة للدولة والاهتمام الكبير بهذا المجال، لما يعرفه قطاع البيئة من تطور وإرادة قوية لخلق هذا النشاط وتدعيمه وتحفيزه .
اتفاقيات لاسترجاع «الكرتون»
وانتهجت الموسسة منذ السنة الماضية، سياسة التقليل من النفايات من المصدر، حيث تم العمل بالتنسيق مع الشركاء وتحت إشراف الوزارة الوصية، وفق قانون البيئة 01.19، الذي ينص في إحدى مواده على أن منتج النفايات هو المسؤول على إزالتها، حيث تمت المصادقة على اتفاقيات مع أصحاب 19 محل بقالة ومواد غذائية، باسترجاع مواد الكرتون والبلاستيك، بهدف تنفيذ العملية بشكل فعال ومنظم، لتخليص المدينة من القمامة وتحويلها إلى حزم كبيرة تعرض للبيع كل 3 أو 6 أشهر بالمواد العلنية، وقد وصلت إلى 30 طنا من الكرتون التي بيعت السنة الماضية.
كما أن المؤسسة وبعد استقبال مركز فرز النفايات، تسمح باستقبال كميات كبيرة من المواد المسترجعة، منها البلاستيك والحديد ونفايات قابلة للاسترجاع، ما يشجع على الشراكة وإبرام اتفاقيات مع الخواص والمؤسسات الناشطة في المجال من ناحية خلق سوق تشارك فيه جميع الشرائح والمؤسسات كشركات كبرى وحرفيين، وخلق نشاط حيوي يرجع بالنفع على المؤسسة وعلى المتعاملين .
استقبال 120 طنا من النفايات يوميا
وأكد، شوقي عبودي، أن المركز يقوم باسترجاع ومعالجة النفايات بعد أن يتم تجميعها من طرف أعوان البلدية، حيث يتم يوميا استقبال 120 طنا من مختلف البلديات، منها المحمل، بغاي، الحامة، متوسة وأنسيغة، ويتم تسجيل أعلى كمية في بلدية خنشلة باعتبارها عاصمة الولاية وتضم أكبر نسبة من السكان، إذ يُرفع منها يوميا 70 إلى 75 طنا من النفايات التي تتم معالجتها.
ويتم تجميع النفايات في خنادق مهيأة تكون في وعاء بحجم كبير جدا، حيث أن مركز الردم التقني بغاي به خندق بسعة حوالي 400 ألف طن، تم ردمه منذ سنة 2011 بمعدل 3 آلاف طن سنويا من النفايات، في انتظار استلام مركز الفرز الذي سيفتح مجالا لإخراج كل ما هو ثمين من الكمية المسترجعة.
مشروع مركز للنفايات الناتجة عن تربية الدواجن
وشارك عمال المؤسسة في مئات الحملات للتنظيف وإزالة النقاط السوداء الدورية والاستثنائية لتزيين المحيط وذلك بالتنسيق مع مختلف الشرائح والفاعلين ومنهم البلديات، حيث وصلت إلى 213 تدخلا خلال سنة عبر جميع النقاط السوداء، باعتبار أن المؤسسة تسعى ضمن مهامها الرئيسية لحماية البيئة عبر هذه الحملات وكذلك المشاركة المهمة في إخماد النيران خاصة خلال صائفة 2021، من خلال فتح المسالك الغابية ومساعدة أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات، إضافة إلى إزالة النفايات المتعلقة بتربية الدواجن التي تشكل خطرا كبيرا.
أما خلال السنة الجارية، فقد تم تسجيل تدخلين على مستوى الطريق البلدي رقم 4 الرابط بين بلديتي خنشلة وبغاي، بكميات كبيرة من نفايات الدواجن تم رميها على حافة الطريق، حيث تم في يوم واحد وبالتنسيق مع بلدية بغاي وتحت إشراف دائرة الحامة، التخلص من 40 طنا، ما جعل المؤسسة تقترح إنجاز مشروع لمركز خاص بالنفايات الناتجة عن نشاط تربية الدواجن، حيث أن الجهود حقيقية في ظل إرادة كبيرة لوالي الولاية ووزارة البيئة، للعمل بجدية من أجل تجسيده على أرض الواقع.
فتح مناصب عمل غير مباشرة
وفي إطار الاتفاقيات المبرمة مع الهياكل الصحية بالولاية، فقد تم خلال سنة 2022، استقبال ما يقارب 14 طنا من النفايات الاستشفائية من المؤسسات العمومية الاستشفائية منها مستشفى الأم والطفل صالحي بلقاسم، أحمد بن بلة وعلي بوسحاية، وكذلك العيادات والمخابر الخاصة والصيادلة، وتم تسجيل كمية تقدر بـ 6 أطنان من النفايات الاستشفائية خلال السداسي الأول من سنة 2023، تم حرقها على مستوى مركز حرق النفايات المعدية الخاصة بالنفايات الاستشفائية ببغاي.وأكد مدير المؤسسة العمومية للردم التقني، أن توفير مناصب الشغل يكون وفق احتياجات المؤسسة والمشاريع التي يتم استلامها، ليبقى الأهم هو خلق مناصب شغل غير مباشرة خاصة بالإنتاج لمؤسسات ناشئة سواء من داخل الولاية أو خارجها، من طرف شركات مختصة في الرسكلة تم التعاقد معها خاصة من بريكة وباتنة، من خلال توفير مواد مسترجعة تساهم في تخفيف أعباء استيراد العديد من المواد الأولية من الخارج .
وأوضح مدير المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بخنشلة، بأن جهودا حثيثة تبذل من طرف مصالحه في إطار تطبيق الإستراتيجية المسطرة من وزارة البيئة لمجابهة كل التحديات البيئية وتطوير الاقتصاد الدائر، من خلال العمل بوتيرة متسارعة لضمان الخدمة العمومية طيلة 24 على 24 ساعة لاستقبال النفايات ومعالجة أي طارئ أو إشكال والمساهمة الدائمة في كل ما ينفع المواطن في إطار تحسين التدخلات ومعالجة النقائص.ودعا مدير المؤسسة، المواطنين للمساهمة بفعالية في حماية البيئة بإجراءات بسيطة خاصة من خلال إخراج القمامة في الوقت المحدد ووضعها في المكان المخصص لها مع المشاركة في عمليات تخص نظافة المحيط، مؤكدا أن قطاع رسلكة النفايات له مستقبل كبير في ظل برنامج مسطر ووعي كبير للشباب، والعمل مثلما أكد مع كل الشركاء على رأسهم والي الولاية، يوسف محيوت، من خلال توجيهات قيمة وحرصه الدائم على نظافة المحيط وضمان إطار معيشي نوعي يحترم متطلبات التنمية المستدامة .
ك.ر
- التفاصيل
- الزيارات: 802
شاب يبتكر نظاما لكشف وجمع النفايات البحرية
نجح الشاب أحمد عينوش، من ولاية بجاية، في تطوير نظام يسمح بالكشف عن النفايات و جمعها، و خصوصا النفايات العائمة في البحر. يعمل النظام عن طريق الذكاء الاصطناعي، و يهدف لإيجاد حلول لمشاكل التلوث البيئي و حماية الحياة البحرية، لأهميتها في تحقيق التنمية وتعزيز الأمن الغذائي.
لينة دلول
قال الشاب للنصر، بأنه طالب بجامعة هواري بومدين للعلوم و التكنولوجيا، وقد قدم مشروعه الموسوم بـ «نظام ذكي لإزالة تلوث المياه السطحية و البحار ذات الأعماق المتوسطة»، يوم 27 سبتمبر 2023، أمام لجنة مناقشة المشاريع المبتكرة المندرجة في إطار القرار الوزاري 1275، وقد فعل ميدانيا عبر إطلاق تطبيق تجريبي على مستوى ميناء تامنفوست بالجزائر، يوم 30 سبتمبر في إطار عملية «موانئ نظيفة».
و جاء هذا الإنجاز الجديد في مجال النفايات البحرية لتعزيز مسعى «ابتكار و تثمين وخلق الثروة» كما عبر، حيث تبنته جامعة هواري بومدين للعلوم و التكنولوجيا،من أجل تثمين المشاريع المبتكرة في شتى المجالات التكنولوجية و الانفتاح أكثر على المجالين الاقتصادي و الاجتماعي، وأوضح المخترع صاحب 24 ربيعا، أن المشروع يقدم خدمة شاملة تتمثل في تحديد، جمع و إعادة تدوير النفايات البحرية، وبالأخص على مستوى الموانئ، مضيفا بأن التطبيق الذي اختار له اسم «ليتر فلو»، أنجز بمساعدة الطالبين أعراب بلال وزحزام مروى ريان، من المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي، وبتأطير من الأستاذ زروقي شوقي.
وأضاف، أنه يسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن وجود النفايات في مكان ما، عن طريق التقاط صور بواسطة التطبيق، الذي يحدد موقعها الجغرافي تلقائيا عبر خاصية التتبع الجغرافي، وأكد المتحدث، أن منصته الرقمية تمكن المستخدم كذلك، من إضافة معلومات حول نوع و كمية النفايات البحرية المتواجدة، لتسهيل مهمة جمعها و إعادة تدويرها.
وعن فكرة المشروع، قال إنه بحثي تطبيقي بصفة كاملة، جاء ليبحث عن حلول لمشكلة التلوث البحري، الذي يهدد البحار و المحيطات، حيث يمكن من خلاله تحديد المواقع التي تعرف انتشارا للنفايات و تسهيل عملية جمعها عبر تقديم تصور واضح لما يتطلبه التدخل لهذا الغرض وذلك عبر خدمتي الصورة و تدوين الملاحظات، مشيرا إلى أن تراكم النفايات البحرية في المسطحات المائية أثر سلبا على البيئة البحرية وعلى الحياة فيها، وأن تأثيرات هذا التلوث قد تسمم البيئة البحرية، وبالتالي تؤدي إلى تراجع الثروة الحيوانية والموارد البحرية الأخرى، مضيفا بأن هذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على نشاط الصيد، وتتسبب في خسائر اقتصادية.
ويؤثر تلوث المسطحات المائية في الجزائر حسبه، على جاذبية المناطق الساحلية والموانئ كوجهات سياحية، فالمشاكل البيئية تقلل من احتمالية استقطاب السياح للمناطق البحرية، مما ينعكس سلبا على قطاع السياحة والاقتصاد المحلي، يضيف المتحدث، موضحا بأن المشروع يهدف إلى التخلص من النفايات البحرية للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، و على صورة الموانئ الجزائرية، و تعزيز قطاع السياحة و زيادة الوعي البيئي في المجتمع.
ومن أجل الحفاظ على سلامة البيئة البحرية وحمايتها من التلوث، يجب بحسب عينوش، اتخاذ جملة من التدابير الرامية إلى الحد من التلوث البحري وكافة التهديدات التي قد تحدث أضرارا بيئية، وكذا إيجاد حلول مستدامة وفعالة لتقليل وجود النفايات، وهي مهمة تستوجب التفاف الجميع بمن فيهم الطلبة الباحثون.
وأفاد المتحدث، بأنه تحصل على الدعم الكافي من أستاذه الذي أطره و من جامعته كذلك، و بالأخص الحاضنة التي تلقى فيها مختلف حصص التدريب و المحاضرات التي أفادته من أجل تجسيد مشروع يتمتع بجدوى اقتصادية، حيث يأمل في انتشار التطبيق على نطاق واسع ليسمح للمستخدمين بالمساهمة في الحفاظ على الساحل و الأنظمة الإيكولوجية المائية.
تعليمات بإعادة الاعتبار لها
مساحات خضراء مهملة في عدة بلديات بجيجل
تعرف المساحات الخضراء عبر عدة بلديات بولاية جيجل، تدهورا كبيرا، ناجم عن سوء الاستغلال وعدم تهيئتها من قبل مصالح البلديات والجهات المختصة، في وقت أعطى الوالي، تعليمات بضرورة الاعتناء بها، على غرار المساحات المتواجدة بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية وكذا تهيئة بعض الحدائق.
وتشهد العديد من المساحات الخضراء المنتشرة عبر إقليم الولاية المتواجدة ضمن المناطق الحضرية، تدهورا كبيرا وإهمالا في العناية بها، حيث تطغى على طريقة تسييرها عدة عوامل سلبية نتيجة لغياب الصيانة والعناية وشيوع مظاهر الإهمال وعدم إدراجها ضمن مخططات إنجاز المشاريع السكنية، ما تسبب في تدهورها، كما أن تعدي المواطنين عليها زاد من تأزم الوضع، حيث يغيب الاعتناء بها من قبل مصالح البلدية والجهات المختصة، إذ أن جل المساحات الموجودة بالقرب من العمارات والتجمعات السكنية، تحولت إلى ما يشبه فضاءات ترابية من دون روح وهو ما تعرفه عدة فضاءات بحي الفرسان بعاصمة الولاية وكذا بالمدخل الشرقي بالكيلومتر الثالث في مدينة جيجل، ما يشوه المنظر العام.
وقد سارعت السلطات الولائية لتدارك الوضعية عبر إعادة الاعتبار لبعض الحدائق والمساحات الخضراء المنتشرة عبر مدينتي جيجل والميلية، حيث أعطى والي جيجل تعليمات بالإسراع في تهيئة الحديقة العمومية ببلدية الميلية وكذا حديقة قاصدة التي كانت مهملة لسنوات عديدة، مع برمجة عمليات تطوعية قصد تهيئة المساحات الخضراء البارزة عبر عاصمة الولاية.
وقد عاين مسؤول السلطة التنفيذية، مؤخرا، مساحات خضراء بالمدخل الشرقي لمدينة جيجل وتأتي الزيارة في إطار الوقوف على وضعية هذه الفضاءات والنظر في إعادة استغلال بعضها، حسب مصالح الولاية، وخلال المعاينة، تم إسداء تعليمات بتنظيم حملة تطوعية بمشاركة كل الفاعلين لتنظيف هذه المساحات. كـ.طويل
حسب دراسة أجراها باحثون من جامعات جزائرية
بقايا محطة تصفية المياه بقالمة سماد عضوي مفيد للزراعة
تنتج محطة تصفية المياه المستعملة بقالمة كميات كبيرة من المواد الرسوبية التي بدأت تتحول إلى مشكلة يصعب التحكم فيها بمرور الزمن سواء من حيث مواقع التخزين أو من حيث استعمالها لأغراض أخرى خارج المحطة، حيث تبذل جهود مضنية لهذا الغرض منذ بناء المحطة و دخولها مرحلة العمل قبل 20 عاما تقريبا.
فريد.غ
و قد فتحت المحطة الواقعة على ضفة نهر سيبوس قرب مدينة قالمة، أبوابها للباحثين من المعاهد و الجامعات الوطنية لإجراء المزيد من الدراسات حول بقايا نظام التصفية و المساهمة في إيجاد الحلول الممكنة للتخلص من هذه البقايا بطرق آمنة و مفيدة للاقتصاد الوطني في إطار التنمية المستديمة التي تعتمد على الموارد الطبيعية المتجددة و تحمي البيئة من مخاطر التلوث و الإضرار بالتربة و مصادر المياه و الصحة و الحياة البرية.
و قد توصل باحثون من معاهد و جامعات وطنية إلى أن بقايا محطة التصفية بقالمة قابلة للاستعمال في مجال الزراعة كسماد عضوي مفيد للتربة و بعض أنواع الزراعات الغذائية بينها الطماطم الصناعية التي تزرع على نطاق واسع بولاية قالمة، و تكاد تصبح ثالث محصول استراتيجي بالمنطقة بعد القمح والبقول الجافة.
و قال علي العافري أحد أعضاء فريق بحث من جامعة خنشلة للنصر بأن النتائج الأولية المتوصل إليها مشجعة بخصوص إمكانية استعمال البقايا الرسوبية المخزنة بمحطة التصفية بقالمة كسماد بحقول الطماطم الصناعية لكن بحذر شديد و تحاليل مستمرة و معمقة نظرا لاحتواء هذه البقايا على مكونات معدنية كثيرة قد يكون بعضها مضرا بالمحصول و المستهلك في نهاية المطاف.
و أضاف المتحدث بأن البحث متعلق باستعمال البقايا الناتجة عن محطات معالجة المياه المستعملة كسماد فلاحي، و نظرا للتزايد الكبير و المثير للقلق في كمية المواد المفصولة من المياه المستعملة خلال معالجتها و تأثيرها السلبي على البيئة، كان لزاما علي المهتمين بالبيئة و المحطة إيجاد مكان لتصريف هذه البقايا، و من ثم كانت أهمية الدراسة التي قام بها فريق البحث الذي توصل إلى انه يمكن استعمال بقايا التصفية كسماد لتحسين إنتاج المحاصيل نظرا لاحتوائها على كميات معتبرة من المواد العضوية.
كما نوهت هذه الدراسات إلى أن هذا الاستعمال يجب أن يكون بحذر و بعد دراسة كيميائية لمحتويات هذه البقايا عند كل محطة، و لهذا يضيف علي العافري متحدثا للنصر، قمنا بدراسة على البقايا المخلفة من قبل محطة تصفية المياه بقالمة و مدى تأثيرها على محصول الطماطم الصناعية بحكم أنها الأكثر انتشارا في قالمة فكانت النتائج موافقة لما تم رصده في العديد من دول العالم، حيث توصلنا إلى أن الاستعمال المكثف لهذه البقايا يساعد فعلا في النمو السريع و زيادة الكتلة الحية للنبات، و لكنه في المقابل يقلل من نسبة إنتاش البذور و كذلك يرفع من معدلات بعض البروتينات التي تفرز فقط عندما يكون هناك خلل في مكونات التربة، و عليه خلصنا إلى أن استعمال هذه المواد يجب أن يكون مسبوقا بتحليل لمكونات هذه المواد من طرف مخابر مختصة قبل السماح للفلاحين باستعمالها بصفة عشوائية كما رأيناه في المنطقة.
و حسب الباحثين في مجال التربة و علوم المياه و الأرض فإن منتجات محطات التصفية بالجزائر تختلف من منطقة إلى أخرى حسب نوعية المياه المنزلية المستعملة التي تصلها فهناك مياه اقل تلوثا بالمعادن الثقيلة و أخرى اشد تلوثا خاصة عندما تكون مختلطة بمواد كيماوية ناجمة عن النشاط الصناعي، و لذا فإن الحذر يبقى سائدا حول مكونات السماد الذي تنتجه هذه المحطات، حيث تبقى الدراسات و التحاليل المخبرية الوسيلة الوحيدة لمعرفة مدى صلاحية هذا المكون العضوي في مجال الزراعة.
و تعمل محطة التصفية بقالمة على التواصل المستمر مع المزارعين و البلديات لحثهم على استعمال السماد العضوي لزيادة خصوبة التربة و نمو بعض المحاصيل الزراعية و نباتات الحدائق العمومية، لكن الاستجابة تبقى محدودة نظرا لنقص المعرفة حول هذا النوع من السماد الذي لم يتعود عليه المزارعون الذين يفضلون استعمال السماد الصناعي الذي أصبح مكلفا بعد ارتفاع أسعاره في السوق الوطنية و الدولية.
و كانت النصر قد زارت محطة التصفية بقالمة في وقت سابق و وقفت على خنادق تجميع بقايا التصفية أين تتكدس كميات كبيرة من هذا السماد العضوي المثير للجدل و القلق أيضا حيث توشك مساحات التخزين على التشبع بمرور الزمن في انتظار المزيد من الدراسات و التحسيس المتواصل للمزارعين و حثهم على استعمال هذه البقايا في الزراعات الملائمة بينها الطماطم الصناعية لكن بحذر شديد و تحت إشراف خبراء الزراعة و علوم التربة حتى لا يلحق الضرر بالمنتجات الغذائية و تركيبة التربة و مصادر المياه الجوفية.
و إلى جانب السماد العضوي تنتج محطة التصفية بقالمة كميات كبيرة من المياه المعالجة التي تصب في مجرى سيبوس و تستعمل في سقي المحاصيل الغذائية التي تزرع على نطاق واسع بمحيط السقي قالمة بوشقوف المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار تعد من أجود الأراضي الزراعية بشرق البلاد.
و تعد محطات تصفية المياه المنزلية المستعملة من بين المنشآت الصديقة للبيئة بالجزائر فهي تعمل على الحد من تلوث الوسط الطبيعي من تربة و مياه و توفر موارد السقي على مدار السنة في ظل موجات الجفاف التي تجتاح الجزائر في السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية المتطرفة.
دراسة جديدة تُحذر
ارتفاع حرارة سطح الكوكب قد يبلغ عتبة 1.5 درجة خلال 7 سنوات
أفادت دراسة جديدة بأنّه «بات حتمياً» لحرارة سطح الأرض أن تتجاوز بشكل ثابت على مدى أعوام عدّة عتبة الـ1.5 درجة مئوية بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، مشيرة إلى أنّ احتمال حصول هذا الأمر خلال سبع سنوات فقط يبلغ 50 %.
الدراسة التي أعدّها علماء من «مشروع الكربون العالمي» قُدّمت إلى المجتمعين في مؤتمر الأمم المتّحدة للمناخ (كوب 28)، وقد دعت الأسرة الدولية إلى التحرّك لمواجهة هذا الوضع الخطر.
وتوقّعت الدراسة أن تزيد في جميع أنحاء العالم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استخدام الفحم والغاز والنفط لأغراض التدفئة والإنارة والنقل، وأن تسجّل هذه الانبعاثات رقماً قياسياً جديداً في 2023.
وقال عالم المناخ البريطاني بيار فريدلينغستاين الذي أشرف على الدراسة التي شارك فيها 150 باحثاً من جميع أنحاء العالم، إنّه «يتعيّن على القادة المجتمعين في مؤتمر الأمم المتّحدة المعني بالتغيّر المناخي (كوب 28) الاتّفاق على تخفيضات سريعة في انبعاثات الوقود الأحفوري من أجل الحفاظ على هدف درجتين مئويّتين».
وأضاف أن «الإجراءات الرامية إلى الحدّ من انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري لا تزال بطيئة للغاية و»الوقت المتبقّي من الآن وحتى بلوغ عتبة الـ1.5 درجة مئوية إضافية يتقلّص بأقصى سرعة، وعلينا أن نتحرّك الآن».
- التفاصيل
- الزيارات: 550
حذرت دراسة جديدة لعلماء من جامعة /إكستر/ في المملكة المتحدة من أن الأرض قد تتجاوز عتبة الاحترار بمقدار 5ر1 درجة مئوية خلال السنوات السبع المقبلة, حسب ما أوردته مصادر إعلامية اليوم الثلاثاء.
وأشار العلماء إلى أن انبعاثات الكربون العالمية من الوقود الأحفوري شهدت ارتفاعا إلى مستوى قياسي آخر, في العام الحالي, الأمر الذي دفعهم إلى التحذير من أنه يبدو الآن حتميا أن الاحتباس الحراري سيتجاوز العتبة الخطيرة البالغة 5ر1درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وقال العلماء: "سلطت دراستنا الضوء على الحاجة الملحة لإزالة الكربون بسرعة في عام يشهد بالفعل درجات حرارة قياسية وأحداث ذوبان شديدة وتنبؤات بانهيار تيارات المحيط الحيوية بسبب درجة حرارة تبلغ 2ر1درجة مئوية فقط".
وأضاف العلماء: "أظهرت الدراسة الجديدة أن الفجوة بين الوعود التي قطعتها الحكومات والمستثمرون والشركات وأفعالهم لا تزال واسعة للغاية".
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علوم المناخ, بيير فريدلينغشتاين: "آثار تغير المناخ واضحة في كل مكان حولنا, لكن العمل على تقليل انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري لا يزال بطيئا بشكل مؤلم".