آخر الأخبار
- التفاصيل
- الزيارات: 1188
مشــروع لحمايــة و تصنيـف المصيف القلـــي
أطلقت وزارة البيئة و الطاقات المتجددة مشروعا هاما لتصنيف و حماية المصيف القلي، في إطار الجهد الوطني الرامي إلى حماية الساحل الجزائري و المناطق الإيكولوجية التي بقيت محافظة على تنوعها و مكوناتها رغم التغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر و منطقة حوض المتوسط، و ما نتج عنها من احترار و فيضانات و جفاف و تصحر و حرائق و أنشطة بشرية مضرة بالطبيعة.
فريد.غ
كما يندرج المشرع أيضا ضمن التزامات الجزائر تجاه قمة الأرض و خاصة في ما يتعلق بالحد من التلوث و الانبعاثات الغازية و حماية الحياة البرية و البحرية و تطوير و دعم الملاذات الإيكولوجية و تصنيفها و حمايتها و تدريب السكان المحليين على العيش وسط بيئة طبيعية مفيدة من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية.
و يتولى مكتب الدراسات الجزائري «أخضر و أزرق» (vert et blue ( قيادة المشروع من خلال دراسة شاملة لمنطقة المصيف القلي التي تضم دوائر القل، الزيتونة و أولاد عطية في جزئها البحري و البري.
و قالت مونيا كحلال الإطار بمكتب الدراسات للنصر بأن مشروع الدراسة قد دخل مرحلته النهائية بإطلاق سبر آراء شامل يخص سكان المنطقة الذين يعدون الحلقة الأهم في مشروع التصنيف و الحماية و التطوير و الديمومة الاقتصادية و الإيكولوجية، لأنه بدون تعاون و تجاوب من السكان و مشاركتهم الفعالة كما قالت، فإن ركائز المشروع قد تواجه صعوبات في المستقبل.
و دعا مكتب الدراسة سكان المصيف القلي إلى المشاركة في الاستبيان و التصريح بآرائهم و تقديم أفكارهم حتى تتشكل صورة واضحة لمشروع الحماية و التصنيف و فق القانون 11/02 و ذلك من خلال الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بمقر السكن و عدد الزيارات للمنطقة و الفترة التي تمت فيها الزيارة صيفا و خريفا و شتاء و ربيعا، و الدافع من الزيارة هل هي سياحية أو عائلية أو في إطار مهني أو من اجل الاستكشاف و الفضول، و المدة التي استغرقتها الزيارة، و دافع الزيارة إذا كانت سياحية، و مكان الإقامة هل هو فندق، استئجار شقة أو منزل، بيت شباب أو عند الأصدقاء أو مكان آخر، و ما هي المواقع التي شملتها الزيارة و الأنشطة الممارسة فيها، و الأنشطة التي ترغب في أن تراها بمنطقة المصيف القلي عندما تعود إليها مرة أخرى، و ما تقييمك لحالة البيئة الطبيعية و التنوع البيولوجي بالمصيف القلي، و هل تعتقد بأن هذه البيئة الطبيعية تستحق مجهودا لحمايتها و المحافظة عليها، و الاقتراحات التي تراها مفيدة للمنطقة.
و حسب مونيا كحلال فإن المشاريع البيئية و الاقتصادية و الاجتماعية التي ستنجز في المستقبل في إطار الحماية و التصنيف ستأخذ في الحسبان نتائج الاستبيان الذي يأمل مكتب الدراسات أن يكون بناء و مفيدا للاعتماد عليه أكثر في كل مراحل المشروع.
و تسعى وزارة البيئة و الطاقات المتجددة إلى درء التهديدات التي تواجه المصيف القلي و تحقيق الديمومة البيئية و الاجتماعية و الاقتصادية، من أجل حماية التنوع الإيكولوجي و البيولوجي الذي يتميز به المصيف القلي الذي يعد من أهم المناطق الطبيعية التي بقيت محافظة على التنوع و التوازن البيئي على امتداد الساحل الجزائري.
و قد عاش فريق من مكتب الدراسات عاما كاملا بمنطقة المصيف القلي لإعداد الدراسة و الاستماع إلى السكان الذين يعيشون هناك و يقدسون الأرض و الطبيعة و يعتبرونها ملاذهم و معاشهم على مر الزمن، و لذا فإن أي مشروع للحماية و التصنيف و التطوير لن يكتب له النجاح دون مشاركة هؤلاء السكان الذين يعتمدون على الزراعة و السياحة و الصيد البحري و الأنشطة الرعوية كمصدر للعيش.
و من بين التحديات التي تواجه الطبيعة بمنطقة المصيف القلي الحرارة و الجفاف و الرعي الجائر و الحرائق و تلوث الساحل و التوسع العمراني على حساب الطبيعة، و تسعى وزارة البيئة و الطاقات المتجددة إلى درء المخاطر المحدقة بالمنطقة و بناء نظام اجتماعي و اقتصادي ملائم لبيئة المنطقة حتى تحافظ على مكوناتها المتنوعة من كائنات بحرية و أشجار و نباتات و طيور و حيوانات، و سكان أصدقاء للطبيعة. و يتوقع أن يشمل مشروع تصنيف و حماية المصيف القلي مشاريع تخص عدة قطاعات كالزراعة و الغابات و السياحة و الصيد البحري و الطرقات و السكن، و الموارد المائية و غيرها من القطاعات ذات الصلة بالمشروع الهام.
وإلى جانب مشروع وزارة البيئة والطاقات المتجددة تعرف منطقة المصيف القلي بشرق البلاد نشاطا مكثفا للجمعيات و حماة البيئة لحماية المنطقة من مخاطر التغيرات المناخية و الأنشطة البشرية و تصنيفها و تحويلها إلى قطب سياحي و مورد للاقتصاد الأخضر المستديم.
و تعد جمعية التنمية المستدامة و السياحة البيئية لولاية سكيكدة المساهم الكبير في مشروع الحماية و التصنيف و الأكثر اهتماما بالمصيف القلي من خلال مشروع للنهوض بقطاع السياحة البيئية بالمنطقة بالتعاون مع هيئات محلية و وطنية و دولية، بينها وزارة البيئة و وزارة الشباب و الرياضة و الوكالة الألمانية للتنمية.
و قال رئيس الجمعية جمال زرقوط للنصر بأنه يتعاون مع وزارة البيئة و الوكالة الألمانية و مكتب الدراسات منذ مدة طويلة و أنه يعمل على مشروع طريق الشعير الروماني التاريخي، و أن فكرة المشروع السياحي البيئي الواعد تحرز مزيدا من التقدم لتصبح حقيقة على أرض الواقع، بدعم من مشروع الحماية و التصنيف، و انطلاقة واعدة لبناء قاعدة متينة للسياحة البيئية، كمورد اقتصادي و نهج ثقافي و اجتماعي و صحي، لا بديل عنه في ظل التحديات المناخية و الاقتصادية التي تواجه البلاد.
و أضاف جمال زرقوط بأن المشروع الذي وصفه بالهام و المصيري للمنطقة و سكانها يعتمد على 3 مسارات رئيسية تجمع بين سياحة الذاكرة و البيئة و التاريخ، و علوم الفلك و التربية و التنمية الاجتماعية، و الاقتصاد الأخضر.
و يمثل طريق الشعير الذي مر عليه البطل النوميدي يوغرطة أسيرا إلى روما، إحدى أهم معالم المشروع البيئي الكبير الذي تسعى الجمعية إلى تحقيقه على أرض الواقع، معتمدة على الإرادة و الإيمان بجدوى المشروع و الخبرة الوطنية و الدولية.
و يرى المتحدث بأن مشروع الحماية و التصنيف يجب أن يعتمد بالأساس على السكان المحليين حتى يحقق اهدافه كاملة و يتحول إلى نموذج لتجارب و مشاريع مستقبلية مماثلة بالجزائر مؤكدا بأن إنشاء النماذج المحلية المستديمة سيكون الحلقة الأقوى في مشروع التصنيف و الحماية إلى جانب التشريع القانوني و التمويل الوطني و الدولي و تعتبر المنطقة، واحدة من أهم وجهات السياحة الإيكولوجية في البلاد، بمواردها الطبيعية المنشئة للثروة و مناصب العمل و مازالت منطقة المصيف القلي لم تكشف بعد عن أسرارها و مكوناتها الضاربة في أعماق التاريخ البعيد، حيث مرت عليها حضارات عريقة و وهبتها الطبيعة من كل شيء البحر و السهل و الجبل، و ثروة حيوانية و نباتية متنوعة و مسارات سياحية و مصادر للثراء و الاقتصاد الأخضر المستديم.
و خلص جمال زرقوط إلى القول بأن الاستغلال العشوائي للموارد الطبيعية بالمنطقة يجب أن يتوقف و يندمج السكان في مشروع الحماية و التصنيف الذي يعول عليه كثيرا ليكون نموذجا للحد من آثار التغيرات المناخية التي تعرفها البلاد.
فريد.غ
طوره باحث بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة
علاج بيولوجي لمحاربة أمراض النباتات و الحفاظ على فوائدها
استطاع الأستاذ علي دبي، باحث في علم أمراض النباتات و حمايتها، بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، أن يطور مركبات بيولوجية لعلاج أمراض النباتات و التخلص من المبيدات والأسمدة الكيميائية المضرة بصحة الإنسان و التوازن البيئي، و خصص العلاج بالدرجة الأولى لمرض منتشر بكثرة في المحاصيل و هو مرض الفيزاريوم، الذي يؤدي إلى ذبول النباتات و الأشجار و يتسبب في موتها بما في ذلك أشجار النخيل.
أسماء بوقرن
وأوضح الباحث، بأنه يهتم في مشاريعه بعلاج أمراض النباتات بطرق بيولوجية، للتقليص من استخدام المواد الكيميائية خاصة المبيدات و محاربة الأمراض التي تهدد سلامة المحاصيل الزراعية، في ظل ارتفاع معدلات استعمال المواد الكيميائية كالأسمدة المسرطنة، التي تعد سببا في انتشار أمراض مستعصية، كما أن لها تأثيرات كبيرة على النحل، موضحا بأن الحشرات تتغذى على النباتات و بالتالي هي ضحية لمواد كيميائية تهدد بقاءها، علما أن هذا المشكل مطروح بشدة وقد حذر منه باحثون عبر العالم في عديد المرات، لأن السماد الكيميائي سيقضي على النحل، الذي لا تقتصر فوائده على إنتاج العسل فقط، بل يعد ضروريا جدا لتحقيق التوازن البيئي، على اعتبار أن انتقال النحلات من زهرة إلى أخرى يساهم في عملية التلقيح و يحافظ على أنواع من النباتات، و هي وظيفة يقتصر أداؤها على هذه الحشرة دون غيرها، و الأسمدة الكيميائية تطرح هنا مشكلة انقراض أنواع من النباتات و اختلال السلسلة الغذائية، وأي عنصر يسقط من ترتيب السلسلة سيتسبب في اختلال بيئي و مناخي، وعليه فإن الهدف حسبه، من المشاريع البحثية لتطوير مواد بيولوجية بديلة، هو حماية الثروة النباتية.
القضاء على «الفيزاريوم» أهم أولويات المرحلة الأولى
وحسب الباحث، فإن مشروعه يرتكز في مرحلته الأولى على القضاء على مرض الفيزاريوم المنتشر بكثرة وسط النباتات و هو نوع من أنواع الفطريات يسبب ذبول وموت الأشجار، و قال بأنها آفة تصيب عدة محاصيل سواء الخضروات أو الحبوب أو البقوليات، إضافة إلى بعض الأشجار المثمرة، و من الأمراض التي يتسبب فيها هذا النوع من الفطريات، ذكر مرض البيوض الذي يصيب أشجار النخيل ويقتل المئات منها في الواحات الغربية، مشيرا إلى عدم توفر علاج كيميائي نهائي لهذا المرض في الوقت الحالي .
كما أن هناك فطريات، من نفس النوع تنتشر وسط المحاصيل من بينها محصول الطماطم وتسبب مرض فيزاريوم الطماطم الذي يؤدي إلى ذبول المحصول، ومن بين أولويات البحث كما أضاف، السعي لتطوير علاج بيولوجي لمكافحة الآفة، كما يقوم الباحث بتجارب من أجل تطوير مواد بيولوجية للتقليل من الخسائر التي تتسبب فيها الفطريات، موضحا بأنه من الصعب إحصاء الخسائر الناجمة عن نوع واحد فقط من الفطريات، لأن النبتة في الطبيعة تكون فريسة لمختلف الآفات، كالحشرات و أمراض الجذور و الأوراق، مشيرا إلى أن الفلاح يلجأ منذ البداية إلى استعمال أدوية كيميائية كإجراء وقائي استباقي لتجنب تأثير هذه الأمراض و ما تكبده إياه من خسائر تصل إلى نسبة 50 بالمئة، أو قد تتعدى ذلك إلى الإضرار بالمحصول كاملا في حال أصيب بأكثر من ثلاثة أمراض، فضلا عن ظهور أمراض غير معروفة تنتشر فجأة، و أمراض هي عبارة عن فطريات موجودة في التربة، تظهر لما تتوفر شروط أو العوامل المسببة لها كأن تكون النبتة حساسة ضد نوع معين من الفطريات.
و يدرس الباحث طرق انتقال المرض من مكان إلى آخر لضمان علاج ناجع، كما أوضح، مفصلا في طريقة انتشاره بين الفصائل، إذ يمكن حسبه، أن تكون الفصيلة مريضة في الأصل يتم نقلها و زراعتها في منطقة أخرى فتنتشر العدوى، علما أن طريقة انتشار المرض عادة ما تكون مجهولة لدى الفلاحين بسب نقص الوعي وضعف الثقافة، و قال إنه يمكن معاينة الفصيلة بعد أخذ عينات إلى المخبر للتأكد من سلامتها قبل زراعتها، فضلا عن سلامة التربة، لأن سلامة البذور و الأرضية عاملان أساسيان لتحديد نوعية المحصول.
ويجب أن تخضع عينات من البذور المستوردة للتحليل عند الحدود في رأيه، وذلك قبل منح ترخيص توزيعها، و عدم الاكتفاء بالوثيقة الصحية الخاصة بالشحنة و التي تؤكد خلوها من الأمراض الخطيرة لتجنب انتشار أي مرض و كذا لتجنب الخسائر الفادحة في المحاصيل، و يجب أن تطبق هذه الإجراءات بصرامة لتفادي دخول أمراض جديدة إلى بلادنا.
مبيدات بيولوجية مستخلصة من فطريات غير ضارة
و بخصوص الحلول التي يشتغل عليها الباحث، قال بأنها عبارة عن تركيبات لمبيدات بيولوجية تحل محل المبيدات الكيميائية، مستخلصة من فطريات أخرى غير ضارة موجودة في الأصل في التربة، مشيرا إلى أن التربة كانت في الماضي متوازنة بشكل طبيعي، حيث توجد فيها أمراض كما تتوفر عوامل مضادة للمرض كذلك، ولكن هذا التوازن اختل تدريجيا بفعل تدخل الإنسان و الاستعمال اللاعقلاني للمواد الكيميائية بطريقة غير مدروسة، دون اعتبار لتأثيرها على الفوائد و القيمة الغذائية لكل محصول، ولذلك فإن استبدالها بمواد بيولوجية ذات مصدر الطبيعي سيساهم حسبه، في التقليل من آثار المواد الكيميائية و الحفاظ على مكونات المنتوج و فوائده الطبيعية، و في تخفيف تأثير المرض بنسبة معتبرة.
وقال، إن الدراسات جارية لتثبيت فاعلية المواد البيولوجية فيما يتعلق بتخفيف انعكاسات المرض والانتقال بعدها نحو دراسة الآثار الجانبية و تقييمها، موضحا بأن الدراسات الأولية واعدة ومشجعة بهذا الخصوص، مع الإشارة إلى أن مشروع البحث يتميز بجودة اقتصادية و اجتماعية، حيث يجري العمل على دراسة الجودة الاقتصادية للمواد البيولوجية.
و ختم بالحديث عن النباتات المطورة علميا و القول بأن هناك نباتات لها قدرة على مقاومة بعض الأمراض و هي نباتات مطورة جينيا، و حتى إن كان المرض موجودا في التربة لن يؤثر فيها، مردفا بأن التغيرات المناخية و ارتفاع درجات الحرارة مع الرطوبة كما تم تسجيله قبل أشهر ، من ظروف مسببة لانتشار كثير من الأمراض الضارة بالمحاصيل الزراعية، و قال إنه يتعين على الفلاحين الانتباه إلى عامل المناخ وتحديدا الحرارة والرطوبة، لأن للأمر علاقة مباشرة ببداية ظهور وانتشار الأمراض مشددة على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه التغيرات، أما في الحالات الخاصة المتعلقة بالأمراض الجديدة، فمن الضروري البحث عن حلول أنجع و استعمال علاجات ذات فعالية قوية لحماية المحاصيل.
شهد انشطارا في السنوات الأخيرة
التغيُّر المناخي يهدد بزوال أحد أكبر الأنهار الجليدية بجبال الألب
يشهد نهر أداميلو الجليدي، وهو أكبر نهر من نوعه في جبال الألب الإيطالية، تدميراً بطيئاً ناجماً عن الاحترار المناخي، فيما يتوقع الخبراء زواله بعد أقل من قرن.
ويقول رئيس اللجنة المعنية بالأنهر الجليدية، كريستيان فيراري، إنّ "النهر الجليدي خسر نحو 2,7 كيلومتر من نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم"، وأضاف "في السنوات الخمس الأخيرة، بلغ متوسط المساحة التي خسرها النهر 15 متراً في السنة. لكنّ النهر خسر في العام الماضي وحده (2022) 139 متراً".
ودرجَت الجمعية الإيطالية المعنية بالبيئة "ليغامبينتيه" خلال كل صيف من السنوات الأربع الماضية، على تنظيم رحلة عبر جبال الألب لاستكشاف الآثار التي يتركها التغيُّر المناخي على الأنهر الجليدية.
وعلى غرار أنهر جليدية أخرى في جبال الألب، يعاني نهر أداميلو انخفاضاً في كميات الثلوج المتساقطة، بلغت نسبته 50 في المئة في العام الفائت. وبات الغطاء الثلجي أقل سماكةً فيما أصبح الصيف أطول ويشهد موجات حرّ أكثر، مما يمنح النهر وقتاً أقل لكي تتجمّد مياهه.
ويشهد النهر الجليدي انشطاراً، مما يؤدي إلى تعريض مساحات إضافية منه للهواء الساخن. وأظهر النهر آثاراً من تاريخ سلسلة الجبال التي كانت ميداناً لمعارك ضارية بين المقاتلين الإيطاليين والنمساويين والمجريين خلال الحرب العالمية الأولى. وبسبب ذوبان الجليد، باتت تظهر راهناً البنادق وصناديق الرصاص التي استُخدمت آنذاك.
ويقول ماركو جياردينو، نائب رئيس الهيئة الإيطالية المعنية بالأنهر الجليدية والأستاذ في جامعة تورينو، "نستكشف آثار الماضي، ونرى آثار الحاضر وندرك أن الاتجاه ليس إيجابياً، لأن الكتل التي نراها تتساقط اليوم ستحوّل هذا الجزء من النهر الجليدي إلى نهر مغطى بحطام، مما سيتسبب في زعزعة استقراره".
وشملت الرحلة السنوية التي تنظمها "ليغامبينتيه" عبر الجبال ويشارك فيها علماء وناشطون بيئيون، عدداً كبيراً من الأنهر الجليدية خلال السنوات الأربع الفائتة. وتقول ڤاندا بوناريو، المسؤولة المعنية بجبال الألب "أردنا في العام الماضي أن نعاود زيارة الأنهر الجليدية التي رأيناها قبل عامين، وكان التغيير الذي لاحظناه كبيراً جداً".
وتضيف أنّ "العام الفائت شهد جفافاً وموجات حرّ، لكننا لاحظنا حالات ما كنّا نتخيّل قط أنها ستُسجّل، وتتابع "إن نهر فورني الجليدي في لومباردي مثلاً خسر أكثر من 100 متر"، مضيفةً "إنّ الأنهر الجليدية تنقل لنا انطباعاً رهيباً عن تسارع التغيُّر المناخي وحدّة الظواهر، وفكرة أنّ كل شيء يشهد تغييرات متسارعة".
وتُشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ التابعة للأمم المتحدة، إلى أن درجات الحرارة في هذا الجزء من جبال الألب ستشهد ارتفاعاً بما يراوح بين درجة وثلاث درجات مئوية في العام 2050، وبين ثلاث وست درجات بحلول نهاية هذا القرن.
- التفاصيل
- الزيارات: 1374
تدابير لحماية الثروة الحيوانية و التنوع البيولوجي
أعلنت وزارة الفلاحة و التنمية الريفية بالجزائر إطلاق موسم الصيد البري 2023 يوم 15 سبتمبر الجاري وسط تحديات كبيرة تميزها التغيرات المناخية المتطرفة و تراجع الثروة الحيوانية و إلحاق الضرر بالملاذات الإيكولوجية التي تعيش فيها طرائد الصيد، كالغابات و الأحراش.
فريد.غ
و قد قررت وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و من خلالها المديرية العامة للغابات اتخاذ المزيد من الإجراءات للحد من الصيد غير المرخص و الصيد الجائر الذي ألحق ضررا كبيرا بالثروة الحيوانية في الجزائر على مدى السنوات الماضية.
و قالت الوزارة في بيان لها بأنه و في إطار إعادة بعث نشاط الصيد في الجزائر، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل النشاط فعالا و ذلك من خلال تنظيم الصيادين وتدريبهم للحصول على رخصة الصيد، و تنصيب المجلس الأعلى للصيد والثروة الصديدية مع البدء في أشغاله و تحديد مناطق الصيد المخصصة للإيجار بالمزارعة و ضبط حدودها، و إعداد مخطط الصيد.
و بمقتضى القانون رقم 07-04 المؤرخ في 27 جمادى الثانية عام 1425 الموافق لـ 14 أوت سنة 2004 والمتعلق بالصيد، و تنفيذا لنصوصه التطبيقية، وبصفتها تتولى رئاسة المجلس الأعلى للصيد و الثروة الصيدية، أعلنت وزارة الفلاحة و التنمية الريفية، عن موعد افتتاح نشاط الصيد لموسم 2023-2024، ابتداء من تاريخ 15 سبتمبر 2023، على حسب مخطط الصيد لكل ولاية، و الذي يحدد فترات الصيد، و مختلف أنواع الطرائد المرخص بصيدها، والعدد الذي يسمح لكل صياد باصطيادها.
و دعت الوزارة محافظي الغابات لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة التي تترتب عن افتتاح موسم الصيد و ممارسته في ظروف حسنة مع اتخاذ كافة الترتيبات الوقائية والأمنية الخاصة بسلامة الأشخاص و احترام التوازن الإيكولوجي.
و يمنع القانون الجزائري ممارسة الصيد أو أي نشاط صيد أخر خارج المناطق و الفترات المنصوص عليها، و ممارسة نشاط الصيد في ملك الغير دون ترخيص بذلك، و اصطياد الأصناف المحمية، أو القبض عليها أو حيازتها أو نقلها أو استعمالها أو بيعها بالتجول و بيعها أو شرائها أو عرضها للبيع أو تحنيطها، و ممارسة الصيد في المساحات الخاضعة لنظام الحماية المحدثة وفقا لهذا القانون الذي يفرض عقوبات جزائية صارمة على أنشطة الصيد العشوائي، تصل إلى أحكام سالبة للحرية، و مصادرة معدات الصيد من أسلحة و مركبات تستعمل في التنقل إلى مواقع الصيد في الليل و النهار.
و بالرغم من صرامة القوانين سارية المفعول مازالت ظاهرة الصيد الجائر و الصيد غير المرخص و الاتجار بمختلف أنواع الطيور و الحيوانات البرية تأخذ أبعادا مقلقة و مؤثرة على النظام البيئي الهش و التنوع البيولوجي الذي ظل يميز مساحة واسعة من البلاد قبل أن يتراجع تحت تأثير عوامل كثيرة منها الاعتداءات المتكررة على مكونات الطبيعة، و التغيرات المناخية المتطرفة التي تكاد تقضي على ما تبقى من الملاذات الطبيعية الآمنة التي بقيت محافظة على بعض من تنوعها البيولوجي ومكوناتها الطبيعية، سواء بالحزام الشمالي الأخضر أو بالهضاب العليا و البر الصحراوي الجنوبي الذي تعيش فيه عدة أنواع من الطيور و الحيوانات المعرضة للمطاردة و الانقراض.
و تراهن وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و معها حماة البيئة و الحياة البرية بالجزائر على رجال الغابات و الدرك الوطني و جمعيات حماية البيئة لصد مجموعات الصيد العشوائي الجائر من خلال الدوريات و عمليات المراقبة في الليل و النهار، حيث مكنت العديد من عمليات المراقبة من الإيقاع بالكثير من شبكات الصيد و الاتجار بالطيور النادرة و المهددة بالانقراض، لكن اتساع رقعة البر الجزائري وتعنت عصابات الصيد والمتاجرة شكل عقبة حقيقية أمام فرق حماية الغابات و حتى الدرك الوطني و الجمارك و حماة البيئة الذين لم يتوقفوا عن دق ناقوس الخطر محذرين من أن العديد من أنواع الثروة الحيوانية ربما ستختفي في غضون السنوات القادمة إذا استمرت العوامل المعادية على ما هي عليه اليوم من تغيرات مناخية و صيد جائرة و تجارة رائجة وفوق كل هذا حرائق تدمر بيئة الطيور والحيوانات وكل مكونات الحياة البرية كل صيف، ومن الصعب تجديد هذه البيئة و العودة إلى سلسلة التكاثر و ترميم التوازن الإيكولوجي المتصدع.
و استنادا الى المديرية العامة للغابات فإن ما لا يقل عن 24 نوعا من الطيور و 20 نوعا من الثدييات محمية بالجزائر و يمنع صيدها، بينما يوجد 23 نوعا من الحيوانات و الطيور المهددة بالانقراض من البر الجزائري مترامي الأطراف، و لذا فإن التحديات المستقبلية كبيرة و تتطلب بذل المزيد من الجهد حتى تتعافى الحياة البرية و يلتئم الصدع الإيكولوجي المثير للقلق.
و أنشطة الصيد، التي عرفها الإنسان منذ القدم، كمصدر للغذاء و كذلك من أجل التقليل من أعداد الحيوانات الضارة بالمحاصيل الزراعية، فإنها أيضا سياحة و ترفيه و رياضة و متعة لكن ممارستها تتطلب المزيد من التنظيم و أخلاقيات الصيد و حماية البيئة، فالصياد مطالب بالمحافظة على البيئة و الصيد الرحيم، و عدم الإضرار بالنباتات عن طريق الحرق و التلويث بالنفايات البلاستيكية، حتى لا تتأذى الطبيعة و تتعافى الحياة البرية التي تعرف تراجعا مقلقا للعديد من الطيور و الثدييات، و حتى النباتات التي كانت تزين الطبيعة في كل الفصول.
و مازالت عصابات الصيد بالجزائر متمادية في إلحاق الأذى بالحياة البرية و لا تتوانى في انتهاك القوانين و أخلاقيات الصيد من خلال الأنشطة الليلية التي تلحق أضرارا كبيرة بالثروة الحيوانية، حيث تستعمل هذه العصابات معدات الصيد الليلي من مركبات و مصابيح كاشفة و فخاخ، و شراك و بنادق صيد، و لا يقتصر نشاطها على الحجل و الأرنب البري و السمان و الزرزور، بل يتعداه إلى طيور و حيوانات أخرى كالثعالب و الذئاب و الخنزير و الضربان و النسور و الغربان و الصقور و البوم، بدافع التسلية و إشباع الرغبة في إبادة الثروة الحيوانية التي تمثل عصب التنوع البيولوجي و التوازن الإيكولوجي الذي يعاني من اختلالات كثيرة بسبب التغيرات المناخية و عبث الإنسان، العدو الأول للطبيعة.
و قد ظل نشاط الصيد البري بالجزائر مجمدا منذ سنة 1995 قبل أن يستأنف من جديد في شهر سبتمبر 2020 بقرار من السلطات العليا للبلاد، وسط إجراءات تنظيمية للمحافظة على البيئة و الحياة البرية.
غرست أزيد من 7 آلاف صنف من الأشجار عبر 5 مواقع بأم البواقي
مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات تندمج في عملية التشجير
نجحت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات بأم البواقي، في كسب الرّهان الذي عُلّق عليها من طرف السلطات الولائية، وتمكنت المؤسسة وفي ظرف وجيز من خلال سلسلة تعاقداتها مع عديد المؤسسات الناشئة المختصة في تشتيل وبيع الأشجار، في تغيير وجه مدينة أم البواقي وإضفاء جمالية أكبر عليها، وتواصل المؤسسة فتوحاتها الخضراء باتجاه بلديات أخرى، بعد نجاح عملية التشجير بمدينة أم البواقي، على الرغم من الصعوبات العديدة التي تواجهها وأبرزها غياب الطاقم البشري المؤهل في مجال التشجير لمتابعة العملية ميدانيا ونقص الإمكانيات المخصصة للتشجير.
أحمد ذيب
مدير المؤسسة بوخالفة خالد وفي لقائه بالنصر، أوضح أنه وفي إطار تحسين المحيط وتهيئة مدينة أم البواقي والتكفل بالمساحات الخضراء وإعادة الاعتبار لها، وتنفيذا لتعليمات والي أم البواقي، وتحت تأطيره باشرت المؤسسة مطلع شهر رمضان المنقضي، عملية تشجير واسعة، أين كانت البداية بمدينة أم البواقي وبدأت في التوسع نحو عديد المدن بالولاية، ومن المتوقع أن تشمل البلديات الكبرى والصغرى، وأضاف المتحدث بأن العملية تكفلت بها مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات وبعض النقاط المرتبطة بها شارك فيها عديد المؤسسات، وبخصوص عملية الغراسة والتشجير التي تتواصل تحت درجات حرارة مرتفعة، وإمكانية تضرر الأشجار والفسائل المغروسة وعدم نجاحها على أرض الواقع، بين المتحدث بأن المؤسسة اتخذت جميع الاحتياطات والترتيبات المناسبة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، أين تم تسطير برنامج لمتابعة العملية بالسقي المتواصل، كما أن المؤسسة ولأجل إنجاح العملية اقتنت نوعية جيدة من الأشجار الملائمة لمناخ المنطقة، وتعاقدت مع عديد المؤسسات المختصة والتي ستتكفل بمرافقة عملية التشجير بالسقي، كما أن التعاقد مع هاته المؤسسات يشترط في أحد بنوده إخضاع الأشجار المغروسة لفترة سنة كضمان، بهدف إنجاح العملية، التي لا تزال متواصلة بعاصمة الولاية وستشمل بقية الأحياء. محدثنا أضاف بأن عملية التشجير تم تسطيرها بعد إتمام حملة كبرى لتنظيف المحيط من رفع للأتربة والأوساخ وإزالة النقاط السوداء ورفع النفايات الصلبة، لتأتي عملية التشجير كتاج على رأس حملة التنظيف الواسعة، أين شملت لغاية اليوم طرق مزدوجة وسط مدينة أم البواقي ومساحات خضراء كانت مهملة وعادت الحياة لها حاليا بفضل مجهودات السلطات الولائية، وتم تخصيص بعضها للعائلات بمقابل مادي للحفاظ عليها وصيانتها، في الوقت الذي تم تجهيز العديد منها بكراسي وتغطية مساحات منها بالعشب الطبيعي.
وبخصوص المبالغ التي رصدتها المؤسسة للعملية، أكد المتحدث بأن العملية تم تجسيدها ويتواصل ذلك من ميزانية الولاية، ويتضمن البرنامج التوجه نحو بلديات أخرى وبنفس النمط، أين تم الانتهاء قبل أيام من تهيئة عديد المساحات الخضراء والنقاط الدائرية بمدينة عين فكرون سواء على مستوى وسط المدينة أو بالمدخل الشرقي لها، كما انطلقت الأشغال بمدينة عين ببوش، أين سيتم تهيئة مساحات خضراء ونقاط دائرية بمدخل المدينة، مع غرس أشجار على حواف الطرقات، كما تجري الإجراءات بالتنسيق مع البلدية لتهيئة مساحات خضراء حضرية بجانب ابتدائيتي شاوي محمد وعزاب لكحل.
وبخصوص الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في عملية التشجير، أشار المتحدث بأنه ونظرا لأن العملية انطلقت مؤخرا بالمدينة ولغرس ثقافة التشجير وسط سكانها، وجه رسالة لسكان المدينة وبعض المدن التي انطلقت بها عمليات مماثلة، لتقديم العون للحفاظ على الأشجار، وكذا تجنب وضع بقايا النفايات الصلبة في أحواض الأشجار، إلى جانب تفادي ما تم تسجيله من تعرض الأشجار والعصي الخشبية المسندة لها للسرقة، ناهيك عن تفادي المشي على المساحات المغروسة تجنبا لكسر الأشجار والشجيرات المحيطة بها، كما أن المؤسسة يضيف مديرها تعرف نقص المعدات نظرا لأن العملية حديثة، وعن أسباب تحول المؤسسة من تسيير مراكز الردم التقني للنفايات إلى إضافة مجال التشجير لنشاط المؤسسة، أوضح المتحدث بأنه وقبل الانخراط في عملية التشجير، بادر مجلس إدارة المؤسسة إلى توسعة نشاط المؤسسة وإضافة نشاط ثانوي يتمثل في تصميم وتسيير وتهيئة المساحات الخضراء، وقبلها تم كذلك توسعة نشاط المؤسسة إلى البناء والأشغال العمومية والتسلية، وبتعديل نشاط المؤسسة تم كذلك تعديل برنامج العمل بالنسبة للموظفين، أين تم استحداث فرقتين للسقي ليلا وفرق أخرى للبستنة والحدائق داخل مراكز المؤسسة وعددها 8 مراكز بالولاية وكذا على مستوى غابة الاستجمام "الصنوبر"، وحاليا عمال المؤسسة يخضعون لعمليات تكوين غير مباشر من خلال الاحتكاك بالمؤسسات المتعاقد معها في مجال الغراسة والتشجير والسقي.
أخصائيون يؤكدون للنصر
التربيــــة البيئيــــة ضروريـــة لتنشئــة جيـل يهتـم بالطبيعــة
تتزايد الحاجة إلى توظيف كل الوسائل العلمية والتربوية فضلا عن تجنيد مختلف الفئات والشرائح العمرية، لمواجهة المخاطر التي تهدد الكوكب وبيئته و الوعي بتغيرات المناخ و مخاطر التلوث الذي أدى إلى اختلال التوازن بشكل كبير، ما يستلزم تنامي الحاجة إلى توعية الأفراد بأهمية المحافظة على المحيط الذي يعيشون فيه، بما في ذلك الأطفال لأنهم جيل المستقبل، وعليه تضاعف الاهتمام بالتربية البيئية التي قد تساهم في حل بعض الأزمات.
عرض الممارسات تجاه الطبيعة بمنظور علمي
قال المتخصص في علم البيئة عزيز ملياني، بأن التربية البيئية تجمع شقين، الجانب العلمي الذي يبحث في ماهية البيئة، وتأثير الإنسان على المناخ، و جانب ثان يتعلق بالممارسات الإنسانية والمشاكل المناخية المترتبة عنها، وكيفية إيجاد حلول لها، إذ أرجع السبب فيها إلى نمط عيش الفرد والخيارات التي يضعها المواطن عند استغلاله للثروات الطبيعية لتلبية حاجياته، فتراكم هذه الخيارات بحسب ملياني، يؤثر سلبا على النظم البيئية وسلاسل الكائنات في الطبيعة سواء النباتية أو الحيوانية.
أما من ناحية المواضيع التي يجب أن يطَّلع عليها الطفل باعتباره عنصرا مؤثرا على الطبيعة، فذكر بأنه من المهم ترتيبها حسب الأولوية الجغرافية حيث تأتي المواضيع المتعلقة بالوسط الذي يعيش فيه على رأس القائمة بداية بتكوين معارف حول المشاكل التي تعاني منها الجزائر كالحرائق ومشكل التصحر و المياه، وإدراكه لأهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية والنباتية، خاصة المتواجدة في الجزائر و حوض البحر الأبيض المتوسط، و في شمال إفريقيا عموما، و الوعي كذلك بقيمة التنوع البيولوجي.وأردف، بأن الطفل يجب أن يكون على إطلاع كاف بالزراعات المستدامة، و بالذات الزراعات الصحراوية التي لا توجد ثقافة علمية كافية حولها حسب ما قاله، فضلا عن الحفاظ على الشتلات وعدم الإسراف في استهلاكها خاصة التي تركها الأجداد كي يدرك طبيعة موارده المستقبلية ثم ينتقل إلى الإلمام بالمشاكل التي يعاني منها العالم كالتغيرات المناخية وما يترتب عنها.
وأوضح ملياني، بأن تربية الأطفال وزيادة وعيهم بضرورة حماية البيئة تكون بالجمع بين جهد الآباء والتأثير على سلوك أطفالهم عبر تقليد تصرفاتهم تجاه البيئة والمحيط، خلال تعاملاتهم اليومية كعدم الإفراط في استخدام البلاستيك، وتجنب رمي النفايات في المساحات الخضراء والمجهودات التي تقوم بها المدرسة من خلال استغلال تفتح هذا الجيل الجديد على المواضيع العلمية وشغفهم باكتساب معلومات ومعارف جديدة.
و ربط المتحدث، بين غياب الثقافة البيئية والاضطرابات النفسية التي أصبح العالم يعاني منها بسبب الهلع من الكوارث الطبيعية، التي تؤدي إلى الوقوع في الاكتئاب والقلق وقد يتفاقم الوضع إلى الانتحار في أغلب الأحيان حسبه، فالاهتمام بمجال التربية البيئية والفهم الصحيح لما يحصل في العالم، فضلا عن الابتعاد عن التهويل يسمح بتفادي هذه الاضطرابات كما يجب إعلام الأطفال بوجود حلول علمية لما يحصل خاصة إذا تم توظيف المعارف التي تحصلوا عليها في الحفاظ على الطبيعة، ويرى ملياني، بأن الاهتمام بالخرجات الميدانية والحملات التحسيسية، يحفز عاطفة الطفل و يضاعف قدرته على إدراك حجم الخطر الذي يتسبب فيه إهمال الطبيعة وتغيير سلوكياته السلبية اتجاهها.
العلم التطبيقي لتعزيز الوعي البيئي
من جانبه، اعتبر رئيس جمعية «إيكو سيرتا» العربي فوتني، بأن الإرث البيئي يتطلب أيضا وعيا بأهميته، وبحسب ما ذكره فإن العملية تبدأ منذ الطفولة، من خلال توفير المعلومات الكافية للأطفال عن المكونات والعناصر المتواجدة في البيئة، فضلا عن الأنواع النباتية والحيوانية المهددة التي يجب الاهتمام بها والحفاظ عليها حتى لا نفقدها، ووصف فوتني الأطفال بأنهم مستقبل العالم و لهذا يجب أن يكونوا مؤهلين لهذه المهمة بتوفير جميع الوسائل والعوامل الأساسية التي تساعدهم في ذلك، كما يجب اعتماد برنامج مواز مع المنهاج الدراسي خاص بالبيئة، يكون مسطرا ودقيقا حتى تكون النتائج أكثر فعالية.وأردف المتحدث، بأن العلم النظري غير كاف لوحده للطفل خاصة وأن هذا الجيل يتميز بشغفه بالتجريب، لهذا يجب اعتماد التثقيف البيئي بأنشطة ترفيهية، واستغلال الميدان في خلق علاقة اتصالية بين الطفل والطبيعة من خلال إعطائه فرصة المبادرة إلى البحث عن المعلومة، وإيجادها ومشاركتها مع زملائه، ومن ثمَّ تبنيها والعمل بها، وهو الأسلوب الذي يراه الناشط الجمعوي في مجال البيئة أفضل بكثير من التلقين الجاف. فبقدر ما تكون عملية التعليم مسلية وتفاعلية يستطيع الطفل حسبه استيعاب أكبر قدر من المعلومات والمواضيع دون إغفال جانب الاستمرارية في تطبيق الأنشطة واعتماد المنهجية الصحيحة، وفق ما ذكره.
أساليب بيداغوجية حديثة
وبحسب فوتني، فإن صعوبة بعض المفاهيم والمصطلحات العلمية الخاصة بمجال البيئة، لا تشكل عائقا للطفل في ظل وجود الأساليب البيداغوجية المناسبة والحديثة لإيصال المعلومات، خاصة وأن هذه الأساليب تتطور كل مرة، لتسهيل و تبسيط العلوم المعقدة وتجزئتها حتى يستطيع الطفل تطبيقها في الوسط الذي يعيش فيه واستيعاب وفهم الظاهرة الطبيعية بطريقة شاملة.وفي هذا السياق عرج للحديث، عن أهمية توفير المورد البشري في مجال التربية البيئية وتأطير الأساتذة من طرف مختصين، مؤكدا على ضرورة إلمامهم بالمعلومات الكافية في هذا الميدان، الذي وصفه بأنه يعرف تطورا هائلا، لهذا يجب أن يملك المؤطر الذي يتعامل مع الطفل نظرة شاملة عن الأنظمة البيئية وما تحتوي عليه، من أنواع نباتية وكائنات حية وأسمائها فضلا عن طرق الحفاظ عليها، والخبرة الكافية في الأساليب البيداغوجية التي تساعد على تعليم الطفل.
كما أكد المتحدث، على ضرورة استغلال العلاقة بين الطفل والتكنولوجيا ومكانتها في حياته اليومية، وتوظيفها في التربية البيئية كإنشاء تطبيقات تعليمية إلكترونية خاصة بالهاتف وجهاز الحاسوب، وأفاد بأن جمعية «إيكو سيرتا» توظف حاليا هذه التقنية التي تُمكِّن الطفل من التعرف على كائنات حية جديدة أو نباتات متواجدة في محيطه، فبعد تصويرها وتحميلها على التطبيق يمنحه كل المعلومات المتعلقة بها، وبحسبه فإن هذه التطبيقات تسهل على الطفل البحث والدراسة والوصول بنفسه إلى المعلومة، كما تجعله مرتبطا بصفة دائمة بالطبيعة وأكثر اهتماما بها، فضلا عن أنها تسمح له بمشاركة المعلومات التي تحصل عليها مع أطفال آخرين يملكون الميولات نفسها وقد يتحول الأمر إلى تكوين شبكة من الباحثين الصغار في المجال البيئي، و أوضح بأن تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة يشكل 80 بالمائة من الوسائل العلمية الموظفة في المجال.وتحدث، عن الدور المهم الذي تلعبه النوادي والجمعيات العلمية في تعزيز الوعي البيئي عند الأطفال، كما أكد على ضرورة تضافر الجهود، لإنشاء مشاريع هادفة تسمح بالقيام بأنشطة وتكوينات تؤثر على المدى القريب والبعيد.
وكشف رئيس جمعية «إيكو سيرتا» عن التحضير لمشروع في مجال حماية البيئة في محيط مدينة قسنطينة، خاصة أسفل واد الرمال، وقال بأن البرنامج سيجمع الأطفال والشباب وسيعمل على تأطيرهم أخصائيون وباحثون في مجال البيئة، من خلال توظيف طرق بيداغوجية لتعريف المشاركين بأهمية المحافظة على الإرث البيئي والتنوع البيولوجي الذي تتميز به المدينة.
إيناس كبير
- التفاصيل
- الزيارات: 1147
مبادرتنا زارت 52 ولاية ونسعى لغرس مليون ونصف مليون شجرة
يكشف صاحب مبادرة «اغرس شجرة» منير حنان ابن ولاية المدية، بأن المبادرة العفوية التي أطلقها رفقة مجموعة من سكان حيه بمدينة قصر البخاري بالمدية، لاقت التفافا واسعا من طرف المواطنين، وتوسعت لتغادر تراب المدية نحو جل ولايات الوطن، مبينا بأن المبادرة التي كانت بدايتها حول «الحي المثالي» توسعت وتحولت إلى «اغرس شجرة» في ظل ما عرفته من مساهمة من المحسنين والخيرين.
أحمد ديب
منير حنان صاحب المبادرة أوضح للنصر بأن الانطلاقة كانت أواخر سنة 2015 وحتى بداية سنة 2016، أين تم الانطلاق في مبادرة «حي نموذجي» بمدينة قصر البخاري بولاية المدية، ونظرا لمناخ المنطقة شبه الصحراوي، فسكان المنطقة رحبوا كثيرا بالمبادرة التي التف حولها عديد الشباب، وكانت البداية بغرس قرابة 20 شجرة، غير أن نجاح العملية، دفع القائمين على المبادرة للخروج نحو الأحياء والشوارع المجاورة والتركيز على الشوارع التي بها محلات تجارية، لدفع أصحاب المحلات لمتابعة الأشجار بالسقي، ثم تم بعد ذلك استهداف المدارس التربوية، لغرس ثقافة التشجير وسط التلاميذ والحفاظ على الأشجار من التكسير، وتحولت المبادرة بعدها إلى ولائية ومست 40 بلدية بولاية المدية من أصل 64 بلدية، وكل ذلك تم بإمكانيات منعدمة، ليكبر بعدها الطموح والهدف أين تم الشروع في غرس الأشجار بمختلف ولايات الوطن، وكانت البداية بالولاية المنتدبة بني عباس التي كانت تابعة لولاية بشار، واليوم توسع المشروع ليشمل 52 ولاية من ولايات الوطن، وتتم عملية اقتناء الأشجار بفضل مساهمة المحسنين، الذين يتم ربطهم بأصحاب المشتلات خاصة بمدينة بوفاريك بولاية البليدة، أين يتم التسديد ويكون بعدها التنقل لجلب الأشجار، وبخصوص التنقلات لمختلف الولايات فيتم في كل مرة التنسيق مع أصحاب الرسائل التي تصل صفحة «اغرس شجرة» على الفايسبوك، ويتم وضع شروط هي نفسها التي تتكرر في كل مرة وتقدم لمن يرغب في استقبال المبادرة بمدينته، وهي الشروط المرتبطة بعملية الغرس، على غرار التحضير المسبق للحفر على أن تكون على خط واحد ومتباعدة بمسافة مدروسة، ناهيك عن ضرورة تركيب نظام السقي بالتقطير حتى يتم ضمان متابعة الأشجار بالسقي، وفي حال وافق صاحب الرسالة يتم التوجه له في البداية بعدد محدود من الأشجار لا يتجاوز 500 شجرة، كمرحلة تجريبية وفي حال تم التأكد من احترام المعني لكل الشروط المحددة، يتم بعدها العودة لنفس المنطقة بعدد أشجار يصل حتى 5 آلاف شجرة.
ويبين محدثنا وهو خريج كلية الهندسة المعمارية بجامعة البليدة دفعة سنة 2013 كمهندس معماري وإطار اليوم بالوكالة الولائية للتحسين والتنظيم العقاريين بولاية المدية، بأن أعضاء مجموعته «اغرس شجرة» هم كذلك إطارات بمؤسسات وإدارات مختلفة على غرار سونلغاز والجزائرية للمياه ومديرية الصحة، وهذا هو العائق الوحيد الذي جعل المبادرة محصورة في عطل نهاية الأسبوع، مؤكدا على أن عمل المجموعة تطوعي ومجاني بشكل كلي، والدور البارز فيه هو للمحسنين الذين يسددون ثمن الأشجار مباشرة للمشتلات، وعبر المتحدث عن فرحته لنجاح مشروع التشجير في عديد ولايات الوطن على غرار بلعباس وغرداية ووادي سوف، مؤكدا بأن متابعة الغرس بعملية السقي، هو العامل المهم في نجاح عملية التشجير بعيدا عن التشجير المناسباتي أمام الكاميرات، وأضاف المتحدث بأن مبادرته اليوم لاقت ترحابا وقبولا واسعين وسط المواطنين من مختلف الفئات، ناهيك على الدعم المعنوي الذي تتلقاه المجموعة وهو العامل الأبرز، الذي يشحن بطاريات أعضائها ويدفعهم للمزيد من الجد والاجتهاد.
وأشار حنان منير أن مجموعته شرعت في عملية تشجير واسعة في ولاية الشلف، في عملية نظمت بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي، وتهدف المبادرة لغرس ما لايقل عن 10 آلاف شجرة، وهي المبادرة الوحيدة المنظمة بالتنسيق مع السلطات المحلية، داعيا السلطات المحلية عبر الولايات التي تشملها مبادرات التشجير للالتفاف حولها، كونها الهيئة التي تحوز الإمكانيات المادية لمتابعة العملية بالسقي والمحافظة على الأشجار من مختلف العوامل، وبخصوص تعداد الأشجار التي تم غرسها لغاية اليوم أضاف المتحدث بأنه يتم غراسة ما بين ألفين إلى 3 آلاف شجرة أسبوعيا، والهدف الأسمى هو غراسة فكرة التشجير لدى الأجيال الصاعدة، والمجموعة ستبادر لمشروع «مشتلة في كل مدرسة» إحياء للنوادي البيئية من جهة وسعيا لتوسيع دائرة التشجير من جهة ثانية، فمجموعته ليس بإمكانها غراسة الجزائر كلها، فهي تسعى لجعل أحياء ومدن نموذجية وتعميم فكرة الغرس والتشجير.
فؤاد معلّى صاحب مبادرة "الجزائر الخضراء"
مشروعنا يتوسع وهدفنا غرس مليون شجرة قبل نهاية العام
يرى فؤاد معلى صاحب مبادرة «الجزائر الخضراء»، أن أحسن وسيلة لزرع ثقافة الغرس والتشجير وسط الأطفال، هي إقامة مشتلة صغيرة في كل بيت، وهي المبادرة التي شرعت فيها صفحة «الجزائر الخضراء» على منصة الفايسبوك، التي أضحت مليونية نتيجة متابعة المواطنين لها، مضيفا بأنه ومجموعة المواطنين المتطوعين معه يسعون لبلوغ رقم مليون شجرة عبر ولايات الوطن، بما في ذلك غرس الأشجار بالمساحات المتضررة من الحرائق في وقت سابق، مشيرا بأن الغابات التي تضررت مؤخرا من الحرائق ستنمو بها الأشجار من جديد.
أحمد ديب
فؤاد معلى الذي رافقته النصر في مبادرته الأولى «أمام كل بيت شجرة» والتي انطلقت عبر أحياء وشوارع مدينة باتنة لتتوسع نحو مختلف بلديات الولاية، كشف في تصريح للنصر بأنه اليوم بمعية مجموعة المتطوعين الذين يرافقونه يوميا لغراسة الأشجار عبر ولايات الوطن، يسعون لغرس مليون شجرة، مؤكدا بأنه يتحدث إلينا وهو يغرس رفقة مجموعته وعديد المواطنين الأشجار بولاية المسيلة بعد أن أنهوا غرس الأشجار بولايتي الجلفة وسعيدة وباتنة، وأضاف المتحدث بأن القائمين على مشروع «الجزائر الخضراء» أسسوا لها مشتلة بمدينة باتنة، وهي التي تمون المشروع بمختلف أصناف الأشجار، إضافة إلى مساهمة الخيرين والمحسنين الذين يتم توجيههم في كل مرة لتسديد مستحقات الأشجار بعد ربطهم بأصحاب المشاتل في ولايتي البليدة والجزائر مباشرة، حتى تكون هناك شفافية في التعامل، وتفاديا لأي شبهات قد تطرح، أين يقوم المحسن بالتواصل مع صاحب المشتلة وصب المبلغ الذي يريد المساهمة به في حساب صاحب المشتلة، ليتم بعد ذلك التوجه لاقتناء الأشجار.
وأضاف المتحدث بأنه اليوم بمعية مجموعة المتطوعين المرافقين له نجحوا في غرس مئات الآلاف من الأشجار بمختلف الأصناف، مبينا بأن التنقل للغراسة بالولايات يكون بعد التنسيق مع المواطنين في كل ولاية، والشرط الوحيد هو المتابعة بالسقي، وفي حال سقط هذا الشرط فلا تتم العملية ولا يكون هناك تنقل حتى يتم هذا الشرط، مضيفا بأنه يؤكد على إنجاح مشتلة في كل بيت وهو الذي لاقى رواجا كبيرا بين العائلات الجزائرية، نظرا للأهمية الكبيرة المرجوة منه، فبمجرد إدخال ثقافة غرس الأشجار والاقتناع بها وسط العائلات، فسيتم آليا متابعة الأشجار خارج محيط السكن والحفاظ عليها، ناهيك على أن حب الشجرة يساهم آليا في غرس الشجرة وسقيها ونظافة المحيط، وأكد محدثنا الذي يطل دوما على صفحته «الجزائر الخضراء» بعبارة «خضراء بإذن الله»، بأن التوفيق من الله عزوجل جعل المبادرة تصل لكل ولايات الوطن، فحتى صفحة المجموعة على منصة الفايسبوك تعدت عتبة المليون متابع بفضل الخيّرين ورجال الخفاء، مشيرا بأن مجموعته التطوعية شرعت في تجسيد مشروع تشجير الغابات على أن تكون الأشجار اقتصادية ومثمرة ومعمرة، وذلك بأن تعود بالفائدة على البلاد والعباد بغرس الأشجار المثمرة والمعمرة وكذا غرس الأصناف المقاومة للجفاف، وتم الإنقاص من نسبة غرس أشجار الصنوبر، والتوجه لغرس أشجار الزيتون والخروب والآرز الأطلسي والبلوط وكذا شجرة التين الشوكي الذي يتم من خلاله الفصل بين غابة وأخرى، مبينا بأن الغابات المتضررة في الحرائق الأخيرة بمختلف ولايات الوطن، ستعرف عودة الأشجار للنمو مجددا، خاصة بالولايات الساحلية أين ستعود الأشجار للحياة بنسبة 90 بالمائة، داعيا كل من يود الغراسة في الغابات أن يتوجه للغابات الفارغة أو تلك التي تضررت من الحرائق في وقت سابق.فؤاد معلى خريج كلية المحروقات بجامعة بومرداس في شعبة الميكانيك، غيّر اليوم موضوع تخصصه كليا أين بات متخصصا وخبيرا في غراسة الأشجار، ويقدم شروحات لمتابعي صفحته الفايسبوكية بالتأكيد في كل مرة أن يتم عند أي عملية غرس احترام تقنيات الحفر والتأكيد على المتابعة بالسقي، وكذا ضرورة أن تُغرس الأشجار بخط مستقيم على أن تحترم مسافة من 5 إلى 6 أمتار بين كل شجرة وكذا احترام ممر الراجلين فلكل مدينة خصوصيتها، مؤكدا في حديثه بأنه وانطلاقا من شهر أكتوبر القادم سيتوجه بمعية مجموعة المتطوعين معه نحو الصحراء الجزائرية، والهدف هذه المرة بلوغ بين 500 ألف إلى مليون شجرة، مؤكدا بأن المبادرة التي أطلقها والمتمثلة في «الجزائر الخضراء» شملت لحد اليوم 58 ولاية بينها ولايات تكررت فيها عمليات الغرس أكثر من مرة.
محدثنا وفي معرض حديثه بدا متفائلا على مستقبل غرس الأشجار في الجزائر، معتبرا بأن الصور التي تصل صفحته «الفايسبوكية» المتعلقة بمبادرة «مشتلة في كل بيت» صور مشجعة للمضي قدما في عملية التشجير، نظرا للإقبال الكبير للعائلات الجزائرية ورغبتهم في التشجير، وحرص المتحدث على التأكيد بأن المبادرات التي تقوم بها مجموعته التطوعية يقف وراءها رجال محسنون مقتنعون بفكرة غراسة الأشجار، ناهيك على مواطنين واقفين في الميدان على غرار من تبنوا مبادرة «سيدي عيسى الخضراء» بولاية المسيلة، وأضاف المتحدث بأن كل العمل الذي يقوم به بمعية مجموعته يعد تطوعا ومجانا، مشيرا بأن التوجه للولايات يكون بعد التواصل مع المواطنين الراغبين في الغراسة، والاستجابة فقط لكل راغب حقيقي في متابعة عملية الغرس بالسقي، وأكد معلى فؤاد بأنه ومجموعته أبدوا استعدادا تامة للمشاركة في مشروع السد الأخضر، أين سيكون التنسيق مع محافظة الغابات لولاية باتنة.
- التفاصيل
- الزيارات: 2223
قال مدير المركز العربي للمناخ، خبير المناخ العربي و الدولي، المهندس أحمد العربيد للنصر، أن منطقة البحر الأبيض المتوسط و المغرب العربي تسجل أعلى إرتفاع للحرارة على الإطلاق، متحدثا عن توقعات لعواصف قوية و خطيرة جدا بالمنطقة و بداية مبكرة لموسم الأمطار مع زيادات في معدل الهطول.
إيمان زياري
أوضح خبير المناخ أحمد العربيد أن البحر الأبيض المتوسط يعاني خلال السنوات الأخيرة من إرتفاع في درجة حرارة سطح الماء، مما ساهم و بشكل كبير في زيادة قوة العواصف و المنخفضات الجوية المتوسطية، مع ارتفاع في نسبة الرطوبة و ما يعرف بالحمل الحراري في المنطقة، و هو ما أكد أنه يفسر الزيادة الملحوظة في عدد الحالات الجوية التي جاءت بعواصف رعدية شديدة، كما تسببت في فيضانات ببعض الدول.
و أضاف الخبير أن ارتفاع درجة حرارة سطح مياه البحر و المحيطات، يعد مصدرا مهما للطاقة التي تغذي العواصف و المنخفضات الجوية و الأعاصير، بحيث يزيد الفارق الحراري ما بين الكتل الهوائية و سطح الماء، كلما زادت حرارة سطح الماء، و بالتالي زيادة عمق المنخفضات الجوية مع زيادة قوة السحب و بالتالي تتحول لتصبح عالية التأثير.
و بشأن ارتفاع درجة حرارة سطح مياه البحر المتوسط، أكد الخبير أن المركز العربي للمناخ و خلال السنوات الثلاث الماضية رصد زيادة ملحوظة في حرارة سطح الماء، مما دفعهم كقائمين على المركز لإطلاق تحذيرات تفيد باحتمال نشوء حالات جوية قوية و عواصف متوسطية خلال الموسم المطري، و هو ما تم تسجيله فعلا بحسب تعبيره، و هي العواصف التي أثرت على دول المغرب العربي و كذا منطقة بلاد الشام و مصر، مضيفا أن بعض المنخفضات الجوية تسببت و بشكل مباشر في رفع آداء بعض المواسم المطرية بمقدار الثلث تقريبا.
و بشأن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة التي تعيشها الجزائر و باقي دول المغرب العربي، قال مدير المركز العربي للمناخ أن المؤسسة سجلت خلال هذا الشهر قفزة كبيرة و غير مسبوقة في حرارة البحر الأبيض المتوسط، و التي فاقت معدلات الحرارة التي كانت تسجل في مثل هذا الوقت من السنة، موضحا أن مناطق واسعة من وسط المتوسط مثل سواحل المغرب العربي و السواحل الإيطالية، قد تجاوزت درجة حرارة سطح الماء بها 35 درجة، مما يعني انحرافا في المعدلات العامة يتجاوز 5 درجات مئوية، فيما بلغ انحراف درجة حرارة سطح الماء لكامل البحر المتوسط عن المعدلات العامة بحوالي 3 درجات مئوية.
توقعات بشتاء مبكر و زيادة معدلات الأمطار و الفيضانات
حذر المهندس أحمد العربيد في حال استمرار هذه الظاهرة حتى بداية ما أسماه بالموسم المطري المقبل، إلى زيادة احتمال نشوء حالات جوية قوية و قياسية بالنظر للارتفاع غير المسبوق لحرارة المتوسط، قائلا أنها مؤشرات تنبئ بتوقعات كثيرة و متغيرة يتوقع أن يتبعها بداية مبكرة للموسم المطري في الدول المطلة و القريبة من البحر المتوسط، إلى جانب توقعات بزيادة معدلات الهطول المطري أثناء الحالات الجوية و ذلك بفعل تزايد نسب الرطوبة الناتجة عن التبخر العالي للمياه.
الخبير الذي تحدث عن زيادة نسب تشكل الضباب في مختلف الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط و القريبة منه ، يطرح احتمال تشكل منخفضات جوية عميقة جدا بنسب أعلى من المعتاد، و التي قال أنها قد تصل إلى مستويات العواصف المتوسطية أو الأعاصير المتوسطية «الميديكان»، مشيرا إلى توقعات زيادة معدلات الأمطار الوميضية و تضاعف مستوى الفيضانات و السيول بشكل أعلى من الموسم الماضي، مع تعاظم احتمالية حدوث العواصف الرعدية القوية و الشديدة و زيادة فرص تساقط زخات البرد بأحجام أكبر من المعتاد.
و بشأن استمرار المنحى التصاعدي لدرجات الحرارة ، أكد الخبير أنه سيتم تسجيل انكسار للأجواء الحارة في بلاد المغرب العربي و بلاد الشام و ذلك من منطقة الشمال مباشرة، أين يتوقع تحرك كتلة هوائية معتدلة الحرارة صوب جنوب أوروبا و البحر الأبيض المتوسط مع نهاية شهر جويلية و بداية شهر أوت، لتنخفض درجات الحرارة بشكل كبير و ملحوظ و تقوم بدفع القبة الحرارية إلى الجنوب، مع تخفيف تأثيرها على مناطق المغرب العربي تحديدا، بعدما تركزت بها لفترة طويلة، متحدثا عن أنه من المتوقع تسجيل تساقط أمطار رعدية في أجزاء من الجزائر، تونس و المغرب، و ذلك إثر نشوء حالة عدم استقرار جوي، قال أنها قد تكون عالية التأثير في دول الجنوب الأوروبي، بينما تعيش دول بلاد الشام أجواء صيفية لطيفة نهارا و معتدلة ليلا.
رئيسة الجمعية الوطنية لترقية ثقافة البيئة و الطاقات المتجددة: القبة الحرارية خلاصة تعديات الإنسان على الطبيعة
حذرت رئيسة الجمعية الوطنية لترقية الثقافة البيئية و الطاقات المتجددة السيدة مليكة بوطاوي، من التأثير السلبي للقبة الحرارية التي تجتاح منذ أسابيع، مجموعة من الدول العربية و دول شمال إفريقيا بدرجة أقل، داعية إلى ضرورة التخلي عن الطاقات التقليدية و العمل على استبدالها بطاقة لا ترفع درجة حرارة الأرض بشكل أكبر من الذي وصلت إليه اليوم.
و قالت الناشطة البيئية و المهتمة بالمناخ، إن العالم يشهد منذ بداية شهر جويلية موجة حر غير عادية، خاصة على مستوى سبعة بلدان عربية معروفة بالجفاف، إلى جانب دول من جنوب أوروبا و شمال إفريقيا بدرجة أقل تأثيرا، مشيرة إلى أن موجة الحر الحالية قد تجاوزت الموجة التي سجلت خلال سنة 2016.
و أوضحت بوطاوي، بأن ظاهرة القبة الحرارية تشكل مصطلحا جديدا فرضته التغيرات المناخية الحاصلة في السنوات الأخيرة، وهي ناتجة عن الاحتباس الحراري و ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون، بفعل اتساع رقعة العمران على حساب الغطاء النباتي و الانبعاثات الناجمة عن المناطق الصناعية وتلف الغابات المسؤولة عن ضخ الأوكسجين.
هكذا تحدث القبة الحرارية
و عرفت المتحدثة، القبة الحرارية على أنها عبارة عن كتلة هوائية شديدة الحرارة تبلغ فيها درجات الحرارة معدلات قصوى، مما يتسبب في أجواء ساخنة غير معتادة و خانقة خاصة عند سيطرتها على مناطق معينة لعدة أيام متتالية، و قد يحدث أن يستمر هذا الضغط لأسابيع، مضيفة، بأن موجات الحارة الحالية تبدأ بأنماط من الضغط الجوي المرتفع المغلق ثم تتحول لتصبح منخفضا جويا حراريا، و هي ظاهرة قالت إنها تتسبب في سيطرة طقس يتميز بدرجات حرارة مرتفعة قياسية على المناطق التي تكون تحته، مضيفة أن درجة الجفاف تزيد من تراكم كتلة الهواء الدافئ في الطبقات العليا للغلاف الجوي، ليصبح الضغط المرتفع أشبه بقبة ساخنة تغطي المنطقة و تؤثر على كل شيء.كما تقوم القبة حسبها، بتشكيل غطاء يعمل على حبس الرياح الدافئة جدا و بالتالي إحداث أجواء مستقرة تترافق مع الهواء الجاف، مع احتمال تشكل سحب و تساقط أمطار عند التقاء الكتلة الهوائية الحارة بهواء رطب بدرجات حرارية منخفضة نسبيا، فيؤدي كل ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قصوى بفعل تدفق التيارات الدافئة وسط القبة الحرارية.
و انتقدت المتحدثة، عدم التعامل مع الظاهرة بشكل جدي ونقص الحملات التحسيسية بخطورة الوضع و أهمية حماية الأفراد الحساسين لمثل هذه الظروف كالصغار والشيوخ و المرضى و غيرهم، في ظل ما اعتبرته تهاونا من قبل المواطنين الذين يجهلون تأثير هذا الحر على الصحة، مشيرة إلى أهمية الانتباه إلى سلبية الزحف الكبير على الشواطئ من طرف كل الفئات العمرية في هذا الوقت الذي يستوجب الاحتماء من الشمس وليس التعرض مباشرة لها. كما دعت إلى أهمية التوعية بخطر الظاهرة المناخية الاستثنائية و إن كانت الجزائر ليست مصنفة ضمن الدول الأكثر تضررا منها، و التعامل معها بحذر.
الاعتماد على الطاقة القديمة يزيد من حرارة الجو
و انتقدت السيدة بوطاوي، الاستخدام المفرط للمكيفات والاستهلاك الكبير للطاقة في هذه الفترة، معتبرة إياه سلوكا خاطئا خاصة و أن المكيفات تؤثر سلبا على صحة الأشخاص، و تعد سببا في استنزاف المخزون الطاقوي، زيادة على أن الحرارة التي تطلقها هذه الأجهزة في الخارج تزيد من حرارة الجو، بما يعني أن استعمال الطاقة القديمة أو الكهرباء سبب في زيادة الحرارة، وعليه ترى بأن التغيرات المناخية الحاصلة وتداعياتها على الحياة تفرض علينا التوجه نحو اعتماد مصادر أخرى للتزود بالطاقة تكون صديقة للبيئة، على غرار الطاقة الشمسية.
وقالت، إن انعكاسات القبة الحرارية لا تقتصر على الإنسان فحسب، بل تمتد إلى النبات خاصة و أنها تتسبب في حرائق الأراضي وتلف المنتوجات الزراعية، كما قد تكون عاملا في نشوب حرائق طبيعية، بما يجعل الخطر واردا و الحذر أكبر، في ظل الدرجات القياسية المسجلة كما تحدثت المختصة البيئية، عن تأثير الظاهرة المناخية على التنوع البيولوجي و التأثير السلبي على كل الكائنات الحية على الأرض.وخلصت إلى أنه في ظل التهاون في التعامل مع التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، فإن العالم يسير نحو ارتفاع أكبر بدرجات الحرارة، بسبب عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة و استعمال الطاقات المتجددة في النسيج الاقتصادي و الحياة اليومية و تحقيق انتقال طاقوي سريع ومضمون. إيمان زياري
النصر تحاور روبوت المحادثة "تشات جي بي تي" حول تغير المناخ: هل ينقذ الذكاءُ الاصطناعي كوكبَ الأرض؟
يشغل تغير المناخ الخبراء أكثر فأكثر حول العالم، بعدما اشتدت آثاره على كوكبنا خلال السنوات الأخيرة في شكل ظواهر مناخية متطرفة فرضت على البشر اللجوء إلى إجراءات التكيف والتخفيف لمواجهة المخاطر المحتملة، لكن ثورة الذكاء الاصطناعي وما جاءت به من تكنولوجيا فائقة الدقة والسرعة، تحيلنا إلى التساؤل عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الآلة والخوارزميات في التنبؤ بالكوارث الطبيعية المدمرة بل وحتى التصدي لها. سؤال تركنا روبوت المحادثة "تشات جي بي تي"، أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يجيب عنه في حوار افتراضي أجرته معه النصر وأثرنا خلاله عددا من القضايا التي كان التطبيق يناقشها بمهارة مدهشة، رغم ما اعترى الإجابات من نقائص تتعلق أساسا بعدم تحديث البيانات التي يستخدمها الروبوت وفق مستجدات العامين الأخيرين.
إعداد: ياسمين بوالجدري
النصر: ما هو التفسير العلمي للظواهر الطبيعية المتطرفة التي يعيشها العالم، من فيضانات وجفاف وحرائق؟
الروبوت: تفسير هذه الظواهر الطبيعية المتطرفة يعتمد على مجموعة من العوامل والعلوم المختلفة. هنا سأقدم لك تفسيرًا علميًا لكل ظاهرة من الفيضانات والجفاف والحرائق.
الفيضانات: يمكن أن تحدث الفيضانات بسبب عدة عوامل. من بينها هطول أمطار غزيرة لفترة طويلة، أو ذوبان الثلوج الكثيفة في الجبال وتصاعد مياه الأنهار. يمكن أن تسهم أيضًا تغيرات في نمط هطول الأمطار المرتبطة بتغير المناخ في حدوث فيضانات متطرفة. قد تزيد التغيرات في المناخ من تكرار وشدة الأحوال الجوية المتطرفة وتسبب في زيادة نسبة الأمطار في فترة زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى فيضانات أكثر شدة وتأثيرًا.
الجفاف: يعتبر تغير المناخ وعملية الاحتباس الحراري من العوامل المهمة في تفسير حدوث الجفاف. قد تؤدي زيادة درجات الحرارة العالمية إلى تبخر أكبر للمياه وتسريع عملية التبخر، مما يؤدي إلى جفاف أكثر انتشارًا. يمكن أن تتأثر أيضًا نماذج توزيع الأمطار بسبب التغيرات في نمط الرياح وتذبذبات الضغط الجوي، وهذا قد يؤدي إلى تغيرات في هطول الأمطار ويتسبب في فترات جفاف متطرفة.
الحرائق: تعد التغيرات في نمط الأمطار والارتفاع في درجات الحرارة عوامل رئيسية في حدوث الحرائق. ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة تبخر المياه وتجفيف النباتات والتربة، مما يجعلها أكثر عرضة للاشتعال.
النصر: أصبح البشر يشعرون أكثـر بمخاطر التغيرات المناخية في العقد الأخير، رغم ذلك هناك نقص في الثقافة البيئية ويستمر الإنسان في تدمير كوكبه. كيف تفسر هذا الأمر؟
الروبوت: التفسير لاستمرار نقص الوعي بالثقافة البيئية وتدمير الإنسان لكوكبه رغم زيادة الوعي بمخاطر التغيرات المناخية ينطوي على عدة عوامل. هنا بعض التفسيرات المحتملة:
النفاق البيئي: على الرغم من أن الوعي بمخاطر التغير المناخي قد زاد، إلا أن بعض الأفراد والمؤسسات لا يتحركون بشكل ملائم لمواجهة تلك المخاطر. يمكن أن يكون هناك تناقض بين القيم والمعتقدات البيئية التي يعتنقها الأفراد وسلوكهم الفعلي وقراراتهم اليومية.الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: قد يكون لدى الأفراد والمجتمعات الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تحد من قدرتهم على اتخاذ إجراءات بيئية. في بعض الحالات، قد يتطلب الاهتمام بالبيئة تضحيات مادية أو تغييرات في أسلوب الحياة، مما قد يكون صعبًا على البعض تحمله.
عدم الوعي الكافي بالحلول: قد يكون هناك نقص في الوعي بالحلول الممكنة والمتاحة للتغيرات المناخية. قد يكون هناك عدم فهم للتأثيرات البيئية لسلوكياتنا اليومية وعدم الوعي بالبدائل البيئية المتاحة.
تأخر التغيير السياسي والتشريعات: قد يكون هناك تأخر في التغيير السياسي وتبني التشريعات والسياسات اللازمة للتصدي للتغيرات المناخية. قد تكون هناك مقاومة من مصالح مؤسسات قوية تستفيد من الأنظمة القائمة، مما يجعل من الصعب تنفيذ التغييرات اللازمة.
النصر: هل كوكب الأرض في خطر؟
الروبوت: نعم، كوكب الأرض يواجه تحديات وتهديدات كبيرة تؤثر على البيئة والتوازن البيولوجي. التغير المناخي، فقدان التنوع البيولوجي، التلوث البيئي، التدهور البيئي، الاستنزاف المستدام للموارد الطبيعية، تلوث المياه والهواء، وتدهور الأراضي الزراعية هي بعض المشاكل التي تؤثر على صحة كوكب الأرض وتهدد استدامته.
من المهم أن ندرك أن هذه التحديات تتطلب تعاوناً عالمياً وجهوداً مشتركة لحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. يجب علينا اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الطاقة المتجددة، وحماية المناطق الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتشجيع الابتكار التكنولوجي لتحقيق تنمية مستدامة. علينا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه كوكب الأرض والأجيال القادمة، وأن نتخذ إجراءات حاسمة للحفاظ على صحة البيئة والمحافظة على توازن النظم الإيكولوجية لدينا.
النصر: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن ينقذ كوكب الأرض من أخطار التغير المناخي؟
الروبوت: الذكاء الاصطناعي (AI) يمكن أن يلعب دورًا هامًا في مساعدتنا على مواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ وحماية كوكب الأرض. ومع ذلك، يجب أن نفهم أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي وحده أن يكون الحل الشامل لمشكلة التغير المناخي، بل يجب أن يتم استخدامه كأداة مساعدة في جهودنا الشاملة للحفاظ على البيئة.
إليك بعض الطرق التي يمكن أن يساهم فيها الذكاء الاصطناعي في حماية كوكب الأرض:
نمذجة وتحليل البيانات: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في تحليل كميات ضخمة من البيانات المتعلقة بالمناخ والبيئة. يمكن استخدامه لتوقع النماذج المناخية وتحليل البيانات البيئية لفهم أفضل للتغيرات والتأثيرات على النظم الإيكولوجية.
تحسين كفاءة الطاقة والموارد: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين كفاءة استخدام الطاقة والموارد من خلال تحليل البيانات وتوجيه القرارات لتحسين أنظمة الإضاءة والتدفئة والتبريد وإدارة الشبكات الذكية.
مراقبة ومكافحة حرائق الغابات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة ورصد الحرائق الغابات والكشف عنها في مراحل مبكرة، مما يساعد في الحد من تأثيرها وتوجيه جهود الإطفاء.
تحسين الزراعة المستدامة: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة القطاع الزراعي في تحسين كفاءة الإنتاج وتحديد الاحتياجات المائية
النصر: ما هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تنصح بها لمواجهة تحديات التغير المناخي؟
الروبوت: هناك العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها لمواجهة تحديات التغير المناخي. إليك بعض الأمثلة:
تنبؤات المناخ والطقس: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المناخية والطقسية وإجراء تنبؤات دقيقة للتغيرات المناخية المستقبلية. يمكن أن تساعد هذه التنبؤات في التخطيط للاستجابة واتخاذ القرارات المناسبة للتكيف مع تأثيرات التغير المناخي.
إدارة الطاقة الذكية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة استخدام الطاقة من خلال تحليل البيانات والتحكم الذكي في أنظمة الإضاءة والتدفئة والتبريد. يمكن أن تساعد هذه التطبيقات في تقليل استهلاك الطاقة وبالتالي الحد من الانبعاثات الكربونية.
الزراعة المستدامة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين ممارسات الزراعة المستدامة، مثل تحديد الاحتياجات المائية والتسميد الدقيق والتوجيه في إدارة الآفات والأمراض. يمكن أن يساعد هذا في زيادة الإنتاجية وتقليل النفايات والتأثيرات البيئية السلبية.
تحسين إدارة المياه: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات استهلاك المياه وتوجيه استخدامها بطريقة أكثر فعالية وتوفير المياه. يمكن أن تساعد هذه التطبيقات في تحقيق توازن أفضل بين الطلب على المياه والموارد المتاحة.
رصد وإدارة التلوث: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل مستويات التلوث.
النصر: أعطني أسماء هذه التطبيقات
الروبوت: بالطبع! هنا بعض الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة لمواجهة تحديات التغير المناخي:
ClimateAI يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المناخية التاريخية وتوفير توقعات دقيقة للتغيرات المناخية.
Smart Grids تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الشبكات الذكية تساعد في تحسين إدارة استهلاك الطاقة وتوجيه الإنتاج والتوزيع بطريقة أكثر فعالية ومستدامة.
Precision Agriculture يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات مثل تحديد الاحتياجات المائية والتسميد الدقيق وإدارة الآفات لتحسين إنتاجية الزراعة وتقليل التأثير البيئي.
Water Management Systems يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات استهلاك المياه وتوجيه استخدامها بطريقة فعالة وتحقيق توازن أفضل في إدارة الموارد المائية.
Air Quality Monitoring يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المتعلقة بجودة الهواء ورصد التلوث، مما يساعد في اتخاذ إجراءات لتحسين جودة الهواء والصحة العامة.
Forest Fire Detection يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن حرائق الغابات وتوجيه جهود الإطفاء للحد من الأضرار البيئية والمادية.
هذه مجرد أمثلة قليلة، وهناك العديد من التطبيقات الأخرى التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدتنا في مواجهة تحديات التغير المناخي والحفاظ على كوكب الأرض.
النصر: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات؟
الروبوت: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا في التنبؤ ببعض الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن التنبؤ بالكوارث الطبيعية ليس مهمة سهلة ولا يمكن التنبؤ بنسبة 100 ٪.
تعتمد قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالكوارث الطبيعية على البيانات المتاحة والنماذج الرياضية والخوارزميات المستخدمة. يمكن أن يتم جمع البيانات من مصادر مختلفة مثل أجهزة الاستشعار الجوي والأقمار الاصطناعية وشبكات المراقبة الميدانية.
من خلال تحليل هذه البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن تحديد أنماط ومؤشرات محتملة لحدوث الكوارث الطبيعية. على سبيل المثال، يمكن تحليل الزلازل السابقة والنشاط البركاني وتغيرات النمط المناخي للتنبؤ بحدوث زلازل أو ثوران بركاني.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن التنبؤ بالكوارث الطبيعية لا يزال مجالًا ناشئًا وتحتاج النماذج والأساليب الحالية إلى تحسين مستمر. قد يكون من الصعب تنبؤ بالأحداث الطبيعية النادرة أو المفاجئة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم دمج التنبؤات الناشئة بالكوارث الطبيعية مع نظم الإنذار المبكر وخطط الطوارئ المناسبة لتعزيز السلامة العامة والتخفيف من التأثيرات السلبية لتلك الكوارث.
النصر: هل سيكون التنبؤ ممكنا في المستقبل؟
الروبوت: نعم، من المتوقع أن يستمر التطور في مجال التنبؤ بالكوارث في المستقبل بفضل التقدم التكنولوجي والتطور في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليل الضخم للبيانات. ستساهم تقنيات مثل تعلم الآلة والشبكات العصبية العميقة والتحليل الإحصائي المتقدم في تحسين قدرتنا على التنبؤ بالكوارث الطبيعية.
مع زيادة كمية البيانات المتاحة وتحسن التقنيات في مجال جمع البيانات وتحليلها، ستتاح لنا فرصة أكبر لتطوير نماذج تنبؤ دقيقة للكوارث الطبيعية. قد يتم تطبيق التنبؤات الناشئة في أنظمة الإنذار المبكر وتخطيط الطوارئ واتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل أفضل.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن التنبؤ بالكوارث الطبيعية ما زال يتضمن العديد من التحديات، بما في ذلك تعقيد الأنظمة البيئية والتفاوت في جودة وكمية البيانات المتاحة والتغيرات المستمرة في البيئة والظروف المناخية. لذلك، فإن التطور المستمر والاستثمار في البحث والتطوير في هذا المجال سيكون ضروريًا لتحقيق تقدم أكبر في قدرتنا على التنبؤ بالكوارث الطبيعية في المستقبل.
النصر: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعد على إنقاذ كوكب الأرض في المستقبل؟
الروبوت: تحديد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع أن ينقذ كوكب الأرض أم لا هو سؤال معقد ويتضمن عوامل متعددة. الذكاء الاصطناعي قد يلعب دورًا هامًا في مساعدتنا على مواجهة تحديات التغير المناخي والحد من تأثيراته، ولكنه ليس الحل الوحيد ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل حصري.
التغير المناخي يشمل جوانب علمية واجتماعية واقتصادية وسياسية. يتطلب معالجة هذا التحدي تنسيقا وجهودا مشتركة من المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات والأفراد. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتنبؤات وتوجيه صنع القرارات، وهذا يمكن أن يساهم في تطوير استراتيجيات فعالة للحد من تأثيرات التغير المناخي.
ومع ذلك، هناك عوامل أخرى تؤثر في مستقبل كوكب الأرض، مثل سياسات حماية البيئة، والتزام الشركات بالاستدامة، وتبني أساليب حياة مستدامة من قبل الأفراد. إذا تم دمج الذكاء الاصطناعي مع هذه العوامل وتوجيهه نحو الحلول المستدامة، فقد يكون للذكاء الاصطناعي دور هام في المساهمة في إنقاذ كوكب الأرض من آثار التغير المناخي.
ي.ب
- التفاصيل
- الزيارات: 2515
مشاريع بحثية لإدارة المخاطر و الحد من فوضى العمران
أطلق مركز البحث في تهيئة الإقليم بقسنطينة، خلال سنتين من افتتاحه مشاريع بحثية مهمة، لإدارة المخاطر الطبيعية وإيجاد حلول علمية استباقية، إلى جانب الحد من فوضى العمران و تطويره بالتركيز على علوم البيئة الحضرية. كما يعكف خبراء المركز، على دراسة سبل اعتماد الزراعة في أسطح العمارات، حسب ما أطلعنا عليه خلال زيارة للمنشأة، التي تتوفر أيضا على فريق بحث مختص في الهندسة والآثار، قطع بدوره أشواطا في رقمنة معالم أثرية و تاريخية و تخصيص زيارات افتراضية لمؤسسات متحفية مثل قصر أحمد باي و مواقع أثرية كالأقواس الرومانية وذلك بالاعتماد على تقنيات جد متطورة، لبعث ما أسموه « السياحة الإلكترونية».
إعداد: أسماء بوقرن
دخل المركز الواقع بمجمع زواغي سليمان بقسنطينة، حيز الخدمة سنة 2019 و يضم 16 باحثا، و يؤدي أربع مهام محورية موزعة على أربعة أقسام، ممثلة في قسم الوقاية والتخفيف من الكوارث الطبيعية، و قسم التعمير و التنمية العمرانية، و كذا قسم إدارة الموارد الطبيعية و حمايتها و قسم آخر سيستحدث قريبا و هو حلقة مهمة تربط كل الأقسام، مهمته التشخيص العمراني و الإقليمي، وتقديم نماذج رقمية بحسب متطلبات كل مصلحة أخرى باعتماد الذكاء الاصطناعي، و حسب الأمين العام للمركز حمزة بوفريوة فإن السعي حثيث لتطوير حلول علمية تستجيب لتطلعات المجتمع، بالتعاون مع شركاء من مختلف القطاعات على المستوى الوطني الإقليمي أو الدولي.
معايير دقيقة لانتقاء المشاريع البحثية
استهلت زيارتنا إلى هذا الصرح العلمي، من قسم الوقاية والتخفيف من الكوارث الطبيعية، أين استقبلنا رئيسه البروفيسور توفيق مصطفاوي، ليقدم لنا توضيحا يتعلق بكيفية إعداد المشاريع البحثية قبل التفصيل في مهام القسم وما يتم إنجازه من بحوث علمية، قائلا بأن فريق البحث يقدم اقتراحات و يضع مخطط عمل لكل للمقترح، يناقشه مجلس علمي يضم باحثين جزائريين من داخل و خارج الوطن يقيمون المقترح مع النظر فيما إذا كان يتماشى و التوجهات العلمية للمركز، ثم تتم الموافقة عليه أو رفضه على ضوء ذلك، علما أن هناك مشاريع خاصة بالمركز لفهم و تحليل ظاهرة معينة و توفير قاعدة بيانات بخصوصها تحسبا لأي طارئ.
و هناك مشاريع وطنية متعلقة أساسا بتوجهات الدولة مثلا في مجال الأمن الغذائي، حيث تحدد هذه المشاريع البحثية كل سنة، مع إشراك القطاع الاجتماعي و الاقتصادي لطرح الإشكالية التي يواجهها، لإنجاز مشروع مشترك تتبناه الدولة، كما يستجيب المركز لطلب مصالح الولاية لإيجاد حلول في أمر ما.
و تضم البرامج الوطنية للبحث، حسب البروفيسور الصيفي مرداس، رئيس قسم إدارة الموارد الطبيعية و حمايتها مجموعة بحث تابعة لمؤسسة التعليم العالي سواء جامعة أو مركز أبحاث، و أخرى تابعة للشريك الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا بخصوص معايير انتقاء المشروع، إلى أنه يشترط أن يتسم بدرجة نضج تتجاوز الأربع أو خمس درجات، يحددها خبراء المجلس العلمي، و تكون الموافقة ومن ثم منح التمويل عند التأكد من أن المشروع البحثي سيقدم حقا حلا ملموسا يعود بالفائدة على الدولة.
وأضاف، أنه بإمكان المركز المشاركة في مشاريع ذات طابع دولي، و في هذه الحالة قد يصل مستوى نضج المشروع إلى ست أو سبع درجات، و يكون التمويل أكبر و يصل إلى ما بين 200 ألف إلى مليون يورو، تشمل تمويلا خارجيا، وهو ما يضمن دعما للمركز لتطوير البحث العلمي.
تخطيط للطوارئ و خرائط استشرافية
يقول البروفيسور توفيق مصطفاوي، إن البحث عن الحلول للمخاطر التي يواجهها الإقليم مثل الكوارث الطبيعية، يقوم على تحديد نوعية المخاطر و موقعها، و تحديد درجات الخطورة أو التأثير، خاصة ما له تأثير بالدرجة الأولى على العامل البشري ثم البنية التحتية، و القيام بوضع خرائط و دراسة الأسباب و تصنيف تلك المواقع بحسب درجة الخطورة، مع تقييم معمق للمخاطر الخاصة بكل منطقة من خلال تحليل البيانات التاريخية و الجغرافية و المناخ ما يساعد على فهم المخاطر المحتملة و تحديد التدابير الوقائية، و كذا التخطيط للطوارئ و وضع خرائط استشرافية للتعامل مع مختلف السيناريوهات.
و يتضمن التخطيط للطوارئ، حسب مدير البحث المكلف بالمخاطر الطبيعية، إجراءات الإجلاء و أنظمة التنبيه المبكر وملاجئ الطوارئ و خطط الاتصال و التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، مع وضع لوائح و رموز للبناء تحدد معايير البناء المقاومة للزلازل و غيرها، و كذا انشاء أنظمة مراقبة لاكتشاف علامات المخاطر الطبيعية، مؤكدا بأن تخطيط التنظيم العمراني من المحاور المهمة للمركز و تحديدا قسم إدارة المخاطر، حيث يساعد التخطيط الجيد لاستعمال الأراضي في تقليل المخاطر الطبيعية و الاستعداد للكوارث.
بحوث خاصة بتحديد المناطق الحساسة بقسنطينة
و أشار البروفيسور، إلى أن هناك مشاريع بحثية خاصة بولاية قسنطينة، لتحديد المناطق الحساسة التي تتوقع فيها الفيضانات مع دراسة الأسباب، فضلا عن مخاطر انزلاق التربة و على مستوى الولاية، موضحا بأن نوعية التربة في المنطقة ينقصها عنصر المغنزيوم الذي يجعلها متماسكة، لذا تشكل خطورة عند تشبعها بالمياه، مردفا بأن الأبحاث تمكن من وضع خرائط تحدد خصوصية كل منطقة لمنح رخص بناء وفق دراسات علمية دقيقة.
وأشار إلى أن الباحثين على مستوى المركز يقومون بإعداد سيناريوهات في التعمير و إعداد بطاقات استعمال الأراضي و تحديد الأراضي الصالحة للزراعة و البناء و إنشاء مناطق صناعية و تحديد مواقع إنجاز محطات التزود بالوقود وفق معايير مدروسة، و تقييم درجات الخطورة في كل منطقة في حال تسجيل كوارث طبيعية.
ولباحث من المركز دراسة مهمة، حول مخاطر التصحر في الجزائر، تخص خريطة جديدة للتصحر تظهر خطر تدهور الأراضي على مستوى مدن الشمال و تسمح بتحديد المناطق الحساسة، وهو عمل موجه للجهات ذات الاختصاص يمكن على ضوئه ضبط برامج التنمية و التصحيح، علما أن مهام المركز تشمل تحديد المخاطر بكل منطقة لاتخاذ إجراءات استباقية، و مساعدة السلطات على اتخاذ القرار الصائب.
و أكد المتحدث، بأن وضع خرائط وفق بحوث علمية يجنب عديد المخاطر، على غرار الحرائق و كشف بأن القسم باشر عمله على مستوى ولاية تبسة ثم سوق أهراس.
تطوير العمران من استراتيجيات البحث
و من مهام فريق بحث قسم التعمير و التنمية العمرانية بالمركز، تطوير العمران و الحد من فوضى البناء، وهو قسم يرأسه مدير البحث جمال رحام، الذي تحدث عن الأبحاث المسطرة في إطار التنمية العمرانية، مؤكدا بأن الحد من فوضى العمران وتطويره هدف أسمى، يبدأ تحقيقه بمقترحات تخص مناطق التوسعات العمرانية و تحديد خصوصية الأراضي في المنطقة، قبل تقسيم مواقع البناء الفردي والعمارات و الفضاءات التجارية، ثم وضع مخطط للمنشآت و المباني و الحرص على مراعاة الخصوصية الثقافية للمجتمع و إبراز الهوية الجزائرية في المخططات العمرانية و احترام طبيعة مناخ كل منطقة و خصوصيتها الثقافية، مع تقديم نظرة استشرافية، تتعلق مثلا بتوزيع السكان على مدى عشر سنوات، و إعطاء حلول لضمان نوع من التوازن بين الشمال و الجنوب و تقليل الضغط على المدن الساحلية، واقتراح سبل إيكولوجية وفق خصوصية كل جهة من الوطن.
أفكار للزراعة الحضرية و دراسات عن التغير المناخي
كما يهتم قسم إدارة الموارد الطبيعية و حمايتها، حسب مسؤوله الصيفي مرداس بإدارة الموارد الطبيعية و دراسة التربة و السهوب و حماية الغابات و توزيعها و وضع خرائط للموارد الطبيعية و بحث التطور العمراني على حساب الأراضي الزراعية عن طريق الخرائط، و تتداخل مهامه مع باقي أقسام المركز، في بحث طرق الوقاية من حرائق الغابات، حيث تم إعداد منشور علمي بخصوص الحريق الذي شب في بجاية و تيزي وزو، و إجراء أبحاث لدراسة الأنظمة البيئية السهبية، كما أبرمت اتفاقية مع المحافظة السامية لتطوير السهوب في الجلفة، لمعرفة كمية الكربون المحبوس في الأنظمة السهبية، إلى جانب التعاون مع جامعات في إطار إنجاز دراسة حول التغير المناخي. وقال مدير البحث المكلف بالقسم، بأن هناك محورا بحثيا مهما يتعلق بعلم البيئة الحضري و الزراعة الحضرية لوضع آليات علمية للزراعة فوق الأسطح لتنظيف الجو من أوكسيد الكربون و تلطيفه بما يخفض درجة الحرارة و يقلل استعمال المكيفات الهوائية، فضلا عن وضع خلايا نحل، و أكد المتحدث، أن المركز يقوم بدراسة علمية حول ثلاث حدائق على مستوى قسنطينة، منها حديقة بن ناصر وباردو، تركز على التنوع البيولوجي للنباتات المزروعة و أصل النباتات، وقد بينت الدراسة أن أغلب النباتات المغروسة مستوردة من خارج الوطن، و يعكف فريق البحث على تقديم حلول في هذا المجال بما يسمح باستغلال التنوع النباتي الموجود موضحا أن إنجاز كل المحاور البحثية المسطرة مرهون بتوفر عدد أكبر من الباحثين.
رقمنة مخططات معالم التراث المادي
من جانب آخر، حقق فريق البحث المكلف بالهندسة و الآثار تقدما فيما يخص رقمنة مخططات مواقع أثرية و قطاعات محفوظة، بما في ذلك المدينة القديمة « السويقة» و هو ما تحدثت بخصوصه مسؤولة الفريق الدكتورة مريم صغيري مختصة في الهندسة المعمارية و الآثار، قائلة، بأن المركز يعد أول هيئة علمية على مستوى الوطن تعمل على رقمنة قطاع الثقافة، باعتماد تكنولوجيات و تقنيات عالية الدقة وتخصيص زيارات افتراضية في إطار السياحة الإلكترونية للتعريف بالموروث الثقافي، مع إمكانية عرض معلومات و صور قديمة للمكان، ناهيك عن تسجيل أشرطة وثائقية تحتوي على تعليق صوتي بهدف توفير قاعدة بيانات وتنشيط السياحة.
و يعتمد فريق البحث على التكنولوجيات الجديدة في الترويج لقسنطينة و الجزائر عموما، حيث نجح في استخدام جهاز سكانير ثلاثي الأبعاد منذ سنة، و رقمنة مخططات مواقع أثرية و توفير نسخ رقمية لها عبر الإنترنيت، و كانت أول تجربة في قصر الحاج أحمد باي، ثم الأقواس الرومانية على أن يجهز مخطط رقمي لضريح ماسنيسا في غضون 15 يوما.
كما تم تخصيص زيارات افتراضية من خلال توفير نسخ إلكترونية عبر موقع «كراك دي زاد»، تسمح للزائر بالدخول إلى الموقع و الاستفادة من زيارة مجانية، و تعد كما أفاد الدكتور ياسر نسيم بن زقوطة، مختص في الهندسة المعمارية و العمران و أحد العناصر الدائمة بالفريق تجربة رائدة في الولاية، فبمجرد النقر على الفضاء المطلوب تقدم بطاقة تقنية مفصلة عنه مع صورة قديمة للمكان بجودة رقمية عالية «3 دي فيستا»، وهو نظام معتمد في المتاحف العالمية.
تتوفر المعلومات بثلاث لغات و يمكن للزائر أن يلج خلال الزيارة الافتراضية، إلى أماكن يصعب الوصول إليها في الواقع، حيث تحافظ التقنية على خصائص الموقع، مشيرا إلى أن المعطيات أظهرت انبهار أجانب بقصر الباي و الاستفسار عن مكان تواجده، حيث تم تسجيل ألفي زائر في مدة ساعتين، من داخل الوطن ومن كندا و أمريكا و روسيا وفرنسا وبلجيكا ودبي وقطر. يضم القسم كذلك ثلاثة عناصر دائمين في الهندسة المعمارية و الإعلام الآلي و الهندسة المدنية و الطوبوغرافيا فضلا عن باحثين غير دائمين لدراسة التأثيرات المناخية والتغيرات الطارئة و يعمل الفريق على وضع بطاقة سياحية رقمية تضم مختلف المواقع الأثرية و التاريخية لتسهيل تنقلات السائح، و أردف عبد العزيز دباش، مختص في الهندسة المدنية و طوبوغرافيا، بأن فريق البحث يوفر قاعدة بيانات رقمية دقيقة حول كل ما يتعلق بالمعلم و أرشيفا ثقافيا وبإمكان الزائر للمعلم الحصول على أدق المقاسات بمجرد النقر على الفضاء المطلوب، كالنقر مثلا على بلاطة الزليج لمعرفة أبعادها، ما يسهل مهام الباحثين في مجال الزلازل و يمكنهم من وضع خرائط طوارئ دون التنقل إلى المعلم.
نحو توظيف الذكاء الاصطناعي
أكد مدير المركز السيد شوقي بن عباس للنصر، عن قرب استحداث قسم خاص بالتشخيص العمراني و الإقليمي باعتماد الذكاء الاصطناعي، و يعد حلقة مهمة في المركز لوضع نماذج نظرية رقمية مناسبة لكل مشروع بحثي والحصول على نظرة استباقية.
يعتمد المشروع أساسا على مختصين في الإعلام الآلي ويقدم محاكاة إلى غاية سنة 2030، مضيفا بأن مركز البحث في تهيئة الإقليم يعد فاعلا أساسيا في كل السياسات والمشاريع الاستراتيجية المتعلقة بتهيئة و تطوير الأقاليم حيث يسعى إلى جمع الكفاءات العلمية الوطنية من الجامعات و المدارس العليا و مخابر البحث بالشراكة مع المحيط الاجتماعي و الاقتصادي لتحقيق تطلعات الدولة الجزائرية في إطار تثمين نتائج البحث العلمي و وضعها في الخدمة، كما يؤدي دور التوعية و التحسيس بالمخاطر الطبيعية مع الاهتمام بجانب التكوين، من خلال برمجة دورات يشرف عليها باحثون من المركز لفائدة موظفي الأقسام التقنية على مستوى الإدارات المحلية و المجالس المنتخبة و مختلف القطاعات.
أ ب
قدمتها طالبات بجامعة قسنطينة 3
تقنيات مبتكرة لمعالجة المياه وتحويل البقايا إلى سماد
اقترحت ثلاث طالبات دكتوراه و ماستر تخصص هندسة البيئة بكلية هندسة الطرائق بجامعة قسنطينة 3، حلولا علمية تطبيقية تساعد في معالجة المياه المستعملة بنسبة مئة بالمائة، عن طريق تقنيات مبتكرة و توظيف مواد بيولوجية، ليستخدم مجددا في سقي المحاصيل الزراعية و تزويد المصانع، فيما يتم الاحتفاظ بالمواد الملوثة و البقايا المصفاة، لمعالجتها و تحويلها إلى سماد عضوي لتحسين المنتوج الزراعي، حيث قدمن نماذج علمية لتجسد المشروع.
أسماء بوقرن
حلول للحفاظ على البيئة وحماية الإنسان من السرطان
قدمت طالبة السنة ثالثة دكتوراه هندسة بيئة، عبير حسناوي، نموذجا يوضح التقنيات المبتكرة لمعالجة مياه المصانع المختصة في صناعة الألبسة، و التي لها ضرر كبير على البيئة و الثروة الحيوانية و النباتية و حتى على المحيطات والثروة السمكية إذ تتسبب كما أوضحت للنصر، في نفوق الأسماك، ناهيك عما يترتب عن مخلفاتها من أمراض جلدية و سرطانات، مشيرة إلى أن صناعة النسيج من أكبر الصناعات الملوثة للمياه، حيث يتم تصريف الملوثات الناتجة عن عمليات غسل وتنظيف الأقمشة والصباغة والتشطيبات في المحيطات والأنهار، علما أن هذه المياه تحتوي على مخلفات كيميائية سامة وملوثات عضوية قد تؤثر سلبا على النظام البيئي وتهدد صحة الإنسان، وتعد خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد العالمية.
و للمساهمة في حل المشكلة، اقترحت الطالبة تقنيات متقدمة ضمن مشروع علمي، تحت إشراف البروفيسور شيخي مصطفى، تتمثل في التكثيف الكهروكيميائي للترشيح الدقيق للأغشية في معالجة مياه الصرف الناتجة عن صناعة الملاب، بحيث يستخدم التكثيف الكهروكيميائي تفاعلات كهربائية لتكثيف المواد العضوية والمعادن الموجودة في الماء، و هي تقنيات مبتكرة قالت الطالبة، إنها تساهم في حماية البيئة وصحة الإنسان.
و قدمت محدثتنا، شروحات مفصلة عن البحث، الذي أثمر على نتائج ممتازة حسبها، قائلة بأن استعمال هذه التقنية في معالجة مياه مصانع الأقمشة يتم عن طريق تطبيق تيار كهربائي عبر أقطاب معينة في الوسط المائي، مما يؤدي إلى تجميع المواد الملوثة، بعد ذلك يتم تطبيق الترشيح الدقيق وتُستخدم هذه التقنية لفصل الجسيمات والمواد الغروية من السوائل أو الغازات بالاعتماد على «غشاء نصف نفاذ» و يتم تطبيق الضغط على السائل أو الغاز المراد ترشيحه لتمريره من خلال المسامات الضيقة في الغشاء، مما يسمح بفصل الجسيمات الكبيرة والمواد الغروية عن المركبات الأصلية مشيرة إلى أنه تم استعمال الغشاء السيراميكي في هذه الحالة.
و أوضحت، بأن هذا النوع من الأغشية يتميز بفعاليته في عملية الترشيح الدقيق للسوائل و بمقاومته العالية للتآكل والحرارة والتحمل الكيميائي، مما يجعله مناسبا للعديد من التطبيقات في مجال معالجة المياه والصناعات الكيميائية والصناعات الأخرى، لإزالة المواد الكيميائية والجسيمات الصلبة الدقيقة من الماء بنسبة مئة بالمائة. مضيفة بأن الهدف من ذلك تمثل في إعادة تدوير الماء لاستخدامات أخرى كالري و السقي.
محطة متطورة لتصفية المياه و استعمالها في الزراعة
من جانبها، قدمت الطالبة الجامعية لينة خلود شعلال، ماستر هندسة بيئة، مشروع بحث علمي، سعت من خلاله لدراسة آليات حديثة لتصفية و معالجة المياه، يتمثل في محطة متطورة تعمل بتقنيات حديثة، لتصفية المياه المستعملة لإعادة استخدامها في ري المحاصيل الزراعية، و كذا اعتمادها في المؤسسات الصناعية.
وعرضت الطالبة تصميما نموذجيا لمحطة خاصة بتصفية المياه المستعملة، و شرحت من خلاله مراحل المعالجة والتقنيات المعتمدة لتسهيل العملية و ضمان نجاعتها والمحطة حسب المتحدثة، موصولة بقنوات للمياه غير الصالحة و الموصولة بدورها بمحركات و معدات حديثة تقوم بتنقية المياه من القاذورات كبيرة الحجم، لتحول بعدها إلى المعالجة للتخلص من الرواسب المرئية، بواسطة أداة مزودة بشفرات كبيرة، ثم يحول الماء في مرحلة ثالثة نحو جهاز تصفية الزيوت و الرمل. كما تعتمد المحطة في المرحلة الرابعة من المعالجة، على معدات متطورة مزودة بصفائح بلاستيكية، تعمل على تنقية المياه من المواد الدقيقة، مشيرة إلى أنها مرحلة مهمة في المعالجة و التصفية، و ترتكز أساسا على وظيفة الصفائح التي كلما كان عددها أكبر و موضوعة بدقة و مفتوحة على زاوية قائمة 90 درجة أو زاوية حادة، كلما كانت نتيجة تصفية المواد العالقة أنجع. و أوضحت أن نموذج المحطة مزود بأربعة خزانات للمياه بها مسارات تهوية و كائنات حية دقيقة تمتص الأوكسجين الموجود في الماء، في المقابل تؤدي المحطة دور معالجة المواد و البقايا المستخرجة، و ذلك بالاعتماد على تقنية الحرق لتقليص درجة التلوث التي تؤثر على المحيط، كما يتم اعتماد مراحل و تقنيات أخرى لمعالجتها و تحويلها إلى سماد عضوي يستخدم في عمليات الزراعة.و تتواصل في المقابل، عملية المعالجة الخاصة بالمياه المستعملة، و التي تمر عبر تسع مراحل مهمة و دقيقة، إلى غاية بلوغ المرحلة الأخيرة، حيث يصبح الماء نقيا حينها ويوجه من خلال قنوات موصولة بمجرى مائي يستعمل لري المحاصيل الزراعية، ويساعد في تحسين جودة المنتوج وضمان سلامته. و أوضحت المتحدثة، بأن المحطة تؤدي دور معالج مختلف للمياه الملوثة، مهما كانت درجة تلوثها، لتستعمل مجددا في سقي المحاصيل الزراعية، و كذا في المصانع التي تستهلك كمية معتبرة من المياه، حيث تمكن العملية من التقليل من استهلاك المياه الصالحة وتقلل من التكاليف أيضا.
وقالت الطالبة، إن فكرة المشروع تعود للدكتورة وفاء عاشوري، و ذلك في إطار البحث عن حلول علمية للحفاظ على البيئة عبر تثمين النفايات، و على هذا الأساس، تم إنجاز نموذج للمحطة بمواد معاد رسكلتها، قليلة التكلفة عبر استعمال الكرتون و أكواب بلاستيكية مستعملة، ومادة البلوستير و أشياء أخرى.
المعالجة البيولوجية للمياه حل ناجع
كما قدمت حياة زروق، طالبة بكلية هندسة الطرائق تخصص هندسة البيئة، نموذجا مشابها لمحطة تصفية للمياه المستعملة في المنازل و المصانع. تتربع المحطة على مساحة كبيرة وهي مزودة بمعدات لتصفيات المواد العالقة، وتقوم العملية عموما على تصفية الرمل، ثم إضافة مواد مهمة لفصل العناصر الموجودة في الميالة كمرحلة ثالثة، ليتم بعدها التخلص من الشوائب و المواد الضارة و الاحتفاظ بالتركيبة الأساسية المفيدة. ويعتمد المشروع على تقنيات حديثة للتخلص من الألوان الناجمة عن ترسب البقايا، وذلك للحصول على ماء طبيعي بعدها يتم الانتقال إلى مرحلة مهمة جدا و هي المعالجة البيولوجية، بإضافة البيكتيريا للقضاء على الفيروسات والميكروبات كما أوضحت، و هي مرحلة تستدعي توفير الهواء و تخصيص الشروط اللازمة و الآليات التي تعمل على ضمانه بالمعدل المطلوب، بعدها يضاف كل من الكلور و الآزوت، ليصبح الماء صالحا للاستعمال في الطبيعة، وقالت صاحبة المشروع، بأنها قدمته في إطار السعي لإيجاد حلول للمياه الملوثة و إعادة تثمينها، مع تقديم نموذج أولي مصنوع من مواد مرسكلة.
يهدف البحث حسبها، إلى إعادة استعمال المياه غير الصالحة و تثمين النفايات، بما فيها الصلبة العالقة بالمياه المستعملة ومعالجتها للحصول على أسمدة، تساعد وفرتها على تقليص فاتورة الاستيراد.
أ ب
- التفاصيل
- الزيارات: 1737
الكيمياء الخضراء لامتصاص بقايا مصانع الأقمشة
قدمت ثلاث طالبات من كلية هندسة الطرائق بجامعة قسنطينة 03، بحثا بيئيا في إطار مشروع تخرج سنة ثانية ماستر هندسة كيميائية، وهو عبارة عن دراسة تطبيقية تتعلق بمعالجة المياه من الملوثات العضوية الناجمة عن ملونات بقايا الأقمشة، التي ترمى بشكل عشوائي في الأودية و البحر، وتوصلن من خلالها إلى ابتكار حلول تدرس في خانة ما يعرف بالكيمياء الخضراء، تخص عمليات أكسدة متقدمة تقضي تماما على التلوث الذي يهدد النبات و الثروة المائية و البيئة عموما و صحة الإنسان خصوصا.
أسماء بوقرن
نسومر بن قيقاقية و سندس بوشريبة و آية بوفريوة، طالبات هندسة كيمائية، اخترن رفقة مؤطرهن البروفيسور سليمان مرواني، إجراء دراسة علمية في إطار الكيمياء الخضراء تهدف إلى تكريس استعمال مواد كيميائية غير مضرة بالبيئة و الصحة للقضاء على الملوثات ومعالجة اختلال التوازن البيئي، وتحدثن للنصر، عن بحثهن معربات عن سعادتهن بالنتائج المبهرة التي توصلن إليها آملات في أن يتم تبنيها على أرض الواقع.
تحليل تجريبي باعتماد عمليات أكسدة
ترتكز الدراسة حسب الطالبات، على التحليل التجريبي باعتماد عمليات أكسدة للقضاء على مشكل التلوث الناجم عن مخلفات المصانع المختصة في صناعة الألبسة و الأقمشة ذات الألوان، بما في ذلك الألوان الجديدة بتركيبات كيميائية معقدة و صعبة التفكك، تستدعي عوامل خارجية و مواد مضافة لتفككها، و التي من غير الممكن أن تتحلل طبيعيا حسبهن خاصة في ظل انتشار استخدام تركيبات ألوان كثيرة، تختلف عن تلك المستعملة قديما و التي كانت طبيعية يسهل تفكيكها بعمليات الأكسدة المعروفة.
الطالبات انطلقن من إشكالية بحثية موضوعها يُطرح بحدة في الواقع كما قلن، تتمثل في ارتفاع معدل الرمي العشوائي لبقايا الأقمشة و الألبسة في الأودية و البحار، من قبل المصانع و ورشات الخياطة، ما يزيد من حدة تلوث المياه وذلك لاحتواء هذه البقايا على ملوثات عضوية بألوان مركبة كثيرة الضرر و يمكن أن تسبب أمراضا كالسرطان و أمراض الجهاز التنفسي و القلب و الشرايين، كما تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي و تؤثر على طبيعة الهواء و تقلل نسبة الأوكسجين، ناهيك عن انعكاساتها الوخيمة على الثروة البحرية، في المقابل لم تعد حسبهن، عمليات الأكسدة القديمة المستعملة حاليا في محطات المعالجة ناجعة تماما، بفعل ظهور عدة عوامل أبرزها تطور استعمال الألوان.
و قد توصلن من خلال بحثهن التطبيقي، إلى ابتكار عمليات أكسدة حديثة تقضي تماما على الملوثات العضوية، حيث أخذن عينات من المياه و قمن بإخضاعها للتحليل و وجدن بأنها مشبعة بالملوثات العضوية الناجمة عن ألوان بقايا الأقمشة ويستحيل تفكيكها بعمليات الأكسدة القديمة، وقد طبقن طريقتهن الجديد القائمة على إجراء معالجة كيميائية خاصة بإزالة المواد العضوية في المياه عن طريق الأكسدة من خلال التفاعلات، باعتماد عوامل خارجية و مواد مضافة تقضي على مشكل التلوث الناجم عن ألوان الألبسة و بالأخص الألوان ذات التركيبة الكيميائية المعقدة صعبة التفكك.
تطوير استعمال الحديد و الحرارة
وأوضحت الطالبات، بأنهن اعتمدن في البداية تقنيات فيزيائية من خلال استخدام طرق للقضاء على الجزيئات الصلبة، و كذا تقنيات كيميائية ترتكز على إضافة مواد كيميائية تتفاعل مع تركيبة الملونات، إلى جانب تقنيات بيولوجية تعتمد على استخدام نوع من البكتيريا، غير أنها تقنيات غير فعالة بنسبة كبيرة و لا تقضي سوى على أقل من 50 بالمائة من الملوثات، وقد أظهرت التجارب بقاء نسبة معتبرة من الملوثات المضرة بالبيئة و المحيط و الغطاء النباتي، وأشرن إلى أنها تقنيات قديمة كانت تستعمل لتفكيك ألوان سهلة التفكك، غير أنها ما عادت مجدية في ظل التطور الذي نشهده في صناعة الألوان المعقدة.
وتمكنت الشابات من إيجاد حلول تتمثل في عمليات أكسدة حديثة مكملة لتقنيات الأكسدة القديمة، تقضي تماما على تركيبة الملونات و بنسبة كاملة، تعالج مشكل تلوث المياه من بقايا الأقمشة، و ذلك باستعمال مواد كالحديد، حيث تم اعتماد هذا العنصر و تطوير استخدامه مع إضافة عوامل خارجية كالحرارة و المركزات، و قمن بعمليات تجريبية على مياه البحر وكذا الأودية بعد أخذ عينات لمياه ملوثة بمواد عضوية صعبة التفكيك، و حصلن على نتائج إيجابية.
و أشرن في الختام، إلى أنهن لم يقدمن تفاصيل على العناصر الكيميائية المعتمدة في معالجة المياه، و فضلن عدم الكشف عنها في الوقت الحالي، إلى غاية عرض بحثهن على الجهات الوصية، على أمل أن تؤخذ النتائج بعين الاعتبار و تطبق على محطات معالجة المياه، و أجمعن على أن الكيمياء الخضراء من الحلول الناجعة في هذا المجال، لكونها تعتمد على مواد غير مضرة .
عز الدين غاشي خبير في علوم المياه السطحية للنصر
الأمطـــار الأخيـــرة ليـست تطرفـا مناخيــا
قال الباحث في علوم المياه السطحية بمعهد تسيير التقنيات الحضرية بجامعة قسنطينة 3، عز الدين غاشي، أن الأمطار الاستثنائية التي شهدتها الجزائر في الآونة الأخيرة عادية وسبق تسجيلها في سنوات ماضية، مؤكدا بأنها مفيدة للسدود والجيوب المائية، كما أنها مهمة جدا لإنجاح محاصيل الحبوب الجافة و بعض الخضر والفواكه.وشدد الباحث في حوار مع النصر، على ضرورة وضع مخططات شاملة وفعالة لدراسة المشاريع التي تعنى بإنجاز شبكات صرف مياه الأمطار.
حاورته : رميساء جبيل
هذه العوامل تتسبب في تشكل السيول الجارفة
ـ النصر: عرفت الجزائر مؤخرا تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلفت سيولا في عدة ولايات فهل هي ظاهرة مناخية متطرفة و كيف تفسرونها ؟
ـ عز الدين غاشي: الجزائر معروفة بكونها واحدة من الدول التي تشهد فيضانات وسيولا مفاجئة، وهي من المشاكل التي تعيق عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعود أسباب السيول إلى الأمطار الغزيرة الاستثنائية التي باتت تسجل بشكل سنوي، على غرار ما شهدناه في أوت سنة 2015 بعلي منجلي بقسنطينة، إذ تسببت الأمطار الطوفانية في وفاة شخصين بعدما تهاطلت بمعدل 90 ميليمترا في الساعة، ناهيك عن الأمطار الرعدية التي مست حي جبلي أحمد سنة 2019، و خلفت ضحيتين، كما تسببت الأمطار الغزيرة و الفجائية التي تهاطلت في شهر ماي الماضي في خسائر مادية معتبرة.
أما العامل الثاني للسيول من هذا النوع، فهو الموقع الجغرافي و طبيعة التوسع العمراني كما حدث في تيبازة مؤخرا، فالمنطقة كما بدا جليا شديدة الانحدار وهو ما تسبب في حدوث سيول غزيرة أدت إلى انزلاق التربة و المباني، خصوصا وأن سرعة تدفق المياه تزيد في المنحدرات، علما أن نسبة التساقط المطري وصلت بمنطقة ميناء الصيادين بخميستي إلى 70 ميليمترا خلال ساعات، ما أدى إلى تراكم آلاف الأطنان من التربة التي جرفتها السيول الغزيرة، و تسبب في اختفاء معدات الصيادين و توحل الميناء.
يكمن العامل الثالث وراء تشكل السيول، في انعدام الغطاء النباتي أو تدهور أجزاء منه، فالنباتات في الأحواض المائية تلعب دورا كبير في امتصاص المياه المطرية، كما تساهم في فرملة و وقف السيلان، ولهذا يؤدي التساقط المطري الكبير في الأماكن التي تعاني التعرية إلى حدوث كوارث مماثلة، وبهذا تنجرف التربة وتنسحب من المناطق المرتفعة باتجاه المناطق المنخفضة، و تتوجه جميعها نحو التجمعات السكنية والهياكل القاعدية مثل الطرق والوحدات الصناعية.
ـ هل هناك مناطق محددة على خريطة الجزائر يرتفع فيها خطر حدوث السيول و الفيضانات ؟
ـ من خلال الدراسات التي تقوم بها الجزائر سنويا، على مختلف بلديات الوطن تبين أولا أن هنالك 600 منطقة مهددة بالسيول وفقا لدرجات مختلفة، لكن العدد تقلص مؤخرا إلى حوالي 60 موقعا خطيرا.
أخطاء في إنجاز المشاريع قد تسبب بعض الكوارث
ـ ما هي الحالات التي يلعب فيها الإنسان دور المسبب للسيول؟
ـ فعلا يلعب العامل البشري دورا كبيرا كذلك في تسجيل مثل هذه الكوارث، نظرا للأخطاء التي يتم ارتكابها أثناء تصميم الشبكات وخلال تصنيف المياه المطرية فإغفال مخطط صرف المياه في بعض التوسعات العمرانية، يؤدي إلى حدوث فوضى سيلانية تتسبب في كوارث خطيرة. إضافة إلى الأخطاء في تصميم شبكات صرف مياه الأمطار، التي تسير في كثير من الأحيان بطريقة إدارية أكثر منها تقنية مع إقصاء قائمة المختصين والخبراء في هذا المجال عند العمل على المشاريع، لأنها أشغال لا تتعلق بالهيئات والمؤسسات المنجزة فقط، وإنما تتطلب حضور خبراء يدرسون العلاقة بين الأمطار التي تسقط من السماء وتحويلها على سطح الأرض ودراسة سيرورة العملية والتبخر وغيرها.
يكمن المشكل أيضا في قلة المختصين في علم الهيدرولوجيا، و وجود دراسات لا علاقة لها بخصوصيات المناطق، بسبب شح المعطيات المناخية.
ـ ما الذي يحدد فعالية مشاريع تصميم شبكات وقنوات صرف المياه ؟
ـ لإنجاح مثل هذه الدراسات التي تحولت إلى مشاريع، يجب التركيز على قياس معدل الأمطار المتساقطة، وهي خطوة تكاد تكون منعدمة في الكثير من المناطق في بلادنا، رغم أنه يتعين علينا قبل بدء هكذا مشاريع، أخذ معطيات دقيقة تخص كمية ونوعية الأمطار التي تساقطت خلال 24 ساعة، بواسطة جهاز البيبليوغراف، بغية إنجاز دراسات ناجعة وتصاميم جيدة لشبكات صرف المياه المطرية والقنوات تحمي النسيج العمراني، تماما كالأحزمة الواقية بوادي بومرزوق وجنان الزيتون بقسنطينة، والتي توجد مثيلات لها بمدن أخرى على غرار عنابة و باتنة.
أهم الأولويات لمواجهة مخاطر الفيضانات
ـ كيف يمكننا التكيف مع التقلبات المناخية و ما هي الاحتياطات الواجب أخذها لمواجهة مخاطر السيول والفيضانات في المدن ؟
ـ تعمل الجزائر في الحقيقة على أربع أولويات فيما يخص أخطار الفيضانات بداية بالاهتمام بأخطار الكوارث، وتدعيم حوكمة خطر الكوارث، إلى جانب توجيه الاستثمار نحو تقليص خطرها من أجل الصمود في وجهها وإمكانية استرجاع سيرورة الحياة الطبيعية في أقرب الآجال، وهو بالمناسبة المعيار الذي نقيس من خلاله تطور دولة أو تخلفها، أما الأولوية الرابعة فتتمحور حول تدعيم التحرير للكوارث بغية إعادة البناء بطريقة الري.
ويذكر أن للجزائر مساهمات في المخطط العالمي « سون لايف» باليابان الذي انطلق في 2015، بمشاركة عدة دول، بهدف دراسة الأخطار والكوارث الطبيعية والعمل على وضع حلول لها والتقليل من حدتها.
ـ ما هو الحل الأمثل لتجنب الكوارث الناجمة عن تقلبات المناخ؟
ـ لا يمكن وضع حد نهائي للأخطار والكوارث، فالطبيعة في كل مرة تقابلنا بأحداث معينة حتى نتخذها كدروس منهجية نتعلم منها، ومن خلالها نبحث عن حلول واستراتيجيات للتقليص من الحوادث، الحلول الممكنة والضرورية هي القيام بعمليات تنظيف دورية لشبكات الصرف الصحي وشبكات الحماية من الفيضانات، مع تهيئة الوديان بأحزمة وقاية لتفادي ارتفاع مستواها عند سقوط أمطار غزيرة، وبهذا نحافظ على النسيج العمراني من الضرر، إلى جانب الاعتماد على مقاربة دراسية باستخدام أدوات وتقنيات حديثة لإنجاز دراسات تعطي فعالية في تصميم شبكات صرف مياه الأمطار.
أؤكد أيضا، على وجوب اعتماد الصرامة في العمل وأن تكون الدراسات ذات مصداقية، وتقدم بطريقة دقيقة لإعطاء تقييمات صحيحة حول الخصوصية المناخية لكل منطقة، وكذا السهر على إنجاز وتنفيذ مشاريع وفق المقاييس المطلوبة، فنسبة 50 بالمائة من فشل المشاريع تتعلق بدراسة المشروع الأولية التي وضعت دون قياسات محلية مضبوطة، أين يتم اعتماد قياسات عامة عالمية تخص مناطق وبلدانا أخرى لا تنطبق مواصفتها على مكان إنجاز المشروع ولهذا السبب تحديدا تفشل جل المشاريع وتحدث الكوارث.
ـ في كل سنة تغرق مناطق بمدينة قسنطينة فهل للأمر علاقة بالجغرافيا كما سبق وذكرتم أم بضعف مخططات التهيئة ؟
ـ رغم الحوادث المسجلة مؤخرا، إلا أن قسنطينة من بين المدن التي تفطنت للفيضانات والسيول الجارفة، بوضع تدابير وقائية أثناء فترة تساقط الأمطار، ومع ذلك يغرق خط الترامواي الذي يمر على المنطقة الصناعية «بالما» بفعل تراكم المياه في كل مرة، الأمر الذي يتطلب وقفة جماعية تتكاتف فيها جهود السلطات المعنية والخبراء، من أجل تحيين مخطط القطاع الحضري ودراسته بشكل يوجد حلولا فعالة.
أمطار ماي مفيدة للمحاصيل الجافة
ـ ما هو منسوب الأمطار التي تتساقط في مثل هذه الفترة بقسنطينة وهل ما نسجله حاليا يدخل ضمن خانة المعدلات الطبيعية؟
ـ سابقا، كانت قسنطينة تتوفر على خمسة أجهزة لقياس معدل الأمطار المتساقطة لكن أعتقد أنه بقي منها جهاز واحد بمطار عين الباي، وهو مهم لتحديد نوعية وشدة المطر، و إعداد و دراسة تصميم شبكات تصريف مياه الأمطار في المجال الحضري، وأعتقد أنه سيكون هناك حساب لحجم التساقط وكمية الأمطار في شهر ماي و تحديدا في الفترة من 15 إلى 31 ماي.
أما المعدل السنوي للأمطار في المدينة على مدار 40 سنة الماضية، فقد راوح 500 ميليمتر، فيما أظهرت النتائج الخاصة بالثلاث سنوات الأخيرة، تراجعا في المنسوب وهو ما أثر على الفلاحة المطرية التي تتغذى على أمطار مارس و أفريل، مع إمكانية عودة المعدل مجددا خلال السنة الجارية.
ـ هل أمطار ماي و جوان عادية ؟
ـ تساقط الأمطار في شهر ماي أمر عادي جدا، عكس ما يعتقده المواطنون و المختصون يدركون جيدا أن مناخ الجزائر عموما والمناخ الذي شهدته قسنطينة منذ أزيد من 100 سنة، كان ممطرا في هذا الشهر تحديدا خاصة في الخمس أو الست سنوات الأخيرة، وأذكر هنا أيضا، أنه تم تسجيل تساقط للثلوج مع بداية شهر جوان خلال نهاية التسعينيات.
ـ كيف ستؤثر على المحاصيل الزراعية في رأيكم؟
ـ هذه الأمطار لها فائدة على زراعة الحبوب الجافة كالعدس والحمص، وكذا على زراعة بعض الخضر والفواكه على غرار البطيخ والطماطم والأشجار المثمرة و أشجار الزيتون، كما أن لها تأثيرا إيجابيا مباشرا على ملء السدود وإعادة ملء الجيوب المائية الجوفية التي تتغذى من المياه السطحية المتسربة إليها.
ر. ج
الإفرازات السائلة بالجزائر
جهــود متواصلــة لبـناء منشــآت لحمايــة الوسـط الطبيعـي
تواجه الجزائر المزيد من التحديات البيئية المرتبطة بالحركية الاقتصادية و الاجتماعية و تمدد العمران و ارتفاع معدلات الاستهلاك و تغير أنماط المعيشة بالوسط الحضري الذي يعد الأكثر إنتاجا للمخاطر البيئية المختلفة كالتلوث و انبعاث الغازات الدفيئة و استنزاف الموارد الطبيعية الهشة. وتعد الإفرازات السائلة التي ينتجها الوسط الحضري و شبه الحضري و الوسط الصناعي من بين المشاكل البيئية التي تعاني منها الجزائر في السنوات الأخيرة، و تبذل من أجلها جهودا متواصلة للحد منها و درء المخاطر الناجمة عنها، بينها مخاطر تلويث التربة و مصادر المياه و الإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق هذه الإفرازات متعددة الأنواع و المركبات الكيماوية و الفيزيائية.
و لا يكاد يخلو تجمع سكاني مهما كان حجمه من الإفرازات السائلة بالجزائر سواء تلك التي تنتجها الأحياء السكنية أو تلك الناجمة عن النشاط الصناعي، و هي من اخطر الإفرازات على البيئة و الموارد الطبيعية كالتربة الزراعية و المياه و الحياة البرية و التنوع الإيكولوجي.
واستنادا إلى الموقع الإلكتروني لوزارة البيئة و الطاقات المتجددة فقد بلغ تعداد مواقع الإفرازات الحضرية السائلة عبر 48 ولاية أكثر من 3500 موقع تقابلها 177 محطة تجميع و معالجة المياه المستعملة، و تعتزم الدولة بناء المزيد من المحطات لمعالجة المياه المنزلية المستعملة التي تنتجها التجمعات السكانية الآخذة في التوسع و خاصة بشمال البلاد حيث تتركز أكبر كثافة سكانية منتجة للسوائل الملوثة للوسط الطبيعي.
و تعد محطات الغسيل أيضا من بين المصادر المنتجة للإفرازات السائلة التي تصب كميات كبيرة منها في مجاري الصرف الصحي و تزيد من مخاطر التلوث عندما تصل إلى الوسط الطبيعي كمجاري الأودية و التربة الزراعية.
و قد أحصت وزارة البيئة و الطاقات المتجددة ما لا يقل عن 8 آلاف محطة غسيل في البلاد، ولا يعرف ما إذا كانت كل هذه المحطات مجهزة بنظام للتصفية و التخزين يحمي البيئة و يحول دون وصول هذه السوائل الصناعية الملوثة إلى مصادر المياه و التربة. وتتضمن قوانين حماية البيئة بالجزائر إجراءات صارمة تجاه محطات الغسيل وتلزمها بحماية البيئة تفادي الربط بشكات الصرف الصحي، و استخدام أنظمة متطورة للتصفية و التطهير و تدوير المنتجات النفطية المستعملة، غير أن بعض هذه المحطات مازالت تعمل بأنظمة قديمة لا تستجيب لإجراءات السلامة و حماية البيئة و الصحة.
و إلى جانب محطات الغسيل و مصبات الصرف الصحي تعد مراكز الردم التقني للنفايات أيضا من المصادر المنتجة للإفرازات السائلة، و تعمل وزارة البيئة على بناء المزيد من محطات معالجة عصارة النفايات الناجمة عن تحلل النفايات المنزلية العضوية.
و في هذا الإطار، أحصت الوزارة ما لا يقل عن 38 محطة معالجة للعصارة السامة المحملة بالمعادن الثقيلة عبر الوطن بتمويل من الصندوق الوطني للبيئة و الساحل FNEL، متوقعة بناء 8 محطات جديدة من ميزانية التجهيز للحد من تسرب العصارة السامة إلى التربة و مصادر المياه الجوفية بمراكز الردم الكبرى التي تستقبل كميات هائلة من النفايات المنزلية التي تنتجها التجمعات السكانية.
و تعد الإفرازات الحضرية و الصناعية السائلة ناقلا فعالا للأمراض عندما تصل إلى مصادر المياه و الغذاء، و لذا تحرص الجزائر على الحد من التلوث الناجم عن الإفرازات السائلة ببناء المزيد من محطات المعالجة و التصفية، و فرض قيود صارمة على النشاطات التجارية و الصناعية المنتجة للسوائل الملوثة للبيئة و مصادر المياه و التربة الزراعية و الحياة البرية، و خاصة بالمناطق الرطبة الأكثر عرضة للتلوث الناجم عن مصبات السوائل السامة سواء الصناعية أو الحضرية القادمة من التجمعات السكانية المجاورة.
و حسب وزارة البيئة و الطاقات المتجددة فإن الأرقام المتوصل إليها حتى الآن تعد أرقاما أولية حيث تتواصل عمليات الجرد و تحيين المعطيات الميدانية باستمرار حتى تتشكل صورة واضحة و دقيقة يمكن على ضوئها وضع الخطط الرامية إلى حماية البيئة و الصحة من خلال المزيد من الاستثمارات و التطبيق الصارم للقوانين و التصدي لكل سلوك أو نشاط ملوث للبيئة مضر بالصحة و الحياة البرية و التنوع البيولوجي الذي صار عرضة لمخاطر كبيرة بسبب التلوث الناجم عن الأنشطة البشرية الجائرة.
فريد.غ
- التفاصيل
- الزيارات: 1388
تفعيــــل المواطنـــة البيئيــة حتميـــة
أرجعت الخبيرة البيئية و البروفيسور بكلية الحقوق و العلوم السياسية بجامعة باتنة 1، فاتن الليثي، الاضطرابات الجوية التي شهدتها عديد الولايات بالجزائر خلال الأيام الماضية، إلى الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، و دخول منطقة شمال إفريقيا ضمن دائرة خطر ما يسمى بالمرتفع الأزوري، الذي يمثل نظام ضغط جوي مرتفع شبه استوائي، داعية إلى ضرورة تفعيل مصطلح المواطنة البيئية لنشر الوعي البيئي و المساهمة في حماية البيئة من تأثير التقلبات المناخية التي يشهدها العالم ككل.
حاورتها : إيمان زياري
تفسر الباحثة في حوارها مع النصر، العديد من الظواهر و تفصل في الحديث عن تأثيرها على البيئة و مستقبل الكرة الأرضية.
خطر المرتفع الأزوري على الجزائر
ـ النصر: تشهد الجزائر تغيرات مناخية كبيرة تمتزج بين الجفاف شتاء و أمطار طوفانية في غير موسمها مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، ما تفسيرك لذلك ؟
ـ يعرف خبراء البيئة هذه التقلبات على أنها تغير مناخي ناجم عن الاحتباس الحراري، سببه ارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل التلوث الذي يشهده العالم و يتسبب فيه الإنسان، فمن المفروض أن درجة حرارة الكرة الأرضية هي - 19، إلا أنها وصلت الآن إلى 14 درجة و الفرق شاسع بين المقياسين، الأمر الذي سيتسبب في كارثة بيئية حقيقية، و قد حذر خبراء المناخ و البيئة من هذا الارتفاع، و أكدوا أن درجة حرارة الأرض إن زادت عن 1.5 درجات عما هو مسجل حاليا، فسيذوب القطب الشمالي المتجمد و ستختفي معه العديد من الدول.
ـ ما هي نسب التلوث البيئي في الجزائر و ما تأثيرها على الظاهرة عموما؟
ـ لا يقارن التلوث الحاصل في الجزائر بالتلوث الموجود في الدول المتقدمة صناعيا، في الجزائر و دول العالم الثالث يكون التلوث استهلاكيا بالدرجة الأولى، و نحن لا نمتلك صناعات ضخمة تنجر عنها انبعاثات كبرى، لذلك فإن مسؤولية الأضرار البيئية دولية و مشتركة تتقاسمها كل بلدان العالم بنسب متفاوتة بحسب خطورتها.
النصر: كيف سيكون شكل المستقبل في حال استمرار الاحتباس الحراري ؟
ـ الاحتباس الحراري تسبب في وصول الكرة الأرضية إلى خطر يسمى بالمرتفع الأزوري، و هو نظام ضغط جوي مرتفع شبه استوائي، يقع مركزه بالقرب من جزر الأزور في المحيط الأطلسي و من هنا أتت التسمية، و هو ما يؤثر في طقس و مناخ مناطق واسعة تشمل أوروبا و شمال إفريقيا و الجزائر و أجزاء أخرى من العالم، هذا الاضطراب هو المسؤول الرئيسي عن التصحر في شمال إفريقيا، و يصل تأثيره إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، ليسبب الجفاف و الاستقرار في الأجواء مع ارتفاع في درجات الحرارة.
الوقود الأحفوري ضاعف درجة حرارة الأرض
النصر: ما تأثير ذلك على البيئة؟
ـ أطلقت هيئة الأمم المتحدة تحذيرا بشأن التغير المناخي الحاصل بفعل الاحتباس الحراري الذي يعتبر المحرك الرئيسي للعديد من الكوارث الطبيعية كذوبان القطب المتجمد الشمالي، إذ تفاقم معدل ذوبان الجليد بسبب شدة ارتفاع درجة الحرارة، ما يعكس فشل العالم في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، ما انجر عنه ارتفاع درجة حرارة الأرض و بالتالي الجفاف و موجات الحرارة، إضافة إلى الأعاصير المدارية وتهديد الإنتاج الغذائي و السلالات الحيوانية خاصة الطيور بالانقراض والهجرة حول العالم بسبب تغير أنماط الطقس، كما أن حرق الوقود الأحفوري يعد السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، مع وصول تركيبات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى أعلى درجة.
ـ إلى أي مدى ينتشر الوعي البيئي وسط المواطنين في بلادنا؟
ـ بالفعل، المشاكل البيئية تصنف اليوم ضمن قائمة أكبر و أخطر التحديات العالمية، و هنا يلعب الوعي دورا محوريا في التصدي لمسببات الظاهرة و إيجاد حلول ناجعة للتلوث البيئي الذي يتسبب فيه الإنسان وحتى نصنع إنسانا واعيا بالمخاطر البيئية نحن بحاجة ماسة لتفعيل المواطنة البيئية، لأن من أهم ركائزها التربية البيئية و التعليم البيئي والإعلام البيئي و المجتمع المدني، حيث نعني بالتربية البيئية تهذيب السلوكيات عن طريق الأسرة و الحي و المسجد و الجمعيات، أما التعليم البيئي فيكون عن طريق تكييف المناهج في المراحل التعليمية للوصول إلى ضرورة المحافظة على البيئة، ويعد الإعلام البيئي ضروريا لنشر المعلومة التي تساهم بالدرجة الأولى في توعية المجتمع من أجل حماية البيئة و التصدي لمشاكلها و بالتالي فهو دور توعوي بالدرجة الأولى.
جهود حماية البيئة جد ضعيفة
ـ ما هي الحلول التي من شأنها التقليل من التأثير السلبي لظاهرة الاحتباس الحراري؟
ـ دائما ما يجري الحديث عن الحلول المقترحة و الناجحة للحد أو للتقليل من تأثيرات الظاهرة خلال المؤتمرات الدولية، مع ذلك تبقى الجهود الدولية لمكافحتها متواضعة، إذا ما قارنا بين التطبيق و بين ما تم الالتزام به في المعاهدات الدولية التي تصب في هذا الخصوص، كاتفاقية باريس سنة 2015 و التي تعهدت من خلالها 194 دولة بخفض الانبعاثات لكنها تصدعت بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، يذكر أيضا أن الدول الغنية قد تعهدت بتقديم 100 مليار دولار للدول النامية من أجل مساعدتها على الانتقال للطاقة النظيفة و حماية البيئة.
بعث السد الأخضر يأتي ضمن مسعى جدي
ـ ما الذي تقوم به الجمعيات البيئية و مختلف الهيئات الناشطة في المجال بالجزائر، و هل ترقى الجهود المبذولة لمستوى الحماية الفعلية؟
ـ تبنت الدولة الجزائرية مبدأ التصدي لظاهرة التغيرات المناخية و جعلته ضمن أولوياتها، و هو ما يظهر من خلال مجموعة من الإجراءات كمخطط بعث الاقتصاد الأخضر الذي من بين أهدافه تشجيع استغلال النفايات عن طريق التدوير و دعم الصناعات التحويلية و تشجيع الاستثمار في مجال النفايات لضمان التحكم في تأثيرها السلبي، مع وضع إعفاءات ضريبية للشركات الصناعية التي تلتزم بخفض الانبعاثات المضرة بالبيئة، كما كان رئيس الجمهورية قد شارك في قمة قادة العالم في المؤتمر 27 لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية بشرم الشيخ بمصر سنة 2022، و هو في اعتقادي أهم تأكيد على عزم الدولة الجزائرية على التصدي للظاهرة بشكل جاد، كما يجري التكفل محليا بالمشاكل المناخية من خلال مبادرات عديدة، أين أكد الرئيس على ضرورة حماية جميع الموارد و اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الرسمية لمحاربة آثار التغيرات المناخية التي من بينها المخطط الوطني للمناخ و قانون مكافحة المخاطر الكبرى وإعادة بعث مشروع السد الأخضر.
متخصصون يؤكدون للنصر
يجب إشــــراك الأطفال في الحفـــاظ على البيئــــة
أبرز متخصصون في البيئة، التقت بهم النصر على هامش ورشة تدريبية حول استخدام الأطفال لتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد في الحفاظ على البيئة احتضنتها قسنطينة مؤخرا، بأن غرس الثقافة البيئية لدى الناشئة وتعزيز القدرات العلمية في هذا المجال أصبح أمرا ضروريا بالنظر إلى ما يشهده العالم من مخاطر كبيرة تهدد مستقبلهم بالدرجة الأولى، بسبب المشاكل البيئية و الكوارث و اضطرابات المناخ.
إيناس كبير
نظمت الورشة بالتنسيق بين وحدة الوساطة والبحث العلمي وجمعية الشعرى لعلم الفلك، و أُطلق عليها ماستر كلاس الأطفال سفراء البيئة، حضرها أزيد من 30 تلميذا من مختلف متوسطات ولاية قسنطينة، أطرهم باحثون من عدة جامعات وهيئات علمية وبعض الجمعيات التي تعنى بموضوع البيئة، حيث أكد المؤطرون على أهمية تفعيل دور الطفل وإشراكه في عملية الحفاظ على الطبيعة من خلال تعريفه بأهميتها وتمكينه من الوسائل التي توظف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد في حماية البيئة، فضلا عن تدريب الأطفال على استعمال صور ومعطيات الأقمار الصناعية لمتابعة بعض الاخطار الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية.
تجربة واقعية تتماشى مع اهتمامات الطفل
وحسب مراد حمدوش، نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك، فإن التركيز انصب على الجانب التطبيقي في تنشيط الورشة لما يوفره العلم المسلي للطفل ويجعله يشارك في البحث عن المعلومة وتوظيفها، فضلا عن السماح للأطفال بعيش تجربة تفاعلية تقربهم من البيئة و منحهم فرصة استخدام تقنيات يعتمدها الباحثون في الغالب، على أن تبسط العملية لتتوافق مع قدراتهم الذهنية.
وقد تلقى الأطفال حسب حمدوش، معلومات ومعارف قدمها أساتذة باحثون وممثلون عن محافظة الغابات وجمعية إيكو سيرتا، تعلقت في مجملها بالبيئة كما تمت توعيتهم حول الأحداث التي يعاني منها العالم كالتغير المناخي و انتشار التلوث وأسباب اختلال التوازن البيئي، فضلا عن تلقينهم مصطلحات علمية خاصة بالمجال مثل الغازات الدفيئة، التي يجب على الطفل أن يكون على دراية بها خاصة وأنها كلمات أصبحت متداولة و يسمعها الطفل خلال أيامه، وفق ما قاله نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك.
كما تم أيضا حسبه، تدريب التلاميذ على استعمال نظم الاستشعار عن بعد، بما في ذلك التقنيات المتعلقة بالتقاط وفهم صور الأقمار الصناعية و توظيفها للمحافظة على البيئة، إضافة إلى قياس نسبة انبعاث الغازات الدفيئة. وقال المتحدث، بأنه يمكن للأطفال أن يقيسوها في أي منطقة في قسنطينة، و أن يضبطوا المؤشرات التي تؤدي إلى التعرف على حالة النبات من خلال تقنيات الاستشعار عن بعد.
و كشف حمدوش، بأن ورشة الماستر كلاس قد تُعمم عبر باقي ولايات الوطن، بعدوا أن لمسوا اهتمام الكثير من الهيئات العلمية وحتى الأفراد بالثقافة البيئية.
من جانبه، أوضح هشام قرقوري، باحث في الفيزياء الفلكية، بأنه يمكن لباحث صغير تجريب تقنيات جديدة والتعرف على ميدان الذكاء الاصطناعي من خلال الماستر كلاس، كما يستطيع الاحتكاك بخبراء وعلماء ويتعرف على أهمية البحث العلمي وآخر التطورات التي توصل إليها الإنسان في العلوم وخصوصا في المجال البيئي.
وأضاف، بأن الهدف من فكرة الماستر كلاس هو تمكين الطفل الجزائري من الدخول إلى برنامج تنظمه هيئات عالمية متخصصة في الدراسات العلمية، و إعطائه الفرصة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستعملها الباحثون حتى يتحصل بدوره على نتائج مبسطة، و لاكتشاف شغفه وطموحاته المستقبلية.
يجب أن يعي الطفل مشاكل بيئته
من جهته، قال عيسى فيلالي، ممثل محافظة الغابات بأن مصالحه ركزت خلال السنوات الأخيرة على المشاركة في الفعاليات والنشاطات التي تهتم بتوعية الطفل بقيمة الغابات وضرورة المحافظة على الطبيعة، وعلق بأنه يجب أن تُمنح التربية البيئية أولوية في تعليم الطفل بداية من الروضة، فضلا عن تجنيد كل المتخصصين في هذا المجال وتوفير كل الوسائل اللازمة، لأن سلبيات التعامل الخاطئ مع الطبيعة وبالخصوص الغابات والمساحات الخضراء ستؤثر على حياة جميع أفراد المجتمع.
و رغم خطورة المشاكل التي تعاني منها البيئة والتي يرى البعض بأنها قد تسبب الخوف للأطفال، يرى عزيز ملياني مختص في علم البيئة، بأن الأطفال يجب أن يكونوا على دراية بالتحديات الطبيعية حتى يشعروا بالمسؤولية تجاه محيطهم وبخطورة ما يقوم به الإنسان ضد الطبيعة، داعيا إلى تكثيف الجهود و تغيير السلوكيات الفردية لتخفيف الاعتداءات على البيئة.
وتابع قائلا، بأنه يجب أن نتعامل بجدية مع كل المقترحات و الحلول الممكنة مهما بدت بسيطة، بما في ذلك استغلال حماس وشغف الأطفال بالعلم لتحقيق التغيير المستقبلي المنشود.
تبسيط العلوم يسهل التفاعل مع المحيط
وأضاف ملياني، بأن مجال العلوم يعاني من التناقض فبالرغم من التطور الذي وصل إليه و توفر المعلومات إلا أنه لا يمكن إيصالها إلى كل الفئات حتى يستطيع المواطن العادي تطبيق التوصيات في حياته بطريقة صحيحة وقال، إن إشكالية تعقيد العلوم وعدم تبسيط تفاصيلها تسببت في إنكار البعض للنتائج العلمية وإنجازات الباحثين والتشكيك في الكثير من العلوم والظواهر المتعلقة بالبيئة، وهنا يأتي دور العلماء والباحثين فيما يخص تبسيط العلم وإيصاله بطريقة سهلة وسلسة لكل الشرائح حسب رأيه.
وأضاف قائلا، إنه لابد من إقران تبسيط العلم بالجانب البيداغوجي بالنسبة للأطفال، لأنه يوفر لهم مصادر موثوقة للمعرفة، فضلا عن تفسير المعلومات و التفاصيل المعقدة بطريقة وسطية لا تفقد المعرفة جوهرها.
الأندية البيئية تحفز عاطفة الأطفال تجاه البيئة
واعتبر لعربي فوتني، أستاذ باحث بجامعة الإخوة منتوري تخصص علوم البيطرة، و رئيس جمعية إيكو سيرتا للبيئة، بأن انضمام الطفل للنوادي البيئية في طور التعليم المدرسي يساعده في الحصول على المعلومات بطريقة مرحة ومبسطة تجعله يحب التعمق أكثر في هذا التخصص و الاهتمام به.
ووفق ما قاله، فإن الأطفال في الأصل مفطورون على حب الطبيعة والانجذاب إليها والتعامل وسطها، وهو ما تعمل النوادي العلمية على استثارته، حيث يتم توظيف وسائل وطرق وأفكار تقربهم أكثر من الطبيعة وتجعلهم يتعرفون عليها و أوضح، بأنه يجب التعامل مع الأطفال وفق ما ينجذبون إليه والوسيلة الأمثل في وقتنا الحالي هي الهاتف الذكي.
أما مهدي شطابي ممثل جمعية إيكو سيرتا، فاقترح مجموعة من التطبيقات التي يستعملها الطفل في التعرف على كائنات حية جديدة أو نباتات بعد تصويرها وتحميل الصور على التطبيق الذي يمنحه كل المعلومات المتعلقة بها، وبحسبه فإن التطبيقات تسهل على الطفل البحث والدراسة والوصول بنفسه إلى المعلومة، كما تجعله مرتبطا بصفة دائمة بالطبيعة ومهتما بها، كما تسمح له بمشاركة المعلومات التي تحصل عليها مع أطفال آخرين يملكون الاهتمام نفسه، وقد يتحول الأمر إلى تكوين شبكة من الباحثين الصغار في المجال البيئي.
استحسان كبير
تقربت النصر من بعض التلاميذ الذين شاركوا في الورشة، فقالت التلميذة ناريمان بولفخاذ، من متوسطة التربية والتعليم، بأنها صححت الكثير من المعلومات التي اطلعت عليها سابقا واكتسبت معارف جديدة عن قيمة البيئة، و أضافت التلميذة حنان بولشفار، من متوسطة ثنيو أحمد، بأن مقابلة متخصصين وباحثين جعلتها تدرك الطرق الصحيحة للتعامل مع البيئة و تغيير السلوكيات الخاطئة التي من شأنها أن تؤذي المحيط وتسبب تلوثه، كما أوضحت، بأنها تعلمت الكثير من المفاهيم الجديدة خاصة ما تعلق بتدوير النفايات والتقليل من استخدام البلاستيك.
إ.ك
خريج مركز للتكوين المهني
شاب يطلق مشروعا لمعالجة النفايات الكيميائية
أطلق الشاب بخوش إبراهيم، خريج معهد التكوين المهني بالبليدة ، مشروعا في مجال البيئة يهتم بمعالجة النفايات الكيميائية والأدوية منتهية الصلاحية المصنفة ضمن النفايات الخاصة و الخطيرة.
و انتقى إبراهيم اسم «سوكا بلاست» لمشروعه، الذي أنشأه بعد تخرجه من المعهد المتخصص في الفلاحة ببوقرة سنة 2006، حيث اختار فكرة صديقة للبيئة تخص تسيير النفايات الصناعية وتثمينها و رسكلتها، ثم طورها إلى معالجة النفايات الكيميائية والأدوية منتهية الصلاحية بعد حصوله على الاعتماد من طرف وزارة البيئة والطاقات المتجددة للنشاط في هذا الميدان، كما أن له مشروعين آخرين قيد الدراسة، يخص الأول تكرير الزيوت المستعملة بقسنطينة وقد تجاوزت نسبة الأشغال به 70 بالمائة، أما المشروع الثاني فيتعلق بحرق النفايات الصناعية، وسينجز بولاية البليدة أو الجزائر العاصمة.وحسب المتحدث، فإن فكرته الأولى تطورت و مشروعه توسع، حيث يضم مجموعة من الشباب بينهم تقنيون ومهندسون في مجال البيئة، مشيرا إلى أن الشركة تتوفر أيضا، على مركزين لجمع النفايات و الرسكلة على مستوى بني تامو و بوفاريك بولاية البليدة، كما تتوفر على تجهيزات متطورة للتخلص من النفايات الكيميائية والأدوية منتهية الصلاحية. و أوضح، بأن الحصول على النفايات يكون إما من خلال استشارات أو المشاركة في مناقصات أو عن طريق إبرام اتفاقيات مع مؤسسات صناعية، كما أمضت الشركة حسبه عقودا مع مراكز لحرق النفايات، ووقعت اتفاقيات أخرى تتعلق برسكلة البطاريات والعجلات المطاطية، مضيفا، بأن جل النشاطات التي تقوم بها الشركة ذات قيمة بيئية كبيرة ولذلك ينوي توسيع نشاطها بشكل أكبر مع دخول المشروعين الجديدين حيز الخدمة و الانطلاق في تكرير الزيوت المستعملة وحرق النفايات الصناعية.
و تحدث عن بعض العراقيل التي يواجهها، ومنها الحصول على رخص الاستغلال، وكذا الممارسات البيروقراطية في بعض الإدارات.
من جانبه، أوضح مدير البيئة والطاقات المتجددة لولاية البليدة وحيد تشاشي، بأن نشاط الشركة المذكورة يكتسي أهمية بالغة في مجال البيئة، وتحدث عن مشروع مخطط ستعرضه وزارة البيئة والطاقات المتجددة على الحكومة يخص تطوير ورسكلة وتثمين النفايات، وقال إن هذا المخطط أخذ بعين الاعتبار كل أنواع النفايات سواء المنزلية أو المشابهة لها أو النفايات الخاصة أو الخاصة الخطيرة مؤكدا بأن كل النفايات قابلة للرسكلة والتطوير، لكن كل نوع يحتاج إلى طريقة خاصة لإعادة الرسكلة.
نورالدين ع